أدب

الفيلسوف

شعر: أحمد نسيم برقاوي
من رحم العقل ولد
وفي واحة العقل يعيش
ويمرح في ملاعب الحياة فرحاً بالوجود
وحين يدق الزمن ناقوس النهايات
ليذكر الجسد بماضيه
في معمعان ثورته الشبقة للحياة
وتنمو حكمة الشيخوخة اليائسة والبائسة
وينصب اللامعنى خيمته السوداء
لعزلة الروح التي تنظر خلفها ساخرة
أقدام الفناء
ويدق الخطر ناقوسه
وحده الفيلسوف لا يسمع صوت الناقوس
لأنه وهو مقيم في القمة
يرى بعقله ما لا تراه عيون الخلق الساكنة الوديان
ولا يخسر ذرة من حب الحياة
ولا تفاجئه الحياة بعدمها .
وحده الفيلسوف لا يشتم البدايات
حين تخذله النهايات
ويذهب بعيداً في البحث عن الدروب الضائعة
أو عن تلك التي يبدعها خياله الخلاق
فيمنح الوجود عقله القلق
الفيلسوف
هو النهر الذي أختار مجراه
ولا
يعلم مصبه الأخير
ولا يمنن الخلق بمطره
ولا الأشجار التي تدين له بالحياة
ولا الينابيع
لا أوان لفيضه العفوي
ولا يكترث بالذين يشربون من مائه العذب
ولا بالأوساخ المتطفلة على نقائه
ولا بالذين يمارسون طقوس التنزه على ضفتيه.
وحين يجف
ويصعد إلى سماء الأفكار الأبدية
يصير سحباً لا تكف عن الإمطار
ونوراً لا ينطفئ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى