إبراهيم الشيخ: لن نماري فيك إلا مراءا ظاهرا
حسن إسماعيل
رجاءات صديقنا كابو وسلوك الصراصير
مدخل
( تقول الخُرافة أن الصراصير مصابة بوسواس قهرى فيظن أحدهم انه مُراقب الخطوات ولهذا فكلما مشى أحدهم ثلاث خطوات عاد للوراء ليمحوها وهو لايدرى أنه يعود فى غير خطواته وبدلا عن محوها يصنع أثرا ثالثا …وهكذا أنكر إبراهيم الشيخ انه لم يقترح حميدتى لرئاسة اللجنة الإقتصادية ولكنه ضغط ليكون هو ضمن أعضائها ..ونحن لانريد منه سوى هذا الإعتراف الآن) !!
ـ يظن كثيرون أن السجال بينى وإبراهيم الشيخ سجال شخصى كونى أخاطبه ويقوم هو برد خائر متهافت ..فى الحقيقة هذا سجال عام يمس قضايا عامة ، قضايا التزييف والعبث بالمصطلحات السياسية كالتسوية مع العساكر التى يريدون أن يسموها سلطة الانتقال المدنى الديمقراطى وقضايا الفساد المالى الذى يحاولون أن يغطوا عليه وياكلوا مغانمه خلف ستار مايسمى بالثورة وقضايا السقوط المبدئى والاخلاقى كالتستر والتواطؤ على دم الشهداء واضاعة الوقت فى تقديم هذه القضايا لمنصات العدالة لأن الصمت عن قضايا الدم هذى هو القاطرة الوحيدة التى تضمن ذهاب العلاقة بين العسكر والمدنيين إلى أبعد مسافة ممكنة ، ثم قضايا تآكل مؤسسات الدولة كمؤسسات التشريع والتقاضى والنيابة والمراجع العام وهى مؤسسات نخر فيها سوس التحالف بين قحط والعساكر ،ثم قضية رهن القرار الوطنى وقضايا العمالة والارتزاق التى اسرفت فيها قحط .. تناولُ كل هذه القضايا لايمكن أن يكون سجالا شخصيا يخصنى وابراهيم ، صحيح إننى استفدت من حماقة الرجل وهو يخرج للتصدى بلياقة منهارة وايدٍ مرتجفة ولكن لابأس ان نستفيد من الرجل كحبل غسيل ننشر فيه اوساخ قحط ونستفيد من أصابعه المتيبسة لتكون كمشاجب نثبت بها كل مخازى قحط نهارا والعين تشوف ثم لابأس فى أن نستخدمه كحائط جالوص نقذف إليه بالكرة فيعيدها إلينا بكل غباء ونحن نعيد تصويبها فى وجهه
– ثم قد يشفق البعض مما يظنه انحدار لغة السجال والتخاطب فى بعض منعطفاته وقد هاتفنى خمسً من أقارب الرجل يشفقون على قدرة احتماله لهذا الضغط وهو فى هذا العمر ولكنى طمأنتهم فكل المقصود هو إعادة العبث بمعادلة ( الأدرينالين) تلك العصارة التى تفرزها الغدة الكظرية لإحداث التوازن لحظات التحفز والهجوم
(فالشيخ) إبراهيم – كما كان يسميه الترابى – يفعل مثل مايفعل اللصوص عندما يتسورون على أحد بيته (فيتبولون) ابتداءََ على جدران البيت حتى يطردوا حالة التوتر التى تنتابهم ثم يدهنون اجسادهم بزيت السمسم حتى تسهل عملية تفلتهم عندما يُحاط بهم وأنا فى هذه الحالة أربك كل حسابات الرجل فاهجم عليه بلغة شوكية جارحة تعيد إليه حالة الاحتقان الأولى التى فرغها تحت جدران بيتنا ثم أتلقفه بيدين (مغموستين) فى ( الرماد الحار) فيستحيل تفلته ثم أقيمه بين أرشيف تناقضاته عاريا كما يُفعل بتسعة طويلة هذه الأيام ثم نترك الناس يمطرونه بالأسئلة الحامضة كحال المواطن الصالح الذى سأل إبراهيم أن يقنعه كيف وهو رئيس حزب يسارى يسعى لإسقاط الإنقاذ ويتحالف مع الحركات المسلحة من أجل ذلك ثم تُبرم معه الحكومة عقدا لتشييد وإدارة (٥٠٠) دكان فى قلب الخرطوم ثم يحضر والى الخرطوم شخصيا لإفتتاحها.. لايحدث هذا ولايستقيم إلا اذا كان لمفهوم المعارضة والنضال معنى آخر غير الذى يعلمه الناس.
– نريد أن نحدث إبراهيم عن كيف كان ( تمرُّغنا ) فى الإنقاذ ونترك للناس التماس الفروقات بين تمرغنا وبين تمرغه هو فى أحضان الدعم السريع ونقيم بيننا وبينه الباشمهندس صديق يوسف حكما ….
– فى ذلك اليوم كنا نستعد لمقابلة الرئيس البشير فى حفل معايدة العيد فى القصر الرئاسى ومفروض أن هذا أول لقاء بينى والرجل بعد أداء القسم فى حكومة الولاية، تَجمّعنا فى منزل الأخ الكريم الفريق عبدالرحيم وجلس قربى يومها أحد ألطف وزراء ولاية الخرطوم وقال لى ضاحكا ( أنت أسى ياخوى الرئيس ده كان أحرجك وأبى يسلم عليك ، تعمل شنو ) ضحكنا وقلت له يعنى هو ممكن يعمل كده؟ فضرب يدا بِيدِِ وزاد من إيقاع ضحكته وقال (غايتو هو لو قعد يحكى ليك فى نكتة معناها متجاوز قصة كلامك عنو فى ميدان سنهورى لكن عادى ممكن يقبِّل منك غادى) ….ثم ضحك وأراد محاصرتى اكثر ….(عليك الله كان أحرجك تعمل شنو) ؟؟ ضحكتُ وقلتُ له سأقولُ له ماقاله الأحنفٌ بن قيس لمعاوية بن أبى سفيان… ( والله إن السيوف التى قاتلناك بها لاتزال فى اغمادها ….) أمسك صديقى الوزير رأسه بيديه وتحوقل وقال لى والله انت ياكاسر قيدك تقولها لكن شوف ليك زول يقيف جمبك ثم غادرنى ضاحكا……
– وفى القصر كان الرئيس يستقبلنا ببشاشته المعهودة وحينما حان دورى للسلام (قال لى … انت ياحسن شايقى المسلبطك فى الأنصار شنو) ؟ ففهمتُ تلقائيا أن الرجل يتجاوز بهذا المدخل (مساحةََ) من الحذر والتوتر فقلت له ( ياسعادتك زى سلبطتك انت الختمى فى الإسلاميين بعدين انا بديرى ولكن عايز اقول ليك الشوايقة ذاتهم عندهم راية فى المهدية ماتسمع كلام الخلفاء ده )..ضحكنا وضحك مساعدوه من حوله وربما أدركتُ يومها الفرق بينه وبين قادتنا الحزبيين الذين عندما تكتب فيهم نصف كلمةِِ فى الصحافة يقابلونك فى المناسبات العامة (وبوزهم مترين) ويخاصمونك مثل عيال روضة لم يبلغوا الحُلُم بعد !!
– بعد شهور وفى مجلس وزراء ولاية الخرطوم كانت حكومة الولاية تنعقد برئاسته بطلب من الفريق عبدالرحيم وكانت فكرة الإجتماع أن نقنع السيد الرئيس بضرورة زيادة دعم الخرطوم من صندوق دعم الولايات ولكن البشير أراد من ذلك الإجتماع أن يكون حوارا غير مباشر بينه وبيننا ممثلى الأحزاب الأخرى
– قال الرجل والحديث جره شجن الحديث عن وضع الموازنة …(أخوانا ناس حسن ديل بقولوا إننا بندى الصحة فى الموازنة ( ٢%) فقط وانا عايز اقول لحسن ودكتورة ميادة نحن لو بندى كحكومة اتحادية للصحة (٢%) وده فقط صرف الحكومة للصحة ما كان اخونا مأمون حميدة ده بنادينا فى السنة أربع مرات نفتتح ليهو مستشفيات ومجمعات طبية جديدة وماكان هو وبحر ابو قردة قدموا للناس علاج السرطان مجان وغسيل الكلى مجان وماكان دخل أجهزة القسطرة وعمليات زراعة الكلى فى السودان فده لأنو وجهنا ناس الخرطوم يصمموا ميزانية تنمية توفر الكلام ده) ثم سأل البشير السيد وزير مالية الولاية ..(ياعادل انتو بتعملوا ميزانية التنمية كيف )؟ فتولى صديقنا الأثير عادل الشرح ..(نحن حسب توجيهاتكم بندى التنمية عموما (٥١%) من الصرف ، حتى ٢٠٠٥م بندى البنى التحتية كبارى ومياه الجُعل الأكبر بعدين الصحة ثم التعليم ، ولكن من ٢٠١٠م بقينا بندى من ال(٥١%) فى المية دى (١٨%) للصحة ثم التعليم ثم الموية وباقى النسبة مخصصة لتكملة كبرى الدُباسين وسوبا) ….صمت السيد عادل وسرحتُ أنا فى المسافة الشاسعة بين (منابرنا الغوغائية) فى المعارضة وبين تجربة ناضجة ومعقولة ومقبولة لإدارة الدولة .. نعم سرحتُ كثيرا حتى أعادنى صوت الأخ البشير وهو يقول…(والناس هايجين فى تعيين مأمون ده بالباطل ساكت ، مأمون ده أنا عينتو لى سببين ، الأول إنو بقدر ينفذ سياستنا فى نقل المرافق الصحية للأطراف وطبعا الأطباء كلهم حتى ناسنا عايزين شارع المستشفى ده يبقى سوق للمرضى، العندو إسهال يركب من أطراف ام بده عشان يجى مستشفى الخرطوم عشان هم يشغّلوا عياداتهم ومراكز الفحص بتاعتهم وصيدلياتهم، وبعدين مأمون بمكانتو المعلومة بقدر يضيف قدُر ميزانيةعادل دى مرتين تلاتة وأسى هو داعينا لإفتتاح مستشفيين واحد عملوا السعوديين والتانى عملتو جايكا اليابانية ثم استطرد البشير …(نفس الفكرة دى بنقولها فى التعليم …ماهو ماممكن نحن ب(٢%) من الموازنة نتوسع فى عدد مدارس الأساس والثانوى والجامعات ومجمعات سكن الطلاب بهذه النسب الكبيرة بميزانية محدودة وعموما ده جهد ولمّه ناس المعارضة يجوا يقعدوا فى الكرسى ده يكون عندهم تصور واقعى وتجربة جاهزة يبنوا عليها،) ……إييييه أخى الرئيس قلت شنو ؟ !!
– ثم فى مناسبة أخرى امتد الحديث بيننا والرجل عن قضايا الحرب ومحاربة الفقر والإنتاج..وكله كان بالأرقام…نعود لنثره فى المقال القادم
– ولغة الأرقام هذه هى التى يريد إبراهيم الشيخ أن يدهن نفسه بالزيت حتى يتهرب منها ونحن سنجعلها (البربندى) الذى نربطه عليه ونريق عليه ماء المقارنات حتى يشرق
– ونسأله عن تراجع إنتاجية المياه والكهرباء فى عهدهم المدهون وعن تراجع انتاجية البترول والسكر وحب الحصيد وعن تراجع حالة الأمن السياسى والاجتماعى وعن تراجع سيادة وكبرياء السودان ..نصفعه بكل هذا هو وقومه الذين يريدون أن يحكموا هذا البلد ( لُبط واستهبال )
– لقد صعدت المعارضة البائسة للحكم وهى خالية الذهن تماما كيف تُدار الدولة وقد شاهدنا وزير مجلس الوزراء وهو فى قناة (سودانية ٢٤) وهو يؤكد للناس حل مشكلة الكهرباء نهائيا فإذا بها تقطع فى الاستديو فيترك الناسُ البحث عن ( النور ) وطفقوا يبحثون عن ( خشم ) الوزير ودخلت أسلاك الضغط العالى والخفيض فى فاصل من الضحك حتى ( وقعت على قفاها )
– ثم شاهد الناس خمسة من أشباح تجمع المهنيين وهم جلوس فى حوش وزارة الكهرباء وهم يبحلقون فى الفضاء وكأنهم يريدون مضاعفة توليد الكهرباء عن طريق ( التنزيل ) كما يدعى الدجالون خاصة وأنّ من بينهم رجل تتدلى مساير شعره إلى خاصرته وكأنه خبير تنزيل (فولتات) جد جد….(سجم ياخ) !!
– نعم ياابراهيم …إن كان ثمة تمرغ فهو تمرغ فى فضاء تجربة عملية وواقعية لإدارة الحكم فى السودان، (اجتهدت فأصابت) (وقدّرت فسددت وقاربت) وتركت أثرا على الأرض وصدىََ فى السماء وعِبرا بين أيدى الناس منهم من يعتبر بها ومنهم من يتعامى عنها ولكننا نصدح بحقيقتها التى عرفنا، نصدح بحقيقتها رغم (مجمجة) قحط والمجمجة هى سوق الحديث على طرقات الغلاط، نصدح بحقيقتها رغم (مأمأة صغاركم) (ومواء نسائكم) ورغم (صفيركم وتصديتكم) التى لاتهز شعرة فى راسى فابحثوا عمن تخيفونه ، أما أنا فليس لكم عندى إلا هذا القطران أصُبُه على جلودكم الجرباء وتجربتكم المعتلة فاصرخوا بأى لسان تشاؤون
– ابحثوا فى كشوفات العطايا والهبات والامتيازات فإن وجدتم إسمنا فى إحداها فاقيموا علينا الحجة
– نعم ستكتشف متأخرا أن الذى بيننا وبين البشير هو فقط مساحات إحترام الرجال للرجال …..الإحترام الذى لم تمنحوا أحدا فرصة أن يلتمسه بين ثنايا كذبكم وادعاءاتكم الهزيلة ….الإحترام الذى يحتفظ به للرجل كل من تعامل معه من أشرس معارضيه من لدن قرنق ومنصور خالد وحتى محمد ابراهيم نقد الذى زاره الرئيس لمواساته فى فقد أحد أقربائه وبقى الرئيس زمنا طويلا فى بيت العزاء وتجمع الناس حوله وكحال بيوت ( الفُراش ) فى السودان يتسرب الحديث بين الناس ليغطى بعض الطُرف والمواقف المضحكة والرجل سودانى قُح فى هذا وعندما لاحظ المرحوم نقد هذا اقترب من البشير وبطرافته المعهودة قال له ياخوى شكر الله سعيك بتخرب على بِكاى ده !!
– نعم قاتل الله السياسة وقاتل المزايدات فلولا ذلك لكتب كثيرون عما يحفظونه للرجل من مواقف ومايكنونه له من إحترام…ونسأل الله ألا يحبس لساننا عن حقِِ نعلمه مخافة مخلوق….
عفوا عزيزى كابو سنواصل حتى يستقيم الميسم ونسأل الناس ماذا فعل إبراهيم بحزب يسار الوسط الناشئ؟
•••••••
telegram:
https://t.me/joinchat/2F84hiRu_tEzMDA8
links:
https://twitter.com/SudanyTv
https://www.facebook.com/sudanytv,
https://sudanytv.com