خفافيش الظلام.. احذروا غضب الجبار
رضا راشد | باحث في اللغة والأدب – الأزهر الشريف
عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا؛ كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ, فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا, وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا, فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِن الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ, فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا, فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا, وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا» (رواه البخاري).
في هذا الحديث الشريف يشبه الرسول صلى الله عليه وسلم أحكام الشريعة الإسلامية بالسفينة التى تمخر عباب اليم، وتخوض لجج البحار في أمن وسلامة ودعة=والقائمين على حدود الشريعة الحارسين لأحكامها بقادة السفينة= والواقعين في الحدود المنتهكين لها بمن هم في أسفل السفينة .
وفي هذا التشبيه من روعة البيان ما فيه. ووجه الشبه أن كلا من (الشريعة والسفينة) يعد زمام الأمن والسلامة، فالشريعة أمان لأهلها وسلامة لهم من مخاطر الكفر -وما أكثرها- والسفينة أمان لراكبيها من الغرق في قيعان البحار ،وأن كلا من حراس الشريعة وقادة السفينة يتوقف عليهم نجاتها أو هلاكها ،وهذا إنما يتوقف على علاقتهم بسكانها الذين هم العصاة والمذنبون الذين يرومون خرق السفينة بعصيانهم (فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجَوْا ونَجَوْا جميعا ).
وإذن:
فليس أهل العلم في حل من أن يتركوا أهل المعاصي يخرقون سفينة الوطن بحماقاتهم وسفاهاتهم النى كثرت في الآونة الأخيرة، حتى كثرت الخروق في سفينتنا فأوشكت على الغرق .
تصايحت الغربان في أجوائنا، حتى أضحت نذير شؤم بالخراب والدمار في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى الإمساك بزمام السفينة؛ مغالبةً لأمواج البحر العاتية التى توشك أن تغرق السفينة .
لقد بحثت شركة مصر للطيران عن مشاكلها ونقبت عن أزماتها، فأعياها العثور على أي مشكلة ،إلا ما يسببه دعاء السفر لركابها من غير المسلمين -وهم قلة- من إزعاج، فقررت الاكتفاء بعرضه صامتا مكتوبا على الشاشة دون صوت، متغافلة عما يسببه هذا الإجراء الأخرق من إيذاء لمشاعر غالبية ركابها ،وهم المسلمون =ثم لم يتوقف الأمر عند هذا الحد حتى خرج علينا خفاش من خفافيش الظلام، طالما حج إلى غير الكعبة، وصلى لغير القبلة، بما يتبنى من دعوات هدامة للدين الإسلامى، وهو هذا الشيء المدعو “خالد منتصر” الذي بح صوته مناداةً بتدريس مادة الجنس لطلاب المدارس !!!! ؛إشاعةً للفاحشة في المجتمع المسلم ؛لما يترتب على ذلك من وخيم العواقب .خرج هذا الشيء الأخرق فأيد قرار الشركة التى لم تخضع لابتزاز السلفيين (على حد زعمه ،وكأن الالتزام بشعائر الإسلام -ومنها الأذكار- خاص بالسلفيين وحدهم ،وهذا مسلك خبيث يراد منه تحييد معظم المسلمين في أمر يعمهم جميعا؛ تفاديا من غضبتهم ) ؛زاعما أن الشركة بهذا القرار قد حمت ركابها من هذا الصوت المرعب” بتاع ينقلبون” (على حد قيئه ) .ثم تمادى به الضلال إلى أبعد مدى.(سأنقل لكم كلامه بالحرف في أول تعليق ).
*
وأنا لا أدري..
أيزعج غيرَ المسلم أن يتعبد المسلم لربه بما يعتقده من شعائر دينه ؟
إن كانت الإجابة بالنفي (وهو الصواب إن شاء الله) ،فتلك فرية على غير المسلمين ومزايدة عليهم واتخاذهم مطية لأغراض خبيثة في قلوب مرضى القلوب من إشعال نار الفتنة في بلد هو أحوج ما يكون إلى إطفاء نار الفتن لا إلى إشعالها وتأجيجها.
وإن كانت الإجابة بنعم (وهو ما لا أرجو أن يكون )؛ فليكن السلوك مطردا .فلئن زعمتم أن غير المسلمين يزعجهم تمسكُ المسلمين بشعائر دينهم فلن نكون متجنين إن زعمنا أيضا أن المسلمين يزعجهم أيضا أن يستعلن غيرهم بشعائرهم .وإذن فعليهم ألا يدقوا ناقوسا ولا يرفعوا لهم بناء وليتجرد القساوسة من ملابسهم وعمائمهم السوداء وليخفوا صلبانهم على صدورهم؛ مراعاة لمشاعر المسلمين ،بل إن هذا أوجب؛ إذ كان المسلمون في مصر (التى تعد شركة مصر للطيران إحدى شركاتها ) هم الأغلبية .
و أيضا فعلى الدول الأوربية التى ترسم الصليب على أعلامها أن تقوم فورا بتغيير هذه الأعلام؛ لأن ذلك يزعج رعاياها ومواطنيها من المسلمين، وعلى كل أهل دين أن يستخفوا بشعائرهم لأن ذلك يزعج غيرهم .
لماذا لم نسمع لهذا الأخرق صوتا ينادى بهذا إن كان صادقا في دعواه الكاذبة بمراعاة المشاعر؟ باختصار ؛ لأنه لا يعنيه إلا طمس معالم هذا الدين الذي يزعجه تمسك أهله به حتى في أدنى مظاهر هذا التمسك .
ثم ما هذا الرعب الذي يسببه صوت خاشع يتبتل به الداعى لربه بدعاء لا يستغرق نصف دقيقة ؟!
ما هذه المبالغةالفجة؟!إن كان فعلا يخاف على الحس المرهف للناس الذي يبلغ به حد الرعب من دعاء خافت خاشع فلِمَ لَمْ يناد هذا الكائن سيء الذكر بمنع السيارات من إطلاق آلات التنبيه المزعجة ؟ولم لم يدع إلى إغلاق قاعات الأفراح بما تسببه للجيران بضوضائها ؟!
أيها المسلمون :
دينَكم دينَكم ..تمسكوا به وخذوا على أيدى هؤلاء السفهاء قبل أن يخرقوا السفينة بحماقتهم فتغرق بنا جميعا ..
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد .