سياسة

ردا على أكاذيب صهاينة الانترنيت

4000 جندي مغربي في خندق نتنياهو الذي يكافئ المغرب برفع خريطته مبتورة؟

محمد بلمو | شعر مغربي

الكثير من العرب والمسلمين وانصار القضية الفلسطينية لاينتبهون لما تقوم به المليشيات الصهيونية الإلكترونية من بث للسموم عبر صناعة وفبركة الفيديوهات والاخبار التي تستهدف المزيد من إضعاف الدول العربية وتخذير شعوبها، ما دام تشتيت المشتت وتفكيك المفكك هو السبيل الوحيد لتحقيق المشروع الصهيوني التوسعي الذي يستهدف المنطقة برمتها وليس فلسطين المحتلة فقط، وللاسف الشديد فالكثير من انصار القضية يبلعون طعم تلك الملشيات الصهيونية الرقمية بسهولة تطال النخبة ايضا، إما بسبب خلفيات قطرية او عرقية او لحسابات سياسية داخلية او لنقص في المناعة الفكرية وارتهان للعواطف. ولان هناك العشرات من نماذج ما تبثه وتنشره هذه الميليشيات الصهيونية الرقمية، فانني ساقدم هنا نموذج فيديو يدعي ناشره انه يقدم الدليل على كون المفرب يشارك ب4000 جندي نظامي في حرب الصهاينة على غزة، اما محتوى الفيديو فيقدم شخصا يتكلم بالدارجة المغربية ويردد فقط نفس الادعاء الوارد في مكتوب الفيديو دون ان يقدم اي دليل على اتهام خطير جدا مثل هذا؟
الذين سيبلعون الطعم بسهولة سيعتبرون كلام شخص في فيديو مجهول دليلا اضافيا لما نشرته جريدة صهيونية (وأسطر هنا على مصدر الجريدة الصهيونية)، وسيتخيلون وجود أربعة آلاف جندي مغربي يحاربون الفلسطينيين الى جانب الصهاينة حتى وان كان الخبال نفسه لا يسعفهم في ذلك؟
طيب، المنطق يقول انه اذا كان كل من عقد معاهدة صلح مع الكيان الصهيوني سيرسل قواته لضرب الفلسطينيين، فهذا يعني ان هناك في غزة الان الاف الجنود المصريين والاردنيين والاماراتيين والبحربنيين لا يذكرهم الفيديو لحاجة في نفس جاكوب؟؟؟؟ فلماذا ترويج خبر جنود مغاربة بالضبط وفي هذا الوقت؟
اي في الوقت الذي رفع المجرم نتنياهو قبل ساعات قليلة خريطة المنطقة وفيها خريطة المغرب مبثورة على قناة فرنسية، فهل سيعتبر “بالعو الطعم” ذلك دليلا إضافيا على “صحة الاشاعة الصهيونية” في غياب حجج وادلة حقيقية؟
في هذه الحالة نسالهم هل كان المجرم نتنياهو سيبتز المغرب بتلك الحركة لو كان في غزة هذا العدد من الجنود المغاربة يحاربون الى جانب قواته؟
أجيبوا يرحمكم الله،
لست هنا بصدد الدفاع عن التطبيع والمطبعين، فانا اديت ثمنا من حياتي وعملي ضد التطبيع ولا زلت على موقفي الرافض للتطبيع مع الصهاينة المجرمين جملة وتفصيلا، لكنني ارفض استهداف بلدي بالاشاعات المفبركة، وتلفيق الادعاءات المعروف اصحابها واهدافها استنادا الى مصادر العدو غير الجديرة بالثقة، واسمحوا لي ان اوجه الى الذين صدقوا هذه الاكذوبة وساهموا في ترويجها دون استخدام الحد الادنى من التمحيص والتفكير بعض الاسئلة:
اذا كان هناك في غزة 4000 جندي مغربي يحاربون الى جانب الصهاينة، واذا كانت المقاومة الفلسطينية قد استطاعت اعتقال الكثير من جنود العدو، فلماذا لم نسمع او نرى عن اعتقال واحد او اكثر من 4000 جندي مغربي؟؟؟؟؟
فهل الجنود المغاربة اشباح ام انهم يمتلكون من الامكانيات والقوة ما لا يمتلكه الصهاينة، ليفلتوا من فخاخ المقاومة ونيرانها؟
ثم الم تسألوا انفسكم قبل ذلك وبعده، هل يقبل الجنود المغاربة ان يحاربوا اخوانهم الفلسطينيين الى جانب ارتال العدو الصهيوني المجرم، هم الذين تشبعوا بشهامة ودفاع اجدادهم المستميت على مدينة القدس الشريف ضمن جيوش صلاح الدين الايوبي؟
أم إنكم أصبحتم بلا تاريخ ولا ذاكرة ولا حتى قدرة على السؤال؟
نعم نحن نعرف والتاريخ دون
بمداد من ذهب ان الجنود المغاربة كانوا في طليعة الجيوش العربية التي هاجمت الكيان الصهيوني في حرب اكتوبر بسيناء والجولان، ونعرف العشرات من المناضلين المغاربة (نساء ورجالا) الذين التحقوا بعد ذلك بالمقاومة الفلسطينية في الجبهة الشعببة والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، واستشهدوا هناك دفاعا عن فلسطين، واليوم نعي ايضا من ولماذا يستهدف البعض بلادنا التي تتحمل كلفة المحافظة على مدينة القدس الشريف وعلى استقرار ساكنتها الفلسطينية، والمصدر هنا فلسطيني بالصوت والصورة، وليس جريدة صهيونية لم تقدم لنا اسم او صورة جندي مغربي واحد من الاربعة الاف كذبة التي تصدقونها وتروجونها للاسف الشديد دون اي دليل حقيقي، ليس في العمق خدمة للقضية الفلسطينية كما تعتقدون، ولكن كسقوط ساذج وغير واع في فخاخ الملشيات الصهبونية الرقمية، لخدمة مخططات المشروع الصهيوني الذي يستهدف الجميع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى