نفاق بعض الشعراء
اللوحة: للإسباني ماريانو سلفادور مايلا
د. ريم سليمان الخش | سوريا – فرنسا
تراهم إذا اجتزت النجوم تفرّدا
أشاحوا لحاظ الشعر عنك تعمّدا
///
تغاضت عن الضوء المهيب تحاسدا
لعلك أن تلقى أفولا وتبردا
///
معمّدة بالنقص شتى قلوبهم
ويجمعها حب النفاق توحّدا
///
إذا ما رأوا في النص نفسا مهيضة
تقمصت الأسلاف صرحا ممردا
///
بنت بيتها الشعريّ فوق رفاتهم
وأضحت تحوك الأمس ثوبا مقلّدا
///
أشادوا بها والحال أنّ رياءَهم
رآها سفوح الشاهقات فمجّدا
///
وأحمقَ لا تلقاه إلا مفوّها
لشلته الخرقاء: حملٌ تأسّدا
///
تعاضدهم يُبنى على الجهل شِرعة
على هامش الإحسان سيلٌ فأزبدا
///
ضحالٌ وقد أعيَوا من الحُمق من أتى
نصوحا يداويهم رشيدا مسددا
///
ولا خير فيهم غير أنّ ابتذالهم
يؤجج بركان الهجاء توقّدا
///
تراهم على لحم القصيد تهافتوا
جياعا لما تجني الأوابد حُسّدا
///
صغارا فلن يأتوك إلا تلصصا
وحسبك إذْ تبدي اقتباساتهم صدى
///
وحسبك أن تبقى كفأسٍ بعنقهم
ليحتطبوا فحما من الضغن أسودا
///
ولو علموا أنْ للقصيدة واهبٌ!
أتوه تقاةً واستقاموا تعبّدا
///
هو القلب مفتونٌ بأسمائه التي
أحالت ظلام الصدر (إنْ شاء) فرقدا
///
محبٌ لأسفار القصيد مغامرٌ
يُجمّله أصلٌ كريمٌ تعسجدا
///
مغيرٌ على هام الصعاب بجرأة
وماكان جبارا كجأشي مسوّدا
///
شكورٌ فإنْ أغوته في الشعر نفحةٌ
تغنى بها جهْرا وقام ليسجدا
///
وأعجب من شعرٍ يُداري اقتباسه
كأنّ اقتباس الشعر حقٌ له غدا
///
ولستُ بمنّاع الرشاء فمهجتي
بها ما يُروي الكون عمرا ممددا
///
ولكنّه شح النفوس مصيبة
جعلت لها شعري حساما مجرّدا