الكاتب الصحفي | جمال أمين همام
من أجمل الذكريات التي تجدها في صندوق ذكرياتك هي ذكريات الحج، والحمد لله وله الفضل والمنة والشكر أفقد أكرمني كرمَا لا حدود له بالقرب من الحرمين الشريفين والتمكن من أداء الحج والعمرة .. والجميل أنه لا يوجد سقف للشبع من أداء هذه المناسك.
وقد استضافني لأداء فريضة الحج مرتين اثنتين المرحوم بإذن الله تعالى رجل الأعمال السعودي شديد الثراء وشديد التواضع الشيخ خالد بن محفوظ، الذي كان من بين ممتلكاته البنك الأهلي التجاري السعودي الذي كان أكبر بنك في الشرق الأوسط وإفريقيا قبل أن يستحوذ على ثلاثة بنوك أخرى مؤخرًا.
وفي كل مرة كان يطلب مني صديقي الأستاذ فاروق عيد مدير إدارة العلاقات العامة في البنك الأهلي صورة الإقامة وصور شخصية ويقومون بعمل جميع الإجراءات ثم تذهب يوم التروية إلى مجمع عمارات بن محفوظ في كيلو 2 طريق جدة ـ مكة القديم لتجد قافلة باصات مكيفة تنقلك إلى الحرم المكي الشريف بمكة المكرمة ثم تدخل الحرم الشريف لأداء طواف القدوم وتعتمر ثم تخرج إلى حيث انتظار الباصات ويبدأ التحرك إلى منى لتضع حاجاتك في المخيم القريب جدا من منطقة رمي الجمرات، ثم تصعد إلى عرفات لتقضي يوم الوقوف بعرفات ثم إلى المزدلفة ومنها إلى منى لاستكمال نسك الحج وفي النهاية وبعد طواف الافاضة تعود إلى جدة من حيث أتيت ضمن 500 حاج في ضيافة 5 نجوم.
ومع أن هذه الاستضافة لم تكن أداء الفريضة لأول مرة لكن شعرت أن الثواب والأجر سوف يذهب لمضيفنا الشيخ خالد بن محفوظ الذي وفر هذه الخدمة الراقية لضيوفه الخمسمائة الذين لم يتحملوا أي نفقات ولم يبذلوا أي جهود وفي استضافة متميزة، فأخذت أسأل المشايخ والعلماء عن حج الاستضافة ورغم أنني لم أجد إجابة تحظر حج الاستضافة، لكن قررت أن أقوم بالحج مرتين بتقشف شديد ليكون ذلك موازيًا لحج الاستضافة.
والسؤال: رغم أن حج الاستضافة كان بدعوة كريمة من الشيخ خالد بن محفوظ ـ يرحمه الله ـ عن طيب خاطر وكان يقوم بذلك سنويًا، ومع ذلك كانت محل مراجعة بالنسبة لي، فكيف يكون الحج على نفقة الدولة؟؟ والدولة بلا شك لديها فقراء في أشد الحاجة لنفقات من يحج على حسابهم وبدون رضاهم! وكذلك كيف يقبل الموظف الكبير أن يحج بأموال بها شبهات حول مصادرها.. مع إننا نعرف جميعًا أن الله طيب ولا يقبل إلا الطيب ..
