حكايات شهريار.. هان الود (2)

شيرين خليل | مصر
كان رد أبي علي كلامي ردا أصابني بالصدمة وكأنه يحكي قصة فيلم:
أيوه يا حازم أمك سابت جوزها وعيالها عشان تتجوزني…. هي كانت وقتها محتاجه لي وبصراحة كانت عجباني و إتجوزنا وإنت جيت ….
إنت بتقول إيه يا بابا ؟؟!! أنا مش قادر أصدق!!
ده موضوع إنتهى وخلاص يا حازم إحنا دلوقت في موضوع تاني ،،و اللي أنا قلته هاعمله ،،ومش عايز كلام كثير في الموضوع ده ….أنا مش هاتكلم تاني ،فاهم أنا مش فاضي بجهز مستلزمات الفرح .وخرج وتركني حائرا لا أدري ماذا أفعل
أريد أن أعرف هل ما أخبرني به أبي هو الحقيقة ؟
ذهبت لعمتي أسالها وأطلب منها أن تمنع أبي من هذا الزواج.. لكن للأسف عمتي لا تستطيع فعل ذلك فهي تخاف من أبي .خرجت من عندها دون أي إستفادة.
فكرت في الذهاب لزوجة عمي فهي الوحيدة التي لا تخاف من أبي ودائما تقول الحق دخلت…
إذيك يا مرات عمي؟ عامله ايه ؟
أهلا يا حازم إذيك يا حبيبي …قولي لي يامرات عمي هو أبويا إتجوز أمي إزاي…وطريقة معرفته بيها ….. يا إبني دي حكاية قديمة وإنتهت … إنت إيه اللي فكرك بالموضوع ده و عايز تعرف ليه……من فضلك يامرات عمي صارحيني ..قولي لي الحقيقه هي أمي كانت متجوزة لما أبويا عرفها….. ساكته ليه أنا عرفت كل حاجه ….إحكي لي أرجوكي وهاقولك أنا بسأل ليه بس إحكي لي الأول ……
يا إبني القصة دي من سنين أيام ما حصل زالزال كبير،، الزلزال هدم بيوت كثير وناس كتير ماتت وناس إترمت ف الشارع وفي بيوت حصلها تشققات وكانت خطر إن الناس تعيش فيها زي البيت اللي كانت أمك قاعده فيه كان خلاص هيقع ،أمك جابت عيالها وجت هنا عشان تشوف مكان تعيش فيه هي كان لها قرايب في بلد جنبنا . وقتها أبوك كان له معارف كتيير وعنده إمكانيات مادية … الناس قالولها عليه عشان يساعدها وجات تطلب منه المساعدة هي وجوزها طبعا… أبوك عنده غرور مش عند حد طول عمره مفتري وظالم ما تزعلش مني يا حازم إنت مالكش ذنب في أي حاجه أنا بعزك وبحبك زي إبني لكن عمري ما هاسامح أبوك لإنه السبب في تعب عمك ….المهم يا حازم أبوك شاف أمك عجبته عمل صفقة معاها من ورا جوزها عرض عليها إنه هيجيب شقه لأولادها بس هي تطلق من جوزها وتتجوزه.. طبعا هي وافقت لإنها كانت شايفه إنها كده بتضحي عشان ولادها ..لكنها غلطت ..كان ممكن يكون في حلول تانيه بس هانقول ايه يابني دا نصيب ..المهم هي عملت خناقة مع جوزها وسابته وإتطلقت طبعا بمساعدة أبوك …. وبعد فترة جوزها عرف إنها سابته عشان الشقة والفلوس تعب نفسيا وأخذ الأولاد وما رضيش يقعد في الشقة ورجع بلده ،، طبعا حالته النفسية ساءت والأولاد بدأت حياتهم تنهار ..هي كانت بتروح لهم كل فين وفين أصلها كانت مشغوله مع أبوك فسح وسفر و حياة تانيه خالص…. أبوك ساب مراته أم أولاده لكن مرات أبوك ست جدعة حافظت على بيتها عاشت لأولادها وإشتغلت خياطة و رفضت تطلب الطلاق .
أمك يا إبني غلطت و دفعت ثمن غلطتها أولادها ضاعوا منها ورجعت لهم عشان تلحقهم وخدتك معاها لكن أبوك عمره ما كان هيسيبك ،هي عارفه إن أبوك هيحافظ عليك لكن أولادها ملهمش إلا هي رجعت لهم وأتفقت إنها ترجع لجوزها عشان ولادها…يا إبني في الأول وفي الآخر كل شيء نصيب وإنسى الموضوع ده وبص لمستقبلك إنت دلوقت في ثانوي لازم تخلي بالك من المذاكرة وشد حيلك عشان تدخل كلية كويسة ….
شكرا يامرات عمي إنتي كده ريحتيني… انا هامشي دلوقت …
بيت عمك مفتوح لك أي وقت ،وولاد عمك بيحبوك …
عارف يامرات عمي ..
مشيت وأنا في حالة ذهول . وكأني في كابوس .. وأتساءل..
من يستطيع أن يؤثر علي أبي ويجعله يتراجع عن هذا القرار .
فكرت في الذهاب لإخواتي وكنت أدعو الله وانا في الطريق أن أجد سماح أختي فهي الوحيدة التي تسمعني وتشعر بي وأجد فيها الطيبة والحنان .
ذهبت والحمد لله وجدتها .
سماح: أهلا يا حازم إذيك؟ فينك يا ابني ؟عاش من شافك.. موجود يا أبله سماح لكن بخاف أجي عشان محدش يتضايق مني.. إنتي عاملة ايه ؟
أنا كويسه… إنت اللي أخبارك ايه ؟
انا مش كويس يا ابله سماح محتاج أتكلم معاكي ضروري ضروري ضروري .،..دخلت أختي عبير وقالت :إيه ده!!
إيه اللي جابك هنا ؟
إذيك يا عبير ؟
إسمي أبله عبير في فرق في السن بيننا ولا أيه؟….
أنا أسف يا أبله عبير ……
إنت عايز إيه وإيه اللي جابك هنا مش كفاية اللي أمك عملته فينا….
أنا أمي ما لهاش ذنب .
ردت عليها سماح : إيه ياعبير الكلام دا ؟
حازم أخونا مهما حصل…..
عموما أنا أسف ومش هاجي هنا تاني خرجت وأنا أبكي وخرجت سماح تجري إستني يا حازم إستنى… وقفت على السلم وولم أشعر بنفسي وأنا أنهمر في البكاء .جلست على السلم وجلست بجانبي : ما تزعلش من عبير أصلها راحت لبابا عشان كانت محتاجاه يحضر معها حفلة في المدرسة ضروري ومامتك يومها طلعتلها وإتكلمت معها بطريقة مش حلوة وأحرجتها وبابا يومها مسألش فيها… فهي من وقتها متأثرة نفسيا مش قادرة تنسى….
أنا ما ليش ذنب يا أبله سماح أنا زي زيها مظلوم أنا بقيت مشرد بعيد عن أمي وحاسس إني وحيد وبابا عايز يكرر نفس الموضوع و يتجوز واحدة تانية بنفس الطريقة اللي إتجوز بها أمي أنا عرفت كل حاجه …. أنا حزين ومش عارف أعمل أيه.
أنا لجأت لك عشان تكلمي أخواتي و تحاولوا تقنعوه بلاش الجوازة دي،، بلاش الطريقة دي …..
إنت فاكر يا حازم إن بابا بيسمع كلامنا أو حد فينا ممكن يأثر عليه .
هو لو كان بيسمع كلامنا زمان ما كانش عمل اللي عمله.
الوضع دلوقتي مختلف إنتو دلوقتي ناس كبيرة وتقدروا تأثروا عليه…..
عموما، يا حازم هنحاول ،لما يجي هشام ووائل.. هانروح له وياريت يقتنع بكلامنا .وإنت إطلع عشان تتغدى معانا ….
أنا مش هاقدر خليها مرة ثانية ، أنا هامشي دلوقتي و هستناكم .
وفي اليوم التالي،
دق جرس الباب وبالفعل جاء إخوتي وفهم أبي سبب هذه الزيارة المفاجئة . وتحدث معهم بطريقة قاسية جدا : إنتوا أيه اللي جابكم عاملين عليا ربطية بتتفقوا عليا وإنت يا اللي لسه عيل رايح تشتكي لإخواتك وتجيبهم لي..، أنا باعمل اللي أنا عايزه وما حدش له حاجة عندي هتجوز يعني هتجوز ويلا غوروا من وشي الساعة دي .
أدركت وقتها سبب كراهيتهم لي ، فهي ناتجة من قسوة أبي عليهم وهم صغار عندما كانوا في أشد الإحتياج إليه تركهم من أجل رغباته فهو حقا أناني .
مرت الأيام ، كنت أعاند أبي في كل شيء وكنت أخذ منه المال بشكل غير طبيعي.
وجاء يوم الفرح تزوج أبي. ولكنه لم يكن يدري أن هذه السيدة تضمر له الشر
وبدأت أنا في مرحلة الضياع مشيت في طريق الهلاك والدمار مع أصحاب السوء وبدأت أمشي في طريق الأدمان كنت بهرب من حياتي…
لم أكمل تعليمي وتركت المدرسة . وهذا ما كان يخشاه أبي أن يحدث لو كان تركني مع أمي .. كنت انهار عندما أراه مع هذه السيدة وكأنهم في ريعان الشباب .كان يعطيها المال ببذخ رهيب وكل أمنياتها مجابة .
لم يلتفت أبي لنصائح المقربين له وخاصة عم إبراهيم فلقد كان هو الضحية الأولي فلقد طرده أبي لإنه مصدر إزعاج لزوجته .
شعرت بغضب شديد عندما سمعتها تقول : الراجل ده ما ينفعش يبقى موجود وأنا في البيت أنا باحب أكون براحتي وده داخل طالع وراجل مش كويس.
رديت عليها بحدة:
عم إبراهيم ده راجل طيب جدا…
إنت ما لك إنت يا ولد بترد ليه؟ الكلام موجه لأبوك مش ناقص كمان غير العيال هي اللي تتدخل…
وكان رد أبي بعنف : أدخل يا ولد أوضتك …لما الكبار يتكلموا اللي زيك يسكت….. خلاص يا حبيبتي بلاش إبراهيم …بس مين هايجيب طلبات البيت .
انا عندي بنت كويسه هاجيبها تشتغل هنا و تساعدني في شغل البيت…،
طبعا هذه البنت هي اليد الخفية التي ستنفذ الخطط المتفق عليها . وبالفعل البنت سرقت كل شيء ويتم إيداع كل المسروقات عند عم سعد …كنت أري وأسمع ولكن ف صمت، أخاف أتكلم فأبي لن يصدقني ومن الممكن أن ينتهي الأمر بطردي فلقد هان عليه أولاده من قبل فهل سأكون أنا مختلف؟ بالطبع لا .
كنت أذهب و أحكي لعم إبراهيم …
وفي يوم أستيقظت من النوم على صرخة زوجة أبي :
إلحقوني ….
في إيه يازينب ؟!
إتسرقنا ….الفلوس اللي كانت في الدولاب …والدهب بتاعي كله …
إزاي ؟ هو في حد غريب بيدخل البيت …
لا مفيش ..اللي سرق مش غريب ….اللي سرق إبنك حازم طبعا ….
إبني مش حرامي يازينب …
مش حرامي ..لكن مدمن …ومش بيبقي في وعيه …وبيسرق عشان كده …
إنتي إتجننتي …إنتي بتقولي أيه …
أخويا سعد شافه عند المقابر القديمة مع شلة عيال من عيال الشوارع
اللي بياخدوا حبوب ….
الولد دا لازم يمشي من البيت حالا …
عاوزاني أطرد إبني يازينب ….إنتي بتخرفي ..
إنت مش هاتطرده ….أنا هاقولك تعمل أيه …عاوزين نعيش في هدوء يا أبو حازم ….
هانكمل الحلقة الجاية شاء الله

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى