أدب

تلبيةُ الخاطرِ المُطاع في تقريظِ المدِّ المُستطاع

الشريف أحمد محمد بن محمد الحاج الحسني الأدرعي

هذه أبياتٌ متواضعة جرت على لساني إعجابًا بخِدمة العلم وتشجيعًا لها، وهي: تقريظ لكتاب الدكتور الفقيه أديب الشافعية/علي زين العابدين الحسيني “وفَّقه الله” المُسمَّى (المدّ المُستطاع لمقاصد مختصر أبي شجاع)

لبحرِ العِلم مَدٌّ مُستطاعُ
فليس له نفادٌ وانقطاعُ

وقد تلقى البحورُ إلى نحورٍ
لآلئ -من غلاء- لا تُباعُ

يخوضُ عُبابَها غوصًا وصوغًا
يقرِّبُها يُقرِّرُها اليراعُ

ولم يعِبِ الشَّتات ثمان دُرٍّ
فكيف بها وزينتُها ارتصاعُ

كأنَّ مِدادَكم ذهبٌ أصيلٌ
كأنَّ فواحَه المِسكُ المُضاعُ

وكم يرقى امرٌؤ قُنَنَ المعالي
إذا ما ساعدَ الحرصَ الطِّباعُ

كتابُك يا عليُّ عليُّ قدرٍ
وقصةُ حسنِه خبرٌ يُذاعُ

كتابٌ قيِّمٌ ثمَرٌ شَهيٌّ
مغارسُه اطِّلاعٌ فاضطلاعُ

ودأبُ العلمِ يُتقن أن يجلَّى
إلى الآفاقِ يصحبُه الشِّياعُ

فشرحُك رائعٌ حوكًا وحبكًا
كما نسجتْ حريرتَها الصناعُ

وصنعُك خدمةٌ للعلمِ ترقى
فلازمُه انتفاعٌ وارتفاعُ

عقيلٌ شرحُك الحسنُ المزكَّى
وهل من بعد دورٌ أو رباعُ

ومن لم يدرِ ما درجاتُ علمٍ
فبالتَّأليفِ ينكشفُ القناعُ

وشرحُ المتنِ ليس بأمرِ هيْن
فبعضُ سرائرِ الفقه القِلاعُ

وزادُك عند حُسن القصدِ صدقٌ
حصونُ الفقهِ يفتحُها الشُّجاعُ

فأبكارُ العلومِ لها نشوزٌ
على غير الكفاءةِ وامتناعُ

وقد تُبدي دلالتها دلالًا
لمن في صدرِه علمٌ بَعاعُ

كأنِّيَ بالكتاب خليلُ درسٍ
عليه لطالبي الفقهِ اجتماعُ

كأنِّيَ بالعمائمِ ترتضيه
وتطلبُه الإجازةُ والسَّماعُ

فبَذْلُك للعلومِ وأنت أهلٌ
له في سُنَّةِ الماضي اتِّباعُ

أجدتَّ، أفدت جُدت بعلمِ نفعٍ
وأنت الأزهريُّ فلا ابتداعُ

ولا عجبٌ ولا أمرٌ غريبٌ
إذا ما للشَّريف امتدَّ باعُ

و(مصرٌ) لُقِّبتْ أمًّا لدُنيا
وللعلما لدِرَّتها ارتضاعُ

رضعْناها سُيوطيًّا عُلومًا
وسُبْكِيًّا جوامعَ كم تُشاعُ

فنحوك هكذا انحُ فذاك أجدَى
ولا يخرمْ عزائمَك النِّزاعُ

فكم من هِمَّةٍ تفري حديدًا
لها بمسائلِ الخُلفِ ابتلاعُ

أدِمْ شرحَ المُتونِ فبعضُ جَدبٍ
إلى فقهٍ يخفِّفُه انتجاعُ

وميمُ “المُد” إن ضُبطت بـ”ضَمٍّ”
فكم لك في تواضعِك “ارتفاعُ”

وإن فُتحتْ تُناسبُ بسطَ يمٍّ
فـ(مدُّ)ك للمسائلِ (مُستطاعُ)

وهذا الشَّرحُ مفتقَدٌ زمانًا
أيهتفُ ها أنا وأنا الصُّواعُ

دُعاءك أرتجي حيًّا وميتًا
إذا ما اقتاسَ مضجعيَ الذِّراعُ

أطعتُ عواطفي في الشِّعر لكن
ودادُك في الإلهِ هو المُطاعُ

وعندي في قوافي الشِّعر مدٌّ
بضَمٍّ أو بفتحتِه وصاعُ

أُقرِّطُه بشَذْر التِّبر نظمًا
بديعًا منه يأسرُك الْتماعُ

إليك تمنياتِ الخير منِّي
تدومُ عليك ليس لها انقطاعُ

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى