حزن مستعمل

رضى كنزاوي | المغرب

فقط عندما كنت منجرفا في سيل الهلاك

إلى حافة الموت

دست الأشجار جذوعها في جيوبها

فقط عندما أردت ريشة أكمل بها جناحي

بدأت الطيور في استعمال أدوية تساقط الشعر

فقط عندما أردت أن أنظر إلى السماء

ثارت الطبيعة بزلازلها وبراكينها وعواصفها

مهابة أن يرتطم رأسي بغشاء الاوزون

وأقوض المناخ

فقط عندما أردت لحافا يدفيني من برد الشتاء

أصيبت ديدان القز بالقبط

أيتها اللعنة التي تلبسني

كجريمة مكتملة القرائن

أنا لا أعرفك

أنا مجرد رجل مريض يعيش بالتبغ

 والمعلبات دون الحرص

على تفقد تاريخها مادمت لا أملك أي صلاحية

أسناني صفراء كأظافري

كأسناني

 كابتسامة امرأة تعرف أنها جميلة

لم أقهر يتيما في حياتي

وإن كان التمسح على شعر اليتيم صدقة

لطالما تيممت برؤوس الأطفال في الشوارع

لم أقتلع وردة يوما

بل عندما تجف الأرض

أسقيها بدموعي برضاب جوعي

لا أستطيع قتل ذبابة

بل حتى الأكياس الملقاة على الرصيف

أنفخ فيها روحي

لم أشتم إنسانا  أبدا

بل كنت أنادي المارة بأسماء الزهور والكواكب

فلماذا حتى القواقع عندما أضعها على أذني لا تنبس بشيء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى