حلمي البعيد..

الشاعر سعيد يعقوب| الأردن

حُلُمِيْ البَعِيد……….

لَا تَخْذِلِيهِ كَفَاهُ مَنْ خَذَلُوهُ // لَا تَفْعَلِيْ مِثْلَ الذِيْ فَعَلُوهُ

قَلْبٌ لَهُ يَبْكِيْ العَدُوُّ وَقَدْ رَأَى // مَا فِيهِ يَفْعَلُ صَحْبُهُ وَذَوُوهُ

لَا تَتْرُكِيهِ يَتُوهُ فِيْ ظُلُمَاتِهِ // فَبِغَيْرِ نُورِكِ فِيْ الظَّلَامِ يَتُوهُ

مُدِّيْ لَهُ كَفَّ الحَنَانِ لَعَلَّهُ // يَشْفَى مِنَ الهَمِّ الذِيْ يَعُرُوهُ

وَاسْقِيهِ مِنْ فَيْضِ الرِّضَا فَلَطَالَمَا // أَدْنَى أَحِبَّةِ قَلْبِهِ حَرَمُوهُ

وَتَرَفَّقِيْ مَا شِئْتِ أَنْ تَتَرَفَّقِيْ // وَاشْفِيْ لِيَ الجُرْحَ الذِيْ نَكَؤُوهُ

عَيْنَاكِ نَجْمِيْ حِينَ لَيْلِيْ حَالِكٌ// وَيَدَاكِ دَرْبِيْ وَالمَدَى مَشْبُوهُ

أَمْشِيْ إِلَى حُلُمِيْ وَكَمْ تَشْكُو الخُطَا// مِنِّيْ وَيَسْخَرُ مِنْ خُطَايَ التِّيهُ

وَأَنَا حِكَايَةُ عَاشِقٍ لَمْ تَرْوِهَا // شَفَةٌ وَطَالَ حُرُوفَهَا التَّشْوِيهُ

مَاضٍ وَأَدْرِيْ كَمْ تُخَاتِلُنِيْ الرُّؤَى // وَلَكَمْ تَرَاءَتْ بِالقِنَاعِ وُجُوهُ

سَارٍ إِلَى الأُفُقِ البَعِيدِ يَشُدُّنِيْ // عَزْمٌ عَلَى وَقْعِ الخُطَا أَتْلُوهُ

مَا فَتَّ فِيْ عَضُدِيْ القَتَادُ وَلَا الَّلظَى // أَوْ صَدَّنِيْ التَّحْذِيرُ وَالتَّنْبِيهُ

نَصُّ العُلَا مَا زِلْتُ أَحْفَظُ مَتْنَهُ // وَأُجِلُّ مَنْ بِدَمِ الفِدَى كَتَبُوهُ

هَذَي طَرِيقُ الذَّاهِبِينَ لِحُلْمِهِمْ// مَا هَمَّ إِنْ نَالُوهُ أَوْ خَسِرُوهُ

وَبِعُرْفِهِمْ أَنَّ الخَسَارَةَ مَكْسَبٌ // وَبِأَنَّ مَا أَخَذُوا الذِيْ بَذَلُوهُ

لَا يَسْتَوِيْ في مَذْهَبِ الوَطَنِ الأُلَى // صَانُوا حِمَاهُ مَعَ الأُلَى خَانُوهُ

قَدَرِيْ المِضِيُّ إِلَى الأَمَامِ مُطَارَدٌ// حَثَّ الخُطَا قُدَّامَ مَنْ تَبِعُوهُ

بِيَدِيْ مَصَابِيحُ الحَقِيقَةِ زَيْتُهَا // دَمْعِيْ وَطْهُرُ دَمِيْ الذِيْ سَفَكُوهُ

يَا مَوْطِنًا مَا ضَرَّهُ أَعْدَاؤُهُ // لَوْ لَمْ يُعِنْهُمْ أَهْلُهُ وبَنُوهُ

جُرْحِيْ بِكَفِّيْ كَيْفَ أَشْكُوهُ وَهَلْ // يُجْدِيْ فَتِيلَاً أَنَّنِيْ أَشْكُوهُ

القُدْسُ تَجْمَعُنَا عَلَى تَقْدِيسِهَا // مَنْ شَذَّ فَهْوَ الخَائِنُ المَكْرُوهُ

وَالقُدْسُ عَاصِمَةُ العَوَاصِمِ كُلِّهَا // أَهُنَاكَ لِلْقُدْسِ الشَّرِيفِ شَبِيهُ

مَاضِ إِلَى حُلَمِيْ البَعِيدِ يَزُفُّنِيْ // شَوْقِيْ إِلَى أَمَلِيْ الذِيْ أَرْجُوهُ

لَا أَشْتَكِيْ لَوْ طَالَ نَزْفُ مَوَاجِعِيْ // وَتَكَاثَرَ التَّزْييفُ وَالتَّمْوِيهُ

مَا دُمْتِ أَنْتِ مَعِيْ فَلَيْسَ يَضِيرُنِيْ // مَا حَاكَهُ مُتَخَاذِلٌ وَسَفِيهُ

وَغَدًا تَرِفُّ عَلَى النُّجُومِ بَيَارِقِيْ // فَأُفَاخِرُ الدُّنْيَا بِهَا وَأَتِيهُ

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى