ليلـة القَـدْر

بقلم:  سليمان دغش

 

في القُدْسِ، ليلَةَ القَدْرِ، حَيثُ تَنَزَّلُ الملائِكَةُ والروحُ

ثمَّةَ شياطينُ في الأرضِ تُحاوِلُ أنْ تَحجُبَ اللهَ عَنْ أفقِنا المَقدِسِيِّ،

على بُعدِ سورَتَينِ وآيَتَينِ وأدنى قَليلاً مِنَ السّماءِ

تَفتَحُ أبوابَها تحتَ جُنحِ الظّلامِ لِيَعبُرَ الليلُ سلاماً إلى مَطلَعِ الفَجر

مَنْ وَهَبَ الشياطينَ نارَ جَهَنَّمَ كيْ يَسُدوا طريقَ الملائِكَةِ

إلى عاصِمَةِ اللهِ في سُرَّةِ الكَون؟

وَمَنْ أذِنَ للطاغوتِ أنْ يُدخِلَ جُندَ بن نونَ إلى المسجِدِ الأقصى

لِيُشعِلَ الحَربَ لَيلَةَ القَدْرِ، على مرأىً مِنَ الملائِكَةِ والرّوحِ

واللهُ أقرَبُ مِنّا إلينا واللهُ أكبَرْ

فهلْ أزِفَت ساعَةُ الصِّفرِ ليلَةَ القَهرِ؟

كم خُطوَةً بقِيَت على دَربِ المسيحِ إلى القِيامَةِ يا يهودا؟

لا شيءَ أوضَحُ منْ دَمِ الشُّهداءِ على الدَّلالةِ والدّليلِ

منَ القَتيلِ إلى القَتيل إلى القَتيلْ

وَدَمي الدّليلْ

يا سيّدَ الإشراقِ والبَرقِ المُهَيّأِ للصّهيلِ الحُرِّ في الزمنِ الذّليل

فَهَل ارتَويتَ الآنَ منْ دَمِنا الشَّهيِّ؟

أم أنَّ سَبْتَكَ حافِلٌ بالخَمرِ؟ فاسكَرْ منْ دَمِ الشُّهَداءِ أحمَرَ كالنَّبيذِ،

أليسَ يُغريكَ النبيذُ المَقدِسيُّ لِتَعبُرَ ليلَةَ السَّبتِ

على ايقاعِكَ الهَمَجِيِّ مَزهُواً بِنَصرِ الطائِراتِ على جدرانِ بيتي.

دَمُنا المُقدَّسُ لا يَجِفُّ فواصِلِ الحَربَ إذا ما شِئتَ وَيحَكَ

دَمّرْ ألفَ بيتٍ فوقَ بيتٍ فوقَ بيتِ

واقصِف الأبراجَ عنْ بعدٍ فغَزّةُ شارَةُ النّصرِ الأخيرةُ،

اصبَعتانِ تحتَضِنانِ خارِطَةَ البلادِ على امتدادِ الماءِ بينَ البَحرِ والنَّهرِ فتتّسع البلادُ على العِنادِ، كأنّما العنقاء تولَدَ منْ رمادِ الموتِ ثانِيَةً

وتَنفضُ جانِحيها في فضاءٍ أزرَق الرؤيا

يُبَشِّرُ بانعِتاقِ الشَّمسِ من ليلِ الحِصار، فواصِلِ الحَربَ

بكُلِّ ما أوتيتَ منْ حقدٍ وشَرّدْ أهلنا ملءَ الفجاجِ

تضيقُ غزّةُ بالخيامِ على صفيح الرّملِ أكثَرَ

واحرِق الأرضَ بنارِ جهَنَّمَ الحمراء واملأْ سمانا بالدُّخانِ

فللنّوارسِ أفْقها البَحريُّ عائدةٌ غداً

واحذِفْ أحرُفَ اللامِ منَ التوراةِ والعَشرِ وصايا

وخذْ مِنّيَ وعداً صادِقاً لا رَيبَ فيهِ، أيُّها الطاغوتُ

لنْ تَفرَحَ يوماً ما بموتي.!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى