بل الحجابُ فريضة !

صبري الموجي| رئيس التحرير التنفيذي لجريدة عالم الثقافة
أُثيرت منذ فترة في الشارع المصري زوبعة حول خلع مُمثلتين شهيرتين الحجاب بعد سنوات من ارتدائه باعتباره دليلا علي الحشمة والوقار إثر اعتزالهما التمثيل بعد سنوات طويلة من السفور علي شاشات السينما والتليفزيون، فهَّون البعضُ ومن بينهم كتابٌ لامعون فضلا عن العوام من قيمة الحدث باعتباره حُرية شخصية، وأن هناك كثيرا من قضايا المجتمع ومشكلاته أولي باهتمام الناس وانشغالهم، وجرَّم آخرون الحدث باعتباره ارتدادا عن أهم سمات التزام المرأة، وحرصها علي السترِ والعفاف، وبعيدا عن تقييم الحدث والإدلاء بدلو القيل والقال كما فعل الكثيرون تعالوا نتفق علي أن حجاب المرأة وعفتها رغم أنه علاقة بينها وبين ربها إلا أنه يُعد دليلا دامغا علي توبتها وأوبتها، وصونها لجسدها من نظرات فتاكة، وحيلٍ آثمة يلجأ إليها أصحاب القلوب المريضة ليفقدوا الفتاة السافرة أعزَ ما تملك من شرفٍ وسمعة !
إن حجاب المرأة هو من أهم شعائر الإسلام، كما أن عفتها هي مقصدُ جميع الأديان والفطر السليمة، أما أن تصير المرأة كلأ مُباحا فتلك هي الرجعية وليس التحضر، كما روج دعاةُ المدنية والانفتاح، الذي هو في حقيقته تخل عن عُري الدين، التي ستنحل لا محالة عروة عروة إذا تخلت المرأة عن حيائها، وأصرت علي السفور الذي يجعلها ملكا للجميع.
وإذا كان الروس قد منعوا الاختلاط في المدارس ؛ لما يجرُه من ويلات، فعيبٌ علي بلد دينه الإسلام أن يُحارب كثيرٌ من مثقفيه الحجاب، الذي يصون المرأة ويحميها، زاعمين أنه دليل رجعية وتخلف !
وستر المرأة وعفافها ليس مهمة المرأة وحدها، بل هو مسئولية الرجل من قبلها سواء كان أبا أو زوجا أو ولي أمر صغر أو كبر؛ لأنه بحرصه عليه يكون ممتثلا قول القائل الحر:
إذا سقط الذبابُ على طعام … رفعتُ يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنبُ الأسودُ ورودَ ماء … إذا كان الكلاب ولغن فيــه
إن حرية المرأة ليست في كشف ما أرادت من جسمها متي أرادت وكيف شاءت، بل بتمسكها بالعفة والحجاب، بحرصها علي التفوق، ودخول ميادين ريادة المرأة فيما لا يتعارض مع كونها أنثي، وتزيدُ رقتها وجمالُها كلما حافظت علي تلك الأنوثة، وبعدت عن كل ما يجعلها ندًا للرجل قولا أو عملا.
وَإذا كان ربنا قد أمر في سورة النور المرأة بالحجاب فقال سبحانه : (وقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، فإننا نقول لمن هوَّن من شأن الحجاب وتشدق بأنه ليس من الدين أأنتم أعلم أم الله؟
فخلعُ البعض الحجاب، وتقصير البعض زيهن إصبعا إصبعا أو شبرا شبرا، ليس دليل مدنية وتحضر بل هو الخسران بعينه، وتشجيع البعض لهن علي ذلك هو الهلاك والإفلاس، وحقا صدق نبينا حين قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ).

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أعتقد والله أعلم حاجتهم للمال خلال تلك الفتره هو ما دفعهم لهذا الأمر ولكي ينالوا فرص أخري للظهور وأعمال جديده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى