أدب

عذبتني

على إرتفاع 33 ألف قدم

د.محمود رمضان | القاهرة

عذبتني..
عذبتني التي أهواها
وتاه الفكر مني
ولا أدري متى ألقاها؟!

دمرتني..
دمرتني لأنني كنت أعشقها
وتسطع روحي في همس شفاها

سامحيني..
سامحيني أيتها البريئة
يا من استسلمت للهوى فأغواها
وتنكر ماضيها وضاعت ذكراها

لا تراودي الذكرى..
اعترفي بالذنب الجسيم
حقا
راودتي بكور السفينة ومرساها
أغويتي فتوة الشراع فتحطمت الموانيء وقناها

لا تراوغيني..
غيبي في المدى المجهول
وخلف تلك الظلمة
تتبخر الأحلام ويحتضر صداها

لا تكذبي..
تقولين إنني بطلك
فقد كانت معارك خضناها
حطمنا فيها المقاييس وتخطيناها

توبي..
أعلني التوبة عن العشق الزائف
عودي لحبك السجين
فالقضبان تعتق صداها
ونزفت المآقي جرح دماها

آه ثم آه
يا جنتي ونبضي
وكوني
يا عمر العمر
ومن للعمر فداها

عذبتني
الآشورية
فينيقية الوجد
مصرية الرقة
نفرتيتية الجمال
ذبحت فؤادي وأقامت المآتم في لاذيقية محياها
حلبية
روضت شراسة الحواس كأنها طفلة في المهد لم تبلغ صباها

أيتها المراهقة
أعشق مراهقتك وجنونك في الصعود وأدناها
وخلف السرج تكتب قصصا سردناها
وإن شد اللجام تعود كل مهرة روضناها
وإن طال الفراق لابد من لقياها

عذبتني
على إرتفاع 33 ألف قدم
عذبتني

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى