لا تساومْنِـــي

د. أحمد مرسي | مصر

ألم تَعلمْ بأني لَسْتُ
واحدةً
تراها من عشيقاتِكْ
ولا أرضًا ولا وطنًا
ولا همسًا تَجَلَّى في
خيالاتِكْ
ولا وردًا تُقَطِّفُهُ
على ذكرى خليلاتِكْ
وليس العيبُ في ذاتي
فكلُّ العيبِ في ذاتِك
عليك البحثُ في نفسِكَ
عن ألوانِ مرآتِك
ألا تعلمْ
ألا تفهمْ
بأنكَ ربما أَشْبَهْتَ
بعضًا من تفاهاتِكْ
ولا أهتَمُّ للمَلْقَى
فأنتَ أسيرُ شهْواتِكْ
°°°
وكيفَ العشقَ تقرأُهُ
على فَرْشَاتِ لَذَّاتِكْ
وتحيا في الهوى عبدًا
ذليلًا لانْكساراتِكْ
لأني لمْ أكنْ جَسدًا
لأرضِكَ أو سماواتِكْ
فلطفًا لا تساومْنِي
بنَارِكَ أو بِجَنَّاتِكْ
ودونك مُشتهى قلبي
بعيدًا عن مُجُارَاتِكْ
لأن كرامتي أغلى
وأسمَى من ضَلالاتِكْ
ألم تقرأْ بأني لمْ أكن
يومًا
مُسمًّى في سِجلاتِكْ
ولا غيثًا ولا سلعًا
تراها في مِزاداتِكْ
توقفْ أيها النخَّاسُ
فتِّشْ في سُلَالَاتِك
°°°
عليك الآن أن ترحلْ
بِعَارِك وانتماءاتِكْ
أيا نَبْتًا من الحَنْظَلْ
تَمَهَّلْ في نُبُوءاتِكْ
عليكَ الآن أن تخجلْ
بِذُلٍ في تفاهاتِكْ
فإنى لَستُ غانيةً
أُدَاري كلَّ عوراتِكْ
فليست نُسوةُ الأرضِ
كبعضٍ من هِواياتِكْ
ولا قيثارةً تبكي
على أنغامِ ناياتِكْ
سترجعُ ترتوي عَطَشًا
على ماضي طُمُوحاتِكْ
على من كنتَ تَحْسَبُهُّنَ
من دنيا فراشَاتِكْ
على أطلالِ ليلٍ حالكٍ
من بَوْحِ آهاتِكْ
فلمْ تقنعْ ولمْ تشبعْ
وكنتَ رَهينَ ثَرْواتِكْ
ولمْ تَفْهمْ
لأنك شِبهُ مأسورٍ بشهْواتِكْ
أيا نَبتًا من الصحراءِ
فتِّش في مَجَرَّاتِك
ستبكي تحت أقدامي
ولنْ أُصغِي لِصَيْحَاتِكْ
ولا تَغترَّ بالدنيا
بِنَفْسِكَ أو رفيقاتِكْ
سأطوي صفحةَ الذكرى
ولا ذكرى لهفْوَاتِك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى