فتاة استوقفتني

مريم يوسف فرج | سوريا

كانت تمشي في طريقها فلحقها شاب (نصف رجل) تحرش بها فاستوحيت من موقفها هذه القصيدة:

وَمَشَتْ بِالدَّرْبِ بِحِشْمَتِهَا
تَتَحَاشَى أَنْ تُلْفِتَ نَظَرَا
بِالعِفّةِ كَحلتْ عَينيها
حِشْمَتُهَا زَادَتْها خفراً
إِن نظَرَتْ عَيناكَ إليها
أرخت لعفتها سفرا
ΠΠΠ
وإذا بِفتىً قَدْ لاحَقَهَا
لِيَقولَ أُحبُكِ يا سَمْرَا
فَرَنَتْ كَاللبوةِ ثَائِرَةً
بعيونٍ تَملَؤُهُ ذُعْرَاً
غَضَّتْ لِبَصَرِها ثُمَّ مَشتْ
أَوحَتْ لِي أَنْ أَكْتُب شِعْرَاً
ΠΠΠ
أَحْسَبُهَا قَالَتْ لَسْتُ أَنَا
اِذْهَبْ وَتَأكَّدْ وَتَحرَّى
كَمْ أَنْتَ صَغيِرٌ فِي نَظَري
لا يَعْني لِي مِثلُكَ أَمْرَاً
ΠΠΠ
كالقلعةِ كانتِ شامخةً
نَظرَتُهَا زادْتَها طهراً
ΠΠΠ
قالتْ عيناها تَحْسَبُني؟
أَمَّةً فيها قَدْ تَتَسرَّى
اخْسِأْ يا تافهُ لسْتُ أنا
اذْهَبْ وَتأَكَّدْ وَتَحرَّى
لا أَعْشَقُ أَنْصَافُ رجالٍ
لا يَعْنِي لِي مثلَكَ أمراً
ΠΠΠ
أنا لسْتُ اللُّعبةَ تَعْشَقُها
يوماً أسبوعاً أو شَهْرا
من ثَمَّ سَتَرْميها حتْماً
وسَتَعْشَقُ أَلعاَباً أُخْرى
لَنْ يَخْدَعَني مِثْلُك يوماً
أبداً لو أَمْطَرني شِعْراً
فَتِشّ عن غَيْرِي إِنّي أنا
رَبَّتْنِي عائشةَ الكُبْرى
ΠΠΠ
أمَّا عن فارسِ أحْلامي
إِذْ يَمْشي سَيَغُضُّ البَصَرا
وَيدقُّ البَابَ ليَطلُبَني
بإِبَاءٍ لا يَخْشَى البَشَرَا
سيدنا يوسف قدوته
في قصته عفته الكبرى
أُغرب عَن وجْهي كَيْ تَنْجو
أَنصَحُكَ احْذَرْ وازْدَدْ حَذَرا
واهْرُبْ كالأَرْنَبِ إِنَّ أَخِي
إنْ يَعْلَمْ يُلْقِمْكَ الحَجَرا
أَعرِفُهُ ليسَ بِجَزَّارٍ
قَدْ يَتَعلَّمُ فِيْكَ الجَزْرا
ΠΠΠ
وأَنا مُحْصَنَةٌ لا أَرْضَى
أَنْ يُهتَكَ لِحَيَائي سِتْراً
وأَبي أَسَدٌ لَنْ أَخْذِلَهُ
لِيَسيِرَ ذَلِيْلاً كَالأَسْرَى
فَمَعَاذَ اللهِ فَلن أَرضى
من تقبل ذلك بالأحرى
ترخص من ترضى أن تلقى
في يومٍ لِعَشيِقٍ سِرَّاً
فسَتلدُ لقيطاً تُورِثُهُ
في الملجأ ذُلاً أو قَهراً
لو مَرَّ بطفلٍ يَحملُهُ
والدهُ، أو يمسحَ شعراً
أو نُودِّي آخر منتسباً
لأبيه، فسيُكسَرُ كسراً
يتوقد ناراً مُحرقةً
تتلظى كي تَنشُرَ شرراً
ولتعاقبَ مُجتمعاً يرضى
للفاحشِ أن يهتكَ ستراً
أورثهُ من أولِ يومٍ
مرضاً أو ذلاً أو عسراً
فسيمحو العالم منتقماً
لو ولي في يومٍ أمراً
فأسيرٌ من وُلِدَ لقيطاً
من نُسبَ لِعائلةٍ حُراً
إنْ حملت أنثى بِسفاحٍ
قد أورثتْ العالم خُسراً
ΠΠΠ
فأنا أترفع عن هذا
من ترضى ذلك بالأحرى
إلا بزواجٍ يربطُنا
ولنزهو في أنا بشراً
وليحمي الأسرةَ من مرضٍ
أو يمنعَ أن تُؤتى ضَرراً
ويعيشُ العالمُ في حُبٍ
ووفاءٍ لا يحملُ وزراً
حقٌ للأطفال جميعاً
وبرأي في العالم طراً
أن يَحيى الطفل بعائلة
بمحبته أسروا أسرا
فلذلك قررت بأني
أعلنها جهراً لا سراً
ΠΠΠ
لَنْ يَقْربَ واحدكُمْ مِنيِّ
لَنْ يَلْمِسَ لِي أَبداً ظِفْراً
إِلاَّ إنْ جَاءَ بأُسْرَتِهِ
يَخْطِبُني مِنْ أَهْلِي حَصْرِاً
نَتَحَرَّىَ بَلْ نَسأَلُ عَنْه
أَينَاسِبُ عائِلتي صِهْراً
إنْ أَقْبلْ فَسَيَغْدو زَوْجِي
وَلأَوَلادِي حَتْماً ذُخْراً
ΠΠΠ
إِنْ أَلْبِسْ محبسهُ أغدو
وأَمامَ الْكُّل لَهُ جَهْراً
وَسَيحْمِلُ أَحْلَى هَدَايَاهُ
وَسَيدْفَعُ لِي ذَهَباً مَهْراً
وبِأَجْمَلِ حَفْلٍ زَفُّونِي
نَثَروا لِي وَرْداً بَل عطراً
وَحظِيتُ بِفارِسِ أحلامي
في بيتٍ أَحْسَبُهُ قَصْرَاً
بِعِلاَقةِ حُبٍ طَاهِرَةٍ
سَتَكونُ لعَائِلتي فَخْراً
ΠΠΠ
وأَكُونُ أَمِيرَةَ مَمْلَكَةٍ
لاَ أَعْصي لأَميري أَمْراً
والكُلُّ يُبارِكُ بِزَواجِي
وَيَقولُ أَبي يا للْبُشرَى
ΠΠΠ
وأُحِسُّ بِلحْظتِها أَنِّي
قَدَّمْتُ لِعَائِلَتِي بِرَّاً
واخْتَرْتُ شَريكاً لِحَياتِي
كَيْ نَحْيَا دَهْراً لا شَهْرَاً
زَوْجِي يَغْدُو بِالنِّسبَةِ لِي
أَعْظَمُ مِنْ قَيْصَرَ أوْ كِسْرَى
ΠΠΠ
فَقُلْتُ أَنْا مَا أَرْوَعَها
كَمْ تَرَكَتْ فِي نَفْسِيْ ذِكْرَى
مَنْ يَمْلِكْ بنتاً أو أختاً
تشبهها أَدَباً بَلْ طُهْراً
خَيْرَاً مِنْ أَنْ يَلْبِسَ يَوْماً
فِيْ شَرْعي لِسِوَارَيْ كِسْرَى
مَنْ يَمْلِكْ زَوْجَاً صَالِحةً
أَعْظَمُ مِنْ قَيْصَرَ أَوْ كِسْرَى
لو كان الناس بعفتها
لامتلأت دنيانا بشراً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى