فكر

لبسنا قشرة الحضارة والروح جاهلية

سمير حماد| سورية

     يذكر د. نصر حامد أبو زيد في إحدى دراساته قال (إن من أهم التحديات التي تواجه مجتمعاتنا العربية, الاستخدام الأيديويوجي النفعي للإسلام, لتحقيق مصالح وغايات, سياسية أو شخصية. والهدف تحويل الإسلام إلى أداة من الأدوات واختزاله في وظائف وغايات ذات طبيعة دنيوية) وهو يقصد حشْره في مواقع لم يوجد لأجلها..مواقع قد تؤدي إلى تهلكة الأمة، إذ ما يزال الكثير من العرب, يتمتعون بروح جاهلية, يسترونها بورقة التوت الحضارية، أما السلوك فهو منغلق متخلف, لايؤمن بالانفتاح، يعادي ثقافة الآخرين, ولايستخدم سلاح العقل في مواجهة ثقافة العصر, بل يواجهها بإرث الماضي، وحُراس الماضي التقليديون يغلقون كل المنافذ أمام حداثة العصر، وغالبية رجال الدين يحصرون الوطن في الدين, ويختزلون الدين في مرويّاته ..
    الدين ليس أيديولوجيا، بل سمو روحي، وهو عندما يتحول إلى أيديولوجيا وأحزاب, يُسطّح الوعي ويقمع حرية الاختلاف ويلفّق التّهم ويشهرها في وجه المدافعين عن الحرية..
    نحن بحاجة إلى تثوير فكري حقيقي، فنحن ما زلنا في خصومة مع الفكر والعقل وهذه الخصومة أدت إلى انتشار ظاهرة التكفير، واغتراب المواطن داخل وطنه، والاغتراب ليس دينيا فقط بل سياسي وفكري وعرقي.
    رحم الله نزار قباني حين يقول: «لبسنا قشرة الحضارة, والروح جاهلية» أية حضارة هذه التي تعادي حرية الفكر وتقمع أحراره؟ هذه الروح الجاهلية, مع الأسف, ما تزال قابعة في أعماقنا، وسعارها في ازدياد، يشحذه غياب العقل والوعي, والهروب المستمر من الواقع والانتهاك الدائم للحقيقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى