من النورِ
مطهر العنس |اليمن
من النورِ لا من ظلامِ الحقبْ
من الحبِّ لا من شرود العجبْ
.
من الأمنياتِ التي تصطلي
على وهمها في لسان اللهبْ
.
من الشعر من شرفةٍ للثبات
نُغنِّي نُغنِّي بدون تعبْ
.
من الصبر نشدو بلا سامعٍ
من القهر يروي القصيدُ الكُرَبْ
.
هنا في السراب نمتْ زهرةٌ
وفي نهدها للزمان عتبْ
.
تفوحُ تفوحُ بلا مغرمٍ
وتأملُ سقيا لها أو نسبْ
.
وتذوي بلا رحمةٍ للجمال
بلا أي ذوق بلا منتخبْ
.
لماذا نمتْ في بلاد السراب
لأنَّ المقاديرَ تُبْدي العجبْ
.
لماذا تلاشتْ بلا ثورةٍ
لأنَّ الخرابَ يقود الشغبْ
.
إذا مات في الشعب صوت الفدا
ستغزوه حتما فلولُ الجربْ
.
وإن كره الشخص أوطانه
فتبا لعيش كهذا وتبْ
.
وإن يمضغ الشخص آمالَهُ
فلا خير في العش إلا الوصبْ
.
أيا زهرةً هل نلبي الندا
وقد نال منا غثاءُ العربْ
.
فحرفُ رثاءٍ وبحرُ اشتكاءٍ
ونبضُ هدوءٍ بروحِ الصخبْ
.
وصوتُ افتراقٍ وسخفُ ارتزاقٍ
تزنبَّل للمكرِ حتى اقتربْ
.
تداعتْ توابعُ أوطاننا
على قصعةِ الموت بل بالطربْ
.
رسمنا بأيقونة الأحجات
مجيئاً ل(سيفٍ) بحكمِ (كَرِب)
.
نحتنا على معبد الشمس أنَّا
نُجِّلُ من الأقوياء الذنبْ
.
بأنَّا نبيع البلادَ ببخسٍ
نخون التراب ونهوى الحطبْ
.
بأن السياسي على أرضنا
وإن يدعي المجد عبد الذهب
.
بأنا نعيش هنا مرة
ولكن نموت بألفي سببْ
.
ففي كل يوم لنا موتةٌ
وفي كل ثانية ننتحبْ
.
بكتنا حجارةُ أجدادنا
وزهرُ الحكايةِ ماتتْ غضبْ