أدب

#طوفان الأقصى

شعر: بسام اليافعي |اليمن

من وطأةِ الليل ومن أهواله
ومن الحصار وعالمٌ يتعامى

***

عشنا نحيكُ من الأنين ملامحا
للنور نغزل للبقاءِ قواما

***

ونصوغ من مُرِّ الحياةِ ثقافةً
للنصر نوقد تحته الآلاما

***

وَنُعِدُّ من أرواح مَنْ سقطوا هنا
شهداءَ للثأر العظيم ذِمَامَا

***

أَوَ بعدَ أن نضجتْ جِراحُ قلوبنا
وغدتْ على الأرض الدموع زِناما*

***

وغدا أنينُ المُوْجَعِينَ عواصفا
تجتثُ من فوق الثرى الأقزاما

***

وتدكُ كالطوفان دون هَوادةٍ
قِلَعَ العدوِ وتسحقُ الأكاما

***

أَوَ بعد أنْ صِرْنَا على أبوابهم
موتاً وفي أوراقهم أرقاما

***

يستوقفون جموحنا بسيوفهم
وصدورهم تتهيبُ الإقدما

***

يتوعدون من الجحور كأنَّهم
جُرَذٌ بخوفٍ ترصدُ الأقدما

***

يستنفرونَ بجبنهم ترسانةً
فقدتْ أمام إِبائِنا الإجراما

***

ولتغسل العار الذي مُنِيَتْ به
لتُحِيلَ بالقصف الحياة ركاما

***

عبثا تحاول بعد أنْ كَبُرَتْ على
غاراتها أنْ تخنقَ الأحلاما

***

هيهات تكسرنا ونحن شموخنا
دينٌ بعزَّةِ عزِّه نتسامى

***

هيهات تقتلنا ونحن حياتنا
حق يزيدُ بموتنا إِعْظاما

***

إنْ يقتلوا مِنَّا شهيدا خلفه
أرضٌ سَتُنْبِتُ بعده أقواما

***

إنْ يُثْخِنُوا فينا الجراحَ فإنَّنا
منها نضئ لنصرنا الأياما

***

منها سنشعِلُ في الظلام كفاحنا
ونُعد للفجر المجيد تماما

***

منها سَنَعْبُرُ صمتنا العربيْ ومن
خذلانه ونحطمُ الأصناما

***

ومن الدم المسفوك نُحيي أمةً
لتعودَ من دَرَكِ الهوان إماما

*********

*زناما = مصيبة، داهية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى