غزة والنهايات المفتوحة
محمد زعاترة| كاتب عربي من الأردن
إنّ ما فعلته المقاومة الفلسطينية في السابع من الشهر الجاري منْ تفكيك فرقة غزّة العسكريّة كاملة في ثلاث ساعات عملٌ عبقريّ وعظيم، وعلى الجانب الآخر فإنّ تلك الخسارة وأضف إلى ذلك مشاهد اقتياد ضباط في جيش العدوّ في ملابسهم الداخلية إهانة لتلك الدولة التي تصف نفسها بأنّها صاحبة أقوى جيش في المنطقة!
وهي خسارة عظيمة لنْ تعوضها الأيّام ولا السنين. ولكنْ هل ما حدث كان صحيحا أم خطأ؟
تعالوا لنراجع الأحداث معا: فلو أردنا لوم عناصر المقاومة على أسر مدنيين فإنّ الجانب المحتلّ لفلسطين يعتقل أكثر منْ ستّة آلاف فلسطينيّ معظمهم من المدنيين، ولو أردنا لوم عناصر المقاومة على قتل بعض المدنيين فإنّ العدو وميلشيات المستوطنين قتل أكثر منْ ٣٢٠ مدنيّ في الضفة الغربيّة نصفهم من الأطفال والنساء وهذا قبل اندلاع الحرب. ولا مقاربة حقًّا بين شعب مقاوم للاحتلال وقواتٍ غازية معتدية وذلك تبع تصنيف الأمم المتحدة.
حسنا إذن! تعالوا لننظر إلى مستقبل هذه الحرب ونحاول فهمه وتحليله: فلو قلنا أنّ جيش العدوّ قادر على القتال على جميع الجبهات فهذا ممكن جدّا بناء على تقديرات العدو، ولكنْ جبهة غزة وحدها استدعت طلب مساعدة الولايات المتحدة ودعمها! فكيف سيكون حال جيش العدوّ لو فتحت جبهات أخرى؟
ولو قلنا أنّ دخول أطراف أخرى في الحرب فسنرى عندها مدنا أخرى تمسح عن الخريطة كما يفعل العدو مع غزّة فهذا صحيح، ولكنْ لو تبنّينا وجهة النظر التي تقول أنّ العدوّ إنْ فرغ منْ غزة فسينتقل بشكل تدريجيّ ومريح إلى ما تبقى منْ أعدائه فهذا صحيح أيضا!. إنّ المقاومة الفلسطينية قد وصلت لدرجة أن تقلب الطاولة في وجهنا جميعًا، وتصرخ قائلة: لا أستطيع احتمال أكثر منْ ذلك.
يجب أنْ نفعل كلّ ما نستطيع لوقف هذه الحرب الهمجيّة التي تشنّها قوات الاحتلال في حقّ المدنيين العزّل بحجّة مواجهة حماس والقضاء عليها، فقدْ أشعلت المقاومة الفلسطينيّة فتيل قنبلة وألقتها في وجوهنا جميعًا وقالت: خذوا هذه القنبلة وتحمّلوا مسؤولياتكم تجاه أرضكم المحتلّة أو اطفئوا نارها إنْ استطعتم إلى ذلك سبيلا.
هل نندم غدًا ونقول: أكلت يوم أكل الثور الأبيض؟ ربّما سنندم على جميع الأحوال! والنهايات مفتوحة ومؤلمة.