مقال

متى اللقاء يا أقصى؟!

ماجي حامد | القاهرة 

ترى هل بات اللقاء مسألة محسومة؟! هل أصبح الأمر مجرد وقت و نلتقي؟! .. ربما.. و لم لا .. فمنذ ما يقرب من الخمس أعوام و انا في انتظار هذا اللقاء و حتى أنني لازلت بانتظاره بنفس الحماس والشغف و الحب و غيرها من المشاعر الجديرة بالتقدير، و التي ربما أعجز عن وصفها.

بالفعل على مدار أعوام و أنا لعدة مرات أجد نفسي على بعد خطوات معدودة من تحقيق حلمي بزيارة المسجد الأقصى و زيارة دولة فلسطين و لقاء أصدقائي و أهلي اللذين سبق و التقينا في مصر و في كل مرة و خصوصا أثناء الوداع أقول الجملة ذاتها” إلى لقاء قريب في فلسطين” ..

في الحقيقة أن خيبة الأمل التي كادت في كل مرة أن تحطم قلبي عندما يحول القدر بيني و بين تحقيق حلمي لم تستطع ابدا أن تقلل من عزمي و حماسي و ثقتي ان اللقاء قادم لا محال، و أن هناك ركعتين أو ربما أكثر مكتوبين في كتابي عند رب العالمين في سوف أؤديهما في رحاب أطهر و أجمل بقاع الأرض.. أولى القبلتين وثالث الحرمين المسجد الاقصى المبارك..

صباح يوم السابع من أكتوبر الجاري استيقظت دون سبب باكرا، رغم أنها اجازتي التي اعتدت أن اتعمق فيها كثيرا في نومي تعويضا عن ايام الاستيقاظ باكرا على مدار الأسبوع، و لكن ربما ايقظني والدي لاكون أول المهنئين رغم رحيله بعيد ميلاده في الجنة، الذي يوافق هذا التاريخ، و بالفعل لبيت الندا و هنئته و قرأت له الفاتحة و تحدثت معه كعادتي حتى ادركت أن هذا ليس فقط السبب الوحيد و إنما و كأنه أيضا الذي ايقظني لاشاهد أحد أعظم مشاهد حياتي .. فها هي فلسطين تنتفض.. فلسطين تثور.. فلسطين العزة و الكرامة أرادت أن تلقن الجميع درسا سيظل يروي عنه التاريخ حتى نهاية العالم ..

لقد كانت أمي الغالية لطالما تروي لي عن مشاعر لم اعيشها من قبل .. مشاعر الانتصار التي عاشتها في السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣، هي و أجيال حالفها الحظ أن تعيش مثل هذه اللحظات الغالية، التي لاتزال رغم مضي أعوام طويلة حاضرة بجميع تفاصيلها.. و التي تستحضرها في هذا التاريخ من كل عام أجيال و أجيال بمختلف الأعمار و الفئات، يتذكرونها بحب و عزة و فخر ..

كنت أرى دائما في عيون أمي نظرة لن تسعفني ابدا أي كلمات أو معاني لوصفها.. كنت أشعر بالغيرة و ربما احسدها و كل من عايش هذا النصر، فهم كما يطلق عليهم جيل ثورة أكتوبر المجيدة.. ثورة النصر و العزة و الكرامة، ثورة كل المصريين.. فقد كل لكل مصري دوره الذي قام به بشكل أو بآخر، فقد جاءت الثورة لتعيد الروح من جديد لجميع المصريين،  فقد جاءت لتمنحهم حياة جديدة مفعمة بالحرية و الاستقلال و الكرامة و الفخر .. الفخر بانتصار سيظلوا يتباهون به شاء من شاء و أبى من أبى، أمام العالم، بما قام به جنود مصر البواسل و جميع أبناء هذا الوطن لرفع علمه و اسمه عاليا رغم أنف الجميع..

و كأنه التاريخ يعيد نفسه..  فها هي الأحداث و الصور و المشاعر تتشابه .. و ليكن فاذا كانوا هم جيل الثورة و لنكن نحن جيل طوفان الأقصى، الرد الأهم و الأعظم لابناءك يا فلسطين يا حرة ، فالقضية قضية وطن و ليست قضية شعب بعينه .. قضية حياة شاء القدر أن نعيش لنحيا بأنفسنا هذا الحدث الذي رج العالم أجمع بجميع تفاصيله، و منحني الفرصة حتى و ان كان من خلال دور اجده صغير للغاية و ليس ابدا كما تمنيت و لكن وحده الله الذي يعلم بماذا نشعر و ما الذي تمثله لنا القضية الأم.. قضية كل العرب .. القضية الفلسطينية، التي نأمل بما شاهدناه جميعا أمس أن تكون في طريقها للخلاص .. الانتصار .. و أن اللقاء على وشك أن يتحقق و أن ألتقي الأحبة وجها لوجه..

ختاما لا يسعني سوى أن أقول إلى أن نلتقي يا فلسطين و يا شعب فلسطين الأبي، الأصيل، الجبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى