مقال

الطفل الكبير

 

موسى محمد دبيش | اليمن
الطفل الكبير هو ذلك الشخص الذي مهما تقدمت به السن يبقى في نظر أمه طفلا وهذا نوع من أنواع التربية الخاطئة وهو الإفراط في الحب والتدليل وتلك الأم المدللة – بكسر الدال – هي السبب في ضياع ذلك الابن وغالبا مايكون وحيد أمه أو أصغر أبنائها. فتقول: ابني تعب من الدراسة وتجعله يترك المدرسة، وأخرى تقول: ابني يحب النوم عادي. نام وارتاح، وأخرى تقول: ابني يحب لعبة كذا ولعبة كذا وتحضرها له وتحيط ذلك الابن بكل حبها ودلالها وكل طلب له أو امنية تكون بمثابة أمر فينشأ هذا الشخص اتكاليا غير قادر على الاعتماد على نفسه ويفشل في أول اختبار له في مدرسة الحياة ولذلك يرجع إلى ذلك الحضن الذي يلبي له كل مايحتاج إليه وتكمن الكارثة بوفاة تلك الأم.
فجأة يجد ذلك الطفل الكبير نفسه وجها لوجه مع الحياة في معركة قاسية لم يتدرب على أي سلاح من الأسلحة التي يواجه بها الآخرون الحياة؛
فلم يتعلم الصبر ولم يستطع أن يجيد أي عمل ولم يتعلم فن التعامل مع الآخرين لأنه يحمل فكرة أن كل الناس سيلبون طلباته ويحرصون على رضاه كما كانت تفعل أمه.
فإن كان ثريا سيضيع ثروته وإن كان فقيرا ستزداد حالته سوأ؛ وكل ذلك راجع إلى قول القائل: (ومن الحب ما قتل). ومن منا لايحب أولاده؛ ولكن تختلف ترجمة ذلك الحب من شخص لآخر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى