على أبوابِ شهقةٍ لَثْغَا

ياسين محمد البكالي |شاعر يمني 

في أيّ خدّيكِ يلقى المُسْتجيرُ فمَهْ ؟

لِتخرُجَ الآنَ مِن أنفاسِهِ كلِمَةْ

وأنتِ ، من أنتِ ؟ بُشْرى رَتَّـلَتْ دِعَتِي

وفارقَ القلبُ لمّا ضَمّها ألَمَهْ

فَمُنذُ عينيكِ والنجوى تَهُزُّ فتىً

في داخِلي ، طالما أجْرَى هواكِ دَمَهْ

تطايَرتْ في مرايا لهْفتي لُغتِي

حينَ احْتضَنْتُكِ آياتٍ مِنَ العَظَمَةْ

وأرْدَفتـْني وراءَ البوحِ عاطِفةٌ

إليكِ كم سَافرتْ بالروحِ مُبتسِمَةْ

القلبُ تنسَحِبُ الآهاتُ مِن يدِهِ

إذا رأتْكِ لِمصْراعيهِ مُستَلِمةْ

أعيشُ صَبًّاً على صدرِ الحنينِ بنى

من دمعتينِ ونصفِ قصيدةٍ هَرَمَهْ

الصمتُ والشَهقةُ اللّثغاءُ في رئتي

كهْلٌ يُطاردُ في أعماقِه نَدَمَهْ

لا عاصِمَ اليومَ إلا الحُبُّ فاتّجِهي

إليهِ يا بنتَ ” كَرْبٍ”، قبّْلِيْ قَدَمَهْ

وإنّما القيمُ الانسانُ ، نعرفُه

بها ، وننْكِرُهُ إن لم نجدْ قِيَمَهْ

طفلٌ بكى في دمي والخوفُ يُوْقِفُهُ

بينَ اتّجاهَينِ يبْتَزّانِهِ هِمَمَهْ

ثَديُ السَكِينةِ لم ينسَ ارْتِعاشَ يَدِي

حينَ اتّكَأتُ عليهِ بعدَ أن فَطَمَهْ

طِفلٌ كَنَايِ الشَّجَى يشدو بِمُفردِهِ

والكلُّ يرعَى على أطرافِهِ صمَمَهْ

بينَ الصعاليك والملهاةِ كنتُ أرى

ظِلّي وقد كَسَرَتْ مأساتُهُ قَلَمَهْ

وكسرةُ الوَصْلِ تُغْري ، قالتِ امْرأةٌ
أظُنّها بيْ غدتْ والفَقدِ مُتّهَمَةْ

كأنما نظرتِيْ للناسِ نظرةُ مَن

أضاعَ- بينَ وجوهٍ لا ترى- حُلُمَهْ

مَرَّوا حُفاةً بوادي الليلِ مَن جعلوا

مثلي يخافُ على الصحوِ الذي غَنِمَهْ

وقالَ لي اللهُ : ماذا بعدُ ؟ بعدُ أنا

أجري إليكَ معَ أسراريَ الهَرِمَةْ

وبعدُ ؟ دفترُ رسْمٍ لم يَعُدْ ليدي

وقد تناسى بأنّي كنتُ مَن رَسَمَهْ

وبعدُ ؟ لهْثةُ ريحٍ في أصابِعِها

تبكي نوافِذُ بيتٍ فرَّ مَن هدَمَهْ

وبعدُ ؟ ليلٌ بـ “سوقِ المِلحِ” يَنْقُصُهُ

قلبي ، فيُظْهِرُ ما بالأمسِ قد كَتَمَهْ

وبعدُ ؟ موتٌ على العُكّازِ يتبَعُني

وسجدةٌ بنعيمِ القُرْبِ مُضْطَرِمَةْ

لو مالَ جبريلُ عنها قيدَ قافيةٍ

لكانَ أوّلَ عبْدٍ لم يصِلْ رَحِمَهْ

وبعدُ ؟ ثكلىْ على دوّامَةٍ وقفتْ

تُحصِي النجومَ كَرَاعٍ يَنتقِي غنَمَهْ

وبعدُ ؟ لا بعدُ إلا أنتَ أقرأُ في

كُلِّ الزوايا معَ أُمّيّتيْ كرَمَهْ

إليكَ بالحَمْدِ يَمْضِي الماءُ ، تسألُني

بئرُ الحقيقةِ ، مَن مِنّا الذي ظلَمَهْ ؟

أقولُ ما لستُ أدري للذي انْدَلَقتْ

أفكارُهُ بينَ تلِّ الزيفِ والأكَمَةْ

يا ابنَ اللواتي أقَمْنَ الضوءَ في أزلي

إني .. أنا .. أنتَ ، مظلومٌ أضاعَ فمَهْ

هذا اليقينُ انْحِسَارُ الزَّفرةِ الـ ..غمَرَتْ

جَنْبَيِهِ حينَ غدتْ بالشّكِ مُلتَطِمَةْ

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى