شعر: سعيد جاسم الزبيدي/ مسقط
تُطوى السنونَ وضادُنا تتضوَّعُ
يرتادهُ إمَّا يشاءُ المُبدعُ
***
فيهيمُ في أرجائِهِ متألِّقًا
لِيصوغَ من صُوَرٍ وما يتفرَّعُ
***
ما قصَّرتْ يومًا ولا قد جازَها
أو شكَّ في قدراتِها ما يُفزعُ
***
حملتْ رسالةَ أمّةٍ بِلسانها
ما اعوجَّ حرفٌ أو تجانفَ مَسمَعُ
***
وتألَّقتْ نغمًا بحسنِ تلاؤمٍ
وزهتْ بجرسٍ حينَ يُتلى مقطعُ
***
لمّا تزلْ ترقى بصوتِ مؤذّنٍ
وبها يُؤَمُ الساجدون الرُّكَّعُ
***
ويرودها الشعراءُ كلٌّ يبتغي
منها القوافي حين يجملُ مطلعُ
***
والناثرون وقد تسامى فنُّهم
وجدوا بها لونًا يشعُّ ويسطعُ
***
وأولو الخطابةِ لم تزلْ تجري على
أفواههم شهدًا يسوغُ ويُشبِعُ
***
وذوو الفصاحةِ لم يزالوا ههنا
حيرى وقد نكصوا وثمَّة أقلعوا
***
ماذا أقول بيومها والله قد
كفلَ الحفاظَ لها متى ما نرجعُ
***
حييتِ من لغةٍ ولودٍ لم يغِبْ
معنًى ولا عجزتْ ولا تتصدَّعُ
***
ستظلُّ فخرًا يستطيلُ على اللُّغى
إنْ منبرٌ فيها ارتقى أو مَجمًعُ
***
أو مَقعَدٌ للدرسِ يُنصتُ واعيًا
من روعةِ الحرفِ الجميلِ فيخشعُ
***
للهِ أنتِ! غدوتِ جسرًا رائعًا
بينَ السما والأرضِ نِعْمَ الموضعُ