أدب

في عيد اللغة العربية

الشاعرة فخر هواش | سوريا

لغةٌ تعاندُ حيرتي …
تدحرجتْ كالماءِ
ثمَّ تكوَّرتْ موَّال عشبٍ في دَمي
تَنضو عن الأحلامِ فستان الأرقْ
إذ كلَّما غنَّتْ عصافيرُ الكلام
حملَ الشُّعراءُ مصيدةَ المعاني
تُهدي لمقبرةِ القلوب غناءِها
تشتكي من لوثةِ التَّزييفِ
والفكرِ المجيَّر
يلتَوي عنقُ البلاغةِ حينَ يُمطهُ
وهمُ الخيال ….
تنتابني الرَّعشاتُ حينَ تجيءُ
جاثيةً هديلاً وابتهالاً ….

ياأيُّها المتزمِّلونَ بوَحيها
تَكفي الدَّوالي ما على أغصانها
شهدُ الثُّريات ….
فلا تَعتصروا البرقَ من لَمَعَانها
وهي تَحتضنُ ابتهاجَ وليدِها
في جرارِ الفكرِ …..
فاملأ رأسكَ الوَرديِّ بالخمرِ وقُلْ
السَّلام على لغةِ العنبِ
يا أيُّها المتسكِّعونَ على ضفافِ الفكرِ
يكفي فالرَّصيفُ يغصُّ
والطُّرقاتُ يغشاها الخواء …..

لغتي تُحذِّرني
وأنا كطفلٍ أرضعُ الكتمانَ من نهدِ الضِّياء
وحليبُ الصُّبح يُبهرُ لونهُ شفةَ الرُّخام …!
فاكتبْ على صدرِ الغُيومِ براءةً
من هلوساتٍ ودعِ المطرَ
يُرشو بحباتِ القلوبِ
حدائقَ الأفكار
كي يَنمو على شرفاتِ وجدِ الرُّوح
يَنمو الأقحوان….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى