الحقيقة رقم ١٧ يا ثوار الأرض
حنان بدران | فلسطين
ونحن ما زلنا نملك إرادة الرد على العدوان ونملك إرادة رد الصفعة رغم الجرح الذي تتستر عليه الضحية أكثر من تستر القاتل، والعار هو الذي تحاول هذه الأمة أن تسدل عليه ستار النسيان ولن أحاسب أو اتهم بمثل هذا الوقت العصيب، التكتم على الانهيار والهزيمة منذ عام ٦٧ للآن ونحن نغطي ذلك بغطاء جوي من الحرب الكلامية والخطابات الرنانة عاما بعد عام حتى صارت أرض الهزيمة من تحتنا مستنقعا من الرمال المتحركة نغوص فيه جميعا حتى دون أن نلحظ إنه أوشك على ابتلاعنا جميعا… ونهائيا وأمام السلم المفروض علينا بالقوة من عدونا تسمم هواء أهل الكهف بالهواء الفاسد حتى انتشرت غازاته الفاسدة والقاتلة وهم نيام.
وألفنا الهزيمة..
الآن دخلنا بالصراع مرحلته الأخيرة… الذي جاء لنا بشروط الاستسلام المذلة تحت عبارة الصلح والهدنة بشروطهم أو بالأصح تحت قصف النار والتهديد (بالقصف أو القصف) فكان خيارنا أن أرضنا لنا وسندافع بين خيارين…(النصر أو الشهادة أو الشهادة أو النصر)
وحتى نكون على بينة من خطوات مشروعهم الأخير أقول بلا مقدمات رنانة: سيبدأ فورا بقصف الجنوب وتسويته بالأرض… حتى يصبح أهل الجنوب والشمال بلا مأوى ولا مكان يلجؤون إليه سوى الاحتماء عند باب المعبر وحصارهم بمنع المساعدات نهائيا عنهم لإجبارهم قصرا للخروج خارج غزة، بعد توجيه عدة ضربات موجعة جدا إليهم سواء بإحداث خسائر بشرية مرعبة أو بضرب أماكن اللجوء من سيارات إسعاف، مستشفيات ويدعون أمام الرأي العام كما العادة
“اوبس سوري والله المقاومة من ضربتكم مو نحن”…
وكأنني استعرض بذاكرتي صور التفاوض مع أهل فيتنام تحت القصف الجوي… إن الورقة التي يلعب بها عدونا الآن ستكون الأشرس على الإطلاق (الثنائي المرح المتذاكي الخسيس) هو الضغط على المقاومة من خلال اللعب بورقة كسر إرادة صمود الشعب والحاضنة الشعبية للمقاومة حتى لو اضطر إلى قصف كل مراكز الإيواء واي معقل من معاقل الصمود، بالتشديد بالحصار الخانق على الأكل، الشرب، علاج، دواء… إلخ التي تساعد وتدعم الشعب على الصمود والتحدي…
نحن بمرحلة انتقالية في نضالنا ونحن أمام خيارات صعبة للغاية، ويرجى الانتباه إننا نطلب الصمود والتحدي بعزم أمام… إمكانات صمود هي نسبتها صفر وتحت الصفر من مقومات الصمود…!؟! أمام عجز القرار من أمتنا العربية والإسلامية لم يبق إلا أن أصرخ بعقيرة الصوت الهادر يا شعب فلسطين الحر (ما شد حزامك إلا يدك وزندك… )وهذا وطنك يهود بتؤدة وطواحين التخلف العربي تدرس الخيارات بالتفكير والمشاهدة لم سوف ينتهي عليه الصراع ونحن بين فكي الأسد أمري-كا_وإسرا-ئيل وحلف الناتو…
والأمة العربية الصامتة التي تتأثر علينا عفويا لا تأثرا واعيا بالنكبة، وهم في غفلة بأن التهويد القادم إليهم جميعا…!!!
يا ابن بلادي يا أسود الأرض ..تدركون أن فلسطين قلب العالم تضيع كما ضاعت من ضمائر أمتنا، نحن بمخاض عسير من الخاصرة الحبلى بالموت والألم والبكاء في عراء أنواء فئة من المهرجين والمستغلين والمنتفعين والمطبعين والقابضين وبين فئة من الجهلة الطيبين الذين لا يعلمون حتى تحولت مأساتنا لكرنفال استعراضي ضخم وكبير… وهذا ما جرأ الغرب علينا، فهو لن يحترم من لم نحافظ عليه محترما، والكل لا يدرك كيف استخفت الدول بنا لتتقاسمنا ووتتهادانا كأننا سرب من الجواري والخصيان… هكذا تجرأ بلفور على أن يهدي أرضنا ويستبيح مقدساتنا وضاعت فلسطين…
ومع الأيام نما جدار النكبة في صدر كل واحد بهذه الأمة المغيبة، وهي ذكرى لتحنيط العربي بداخلنا…
هذا يا أسود وطني حقيقة الصراع الذي تدركه وسلام على حائط المبكى من المحيط إلى الخليج!!!
يا أسود فلسطين الأحرار يا عزتنا يا هامتنا الشامخة يا عزوتنا… اصرخ فيكم بعزم الصوت…
يا ثوار الأرض وأنتم الفكر المقاتل الهارب من ذل الفكر القتيل الصامد أمام ذل هزيمة العالم الساقط في غيبوبة الجنس والجريمة… يا ثوار الضفة وأبناء الفداء الفكري والجسدي يا أحفاد غسان كنفاني وسميرة عزام وفدائي الأرض جميعا باتت الحرب المحتومة علينا أيضا عبادة…!!!
ما دمنا نحن الأموات بلا نعوش، في كل منا نعش جسده وموته وقبوله الاستمرار بذلة… ومعايشة العار وما صلواتنا التي نتلوها على أرواحنا، ما دامت حياتنا موتا مستمرا ومخجلا… جاء الوقت لنصرخ معا…بلهجتنا…
( البلاد طلبت أهلها )…يا عقال راسنا دقت طبول الحرب وانتم رجالها وانتم خير من قال :
… حي على الموت يا وطن حين نفكر أن نموت جبناء…!