سياسة

التصعيد المستمر بالضفة الغربية لم يرقَ لحالة الانتفاضة الشاملة

جرائم الاحتلال الإسرائيلي ارتفعت وتيرتها في الآونة الأخيرة

نهاد ابوغوش | فلسطين

نذكر هنا آخر جريمة الإعدام الميداني البشعة خلال الأيام السابقة بحق المواطن سمير عوني حربي أصلان (41 عاما)، خلال اقتحامها لمخيم قلنديا، شمال القدس، وجريمة إعدام الشاب سند السمامرة (19 عاما)، الذي ارتقى متأثر بجروح أصيب بها جراء إطلاق الاحتلال الرصاص ، أثناء رعيه للأغنام بأرض للعائلة بالخليل، استشهاد الشاب أحمد أبو جنيد (21) عاما من نابلس.
ومن هنا نقول: “ليس هناك مواصفات معيارية ثابتة ومسبقة لوجود انتفاضة أو عدم وجودها ، فالانتفاضة بشكل عام هي حالة شعبية واسعة من الرفض العام الشعبي للاحتلال، عبر أشكال كفاحية واسعة وشاملة يشارك بها الجميع، وعبر انخراط كل مكونات الشعب وقواه السياسية وطبقاته الاجتماعية كما أنها تشمل صياغة الحياة بكل ميادينها بما تناسب مع هذه الحالة
“الانتفاضة هي بحاجة دائمة لتضافر وتكامل مجموعتين من العوامل أولاها هي العوامل والأسباب الموضوعية، والثانية ترتبط بالعوامل والأسباب ذاتية، فالموضوعية تتعلق بالاحتلال وجرائمه، وذاتية مرتبطة بالقوى الفلسطينية ونمط علاقاتها ببعضها واتفاقها أو اختلافها على أشكال النضال وقدرتها على اجتراح الأشكال القيادية الوحدوية التي تناسب هذا النضال مركزيا وموقعيا”.
إن الظروف الموضوعية مناسبة جداً لانتفاضة لأن الشعب الفلسطيني يواجه هجمة شاملة وغير مسبوقة على كل شيء، على وجوده ومقدساته وأسراه وأرضه وعلى جميع حقوقه السياسية الوطنية والمعيشية، بل حتى على رموزه مثل العلم والانتماء للشعب الفلسطيني، بينما الظروف الذاتية غير مهيأة لذلك بسبب ااستمرار لانقسام وخلاف القوى السياسية وتضارب برامجها وخياراتها السياسية وتنافرها وتبديد جزء كبير من الطاقات على الخلافات الداخلية، ولأن الانتفاضة ليست بحاجة لمجرد نشاط نفر محدود من الأبطال الثوريين والفدائيين المستعدين للتضحية، إنما بحاجة لتنظيم المجتمع بطريقة تتناسب مع الحالة والاهتمام بالتعليم والشؤون الاجتماعية وكيفية إدارة كل مرافق المجتمع وحاجات مواطنيه.
وأعتقد أننا نعيش حالة انتفاضية وموجة من موجات المقاومة، لكن لم نصل بعد لحالة الانتفاضة الشاملة التي يمكن أن تقود إلى عصيان وطني شامل .
وبخصوص تأثير الأحداث على غزة، “فإنها غزة جزء لا يتجزأ من الحالة الوطنية الفلسطينية، من الشعب ومن الوطن وأيضاً جزء من التصعيد والاستهداف من قبل الاحتلال وماكينته العسكرية وحصاره الجائر ومناوراته السياسية، ولا ننسى المعركة التي وقعت على غزة في “وحدة الساحات”، فهي هي جزء من المعركة على الشعب الفلسطيني لا شك في ذلك “.
إن “استهدافات الاحتلال بما يفعله بالضفة، وتحديداً بالقدس والداخل المحتل عام 1948 وحلقات خاصة بغزة ، يهدف بها لإبقاء الانقسام من جهة، وفك الارتباط مع المدن الفلسطينية من جهة أخرى ولكن ذلك منوط بقوى الشعب السياسية “.
إن كل طرف له موقفه الخاص ، من ناحية الممارسة العملية ، نحن نقدم تضحيات كثيرة ونخوض نضالات شتى بكل السبل لكن هذه النضالات غير متكاملة لأنها لا تؤدي لمراكمة الإنجازات ولا تصب في خدمة المشروع الوطني الموحد، وكل طرف له برنامجه الخاص ، إنما كل طرف يمارس بأساليبه، ولكن استراتيجيته الخاصة وعلاقاته الدولية والإقليمية وتحالفاته، ولكن في نهاية المطاف مسؤولية القوى الأكبر “فتح وحماس” ،أكبر من غيرها في تحمل المسؤولية الوطنية والوصول لاتفاق لتوحيد كل الجهود ، فالانقسام يساهم في تبديد كثير من الجهود والتضحيات ، ولن تكون مثمرة حتى تكون الجهود موحدة “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى