100 يوم من القتلى
شعر: محمد بلمو| الرباط
قُتِلَ الّذِينَ قُتِلوا
فِي طابورٍ طَويلٍ
يَنْتَظِرونَ
قَبْرًا
مُسْتَحيلًا
وَمَراسيمَ دَفْنٍ
بَعْدَ قُرُونْ
قُتِلَ الّذِينَ قُتِلوا
ذَهَبُوا إلَى بُيوتِهِمْ فَلَمْ يَجِدُوا غَيْرَ دِمائِهُمْ وأَشْلائِهُمْ ثَكْلَى
وصَوْتَ مِذْياعٍ يُبَشِّرُهُمْ
بِنَصْرٍ مُبينْ
بِهُدْنَةٍ مًؤَقَّتَةٍ
لَعَلَّهُمْ يُدِفَنونْ
قُتِلَ الّذِينَ قُتِلوا
انْتَشَى الوُسَطاءُ والمُفاوِضونْ
سَتُغْمِضُ المَدافِعُ عُيونَها فِي قَيْلولَةٍ خَفيفَةٍ
وَيَنْفَضُ بَعْضُ الأَسْرى غُبارَ السُّجونْ
وَلِلْقَتْلَى بَعْضُ الوَقْتِ كَيْ يَجْمَعوا أشْلاءَهُمْ
وَأسْماءَهُمْ
لَعَلّهُمْ يَجِدُونَ كَفْنًا
أَوْ بَحْرًا
لَعلَّ أَرْضَهُمْ التِي سُرِقَتْ
لَهُمْ قَبْرًا تَكُونْ
قُتِلَ الّذِينَ قُتِلوا
قُتِلَ الّذِينَ لَمْ يَخوضوا حَرْبًا
لَمْ يَتَدَرَّبُوا عَلَى سِلاحٍ
كَانُوا فَقَطْ مِنْ أَثْداءِ أُمَّهاتِهِمْ
يَرْضَعُونْ
نَهَضَ الّذِينَ قُتِلوا
مِنْ غَفْوَةِ التَّعَبْ
بِأَعْيُنِهِمْ رًأَوْا جُثَثَهُمْ قِطَعَ ثَلْجٍ
تُسْحَبُ مِنَ البَرَّاداتِ
كَأَنَّها مِنْ خَشَبْ
يَسْرِقُ المُشَرِّحُونَ مِنْهَا ما أَرَادُوا
قَرْنِيَةَ عَيْنٍ
قَوْقَعَةَ أُذُنٍ
كَبِدًا
كِلْيَةً
أَوْ قَلبْ
بِعُيونِهِمْ رَأَوْا كَمْ رَخِيصَةً حَياتُهُمْ
وَأطْرافُهُمْ بِوَزْنِ الذَّهَبْ
يَا بَائِعَ الوَرْدِ
لِمَا تَرَكْتَ الوَرْدَةَ
الّتِي سَقطَتْ مِنْ إِكْليلِكَ الأَخِيرِ
تَشْرَبُ الغُبارْ
والجِدارُ عَلَيْكَ يَنْهارُ
ويَنْهارْ
يَا بَائِعَ الوَرْدِ
كَمْ وَرْدَةَ قُدْسٍ
سَحَلَها جِنِرالُ أُورْشَليمْ
إِلَى لَهيبِ النَّارْ
كَمْ طِفْلَةً
كَمْ زَهْرَةً
كَمْ شَجَرَةً…
رَصاصُهُ لا يَخْتارْ
وأنتَ تغْرِسُ شَجرَةَ الدَّمِ المُسْتَباحِ
فَينْهَضُ مِنَ الأرضِ
آلافُ الثّوارْ