أدب

أمة الطبخ

شعر: عبدالناصر عليوي العبيدي

لا الطبخُ يَشغلُني أو كانَ يَعنيني
لكنَّها صــدفةٌ مــرّتْ بــها عــيني

شاهدتُ صــفحةَ طــبَّاخِ فأذْهلَنِي
قــد بــاتَ أتْبَاعُهُ كالرُّزِ في الصينِ

أدركــتُ أنَّ فــنونَ الــطبخِ معـجزةٌ
لأمَّـــةٍ هَــمُّها حــشوُ الــمصارينِ

إنَّ الــكُــرُوشَ إذا دَلّــلــتَهَا كَــبُرَتْ
يــصيرُ صــاحبُـها مــثلَ السلاطيـنِ

هـي الوسيلةُ كي تَرْقَى بنهضتِها
تــحــرّرُالقدسَ مــن أنــيابِ تــنِّينِ

ثُمَّ انـتقلتُ إلــى أُســتاذِ فــلسفةٍ
مــازالَ مــلتزماً بــالعُرْفِ والــدّينِ

حــروفهُ صَــدِئَتْ، مــا مــرَّها أحدٌ
إلاّ إذا خــطــأً، بــعــضَ الأحــاييــنِ

فــالفكرُ مـعضلةٌ والــناسُ ترهبُهـا
ما راقَ مَــسْـلَكُها إلاّ لــمِــسْكِيـنِ

فَــعُدتُ مــدَّكِراً مِنْ هــمِّ هــندسةٍ
إذْ مَسَّنِي هَــوَسٌ مِــثلَ الـمجانينِ

حــتى تَخَرَّجـتُ باتَ الكونُ يَغبِطُنِي
أمضيتُ عُمْرِيَ بينَ الوحلِ والطينِ

أَتْــبَعتُهَا فــي بحورِ الشعرٍ منشغلاً
كــي أَنحَـتَ الحـرفَ طِبْقاً للموازينِ

مــافَادَنِي الــشعرُ حــتى لو مُعَلَّقةً
كــتبتُها فــي مدادٍ مــن شــراييني

فــالــشعرُ يـحــلو إذا تــتلوهُ فــاتنةٌ
حــتى وإنْ تُــبْدِلَ الــثاءاتِ بالسينِ

مــاأجـملَ الــضَّمَ للكسراتِ تَرفعُها
وفــتــحةً زيَّــنَتْ صــدرَ الــفساتيـنِ

أنْ تَــكْسِرَ الــوزنَ مغفورٌ لها سلفاً
هـيَ الــتي، جَـبَرتْ كَسْرَ الملايينِ

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى