لو أخرجتم زكاتكم ..؟!
بقلم: د. أحمد الطباخ
يا أيها الناس الأغنياء اتقوا الله وأرجوا زكاتكم هذه الأيام التي ضرب فيها الغلاء الناس وأوجع الفقراء الذين كثروا ببسبب هذه الأزمة الإقتصادية التي جعلت الناس يعانون معاناة شديدة والله عز وجل قد قدر الأرزاق والأقتات ولكن حب النفس والأثرة وعدم إخراج الزكاة هو الذي جعل الأزمة تستفحل وتصل إلى ما وصلنا إليه بسبب أن جشاعة التجار وتكالبهم على الربح والاحتكار وأكل الحرام دون خوف من الله – عزَّ و جلَّ – الذي دعا الناس إلى الترفغ عن عبادة المال وحب الدنيا الذي هو رأس كل خطيئة وبعد الناس عن ربهم الذي حذرهم من حب المال حبا جما فحب الشيء ويعمي ويصم.
لذلك كانت الزكاة هي العلاج الناجع والطريق الهادي إلى تحقيق التكافل الاجتماعي بين الناس والسبيل الذي يحقق التوازن بين فئات المجتمع عندما نحصن أموالنا بالزكاة ونقضي على تلك الأحقاد التي تتولد بين طبقات المجتمع حيث يزداد الغني غنى ويزداد الفقير فقرا ويعاني المجتمع من سطوة أصحاب الأموال الطائلة و لا يبارك الله في هؤلاء الذين نسوا الله وحق عيال الله في الزكاة فيصيبنا ما أصاب الغرب من ويلات بسبب لعنة الدنيا.
والواقع الذي نعايشه أن الكثير من هؤلاء الذين صدقوا مع الله – عزَّ و جلَّ – فأخرجوا زكاة زرعهم بارك الله في زرعهم فتضاعف محصولهم ولو الدولة اتقت الله عز وجل لرزقها من حيث لا تحتسب، فأين نحن من اتباع شريعة ديننا الذي عالج ما نحن فيه بطريقة فريدة؟، فعاش الناس في ظل دولة العدل والمساواة دون ظلم و لا حيف فأخذ كل راع على يدي كل من تسول له نفسه بظلم الناس حتى يبارك الله لنا فهو الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف عندما استقاموا على طريق الله المستقيم وخاصة عندما أخرجوا زكاة أموالهم وزروعهم وبسبب أتباعهم لشرع الله ولسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم- أعلي إنتاجية بطاطس في العالم في قرية جزيرة نِكلا (شبراخيت – البحيرة) القيراط ينتج طن ونصف لأنهم يتصدقون بعشر المحصول !
أحد المهندسين يحكي: اعمل مهندساً زراعياً ومررت في عملي على اراضي (جزيرة نكلا) أثناء الحصاد، ووجدتهم يضعون كل عشر خطوط يتم تعبئتها في شكاير حمراء والخط الحادي عشر شكاير بيضاء فسألتهم عن السبب؟! قالوا هذه زكاة الزروع وعلمنا إياها الشيخ محمد حامد الفقي ابن الجزيرة (يرحمه الله).. وبناء عليه الفقراء والأيتام في الجزيرة أصبحوا ميسوري الحال .
وبها أعلي نسبة لحفظة القرآن الكريم، أما عن كرم أهلها فلا منازع لهم إضافة إلى ذلك أنهم عندما يخزنون البطاطس يخزنوها في اكوام علي الأرض وليس في ثلاجات كباقي المزارعين في مصر .. بسم الله ماشاء الله ولا تتلف ولا تسوس !! جزي الله أهل الجزيرة ومعلمهم خير الجزاء ..
فيا ليت قومنا يفهموا فيخرجوا زكاة زروعهم في كل قرية وزكاة أموالهم في مدينة لبارك الله لنا ولأنزل لنا البركات والخيرات من السماء والأرض فمتى يتقي الناس ربهم ويخرجون زكواتهم حتى يعيش فقراؤنا في رغد فالمال مال الله وأنتم مستخلفون عليه؟!