تاريخحوار

مريم حميد تحاور سادن الآثار عامر عبدالرازق..  مَن يعرف العراق؟

العراق | خاص

مَرْفأ فُلْكِ نُوح في طوفانِهِ العظيمْ وَبََيتُ إبراهيمْ أسرَجَ فيهِ نُورَهْ وَمُرتَقى شامشْ وصَوتُ كلكامشْ في مَدارِجِ الزَّقورَة .. والرُّقُمَ المُغَلَّقَة والماءُ يَجري صاعدا بِقُدرَةِ المَجهول للجَنائن المُعَلَّقَة كل يوم تغادر رسوم الملوك والآلهة عروشها وتزوره تناديه باسمه وتسأله أن يحي أمرها أن يرفع هويتها أن يدفع الشائعات عنها ويذكر كل رافدينيّ بحبله السري الذي يربطه بجذورها وهويته وكيف يمكن أن يفيد من مضى قبل قرون من هو حي يرزق مرهون بتطور والتكنولوجيا وتداعيتهما إنه الأثاري العراق عامر عبد الرزاق الزبيدي الذي سيصحبنا اليوم برحلة عبر الزمن يعرفنا فيها على شعاع نور من تاريخ العراق تعلق قلبه به حتى هذه اللحظة ليجيب على سؤال عبد الرازق عبد الواحد من يعرف العراق.

*حين طلبت منه أن يعرف القارئ الكريم بنبذة عنه..

 قال: أنا عامر عطية عبد الرزاق الزبيدي مواليد سبعينيات متزوج ولدي طفلين أما عن الآثار فأنا باحث أثاري عراقي حصلت على البكالوريوس في هذا المجال من جامعة بغداد وحصلت على الدكتوراه الفخرية أوز بكستان، عملت كمدير لآثار ذي قار لعدة سنوات ومدير متحف الناصرية كما عملت كمدير لمفتشية أثار ذي قار، مستشارا لمحافظ ذي قار، مستشار لرئيس مجلس محافظة ذي قار لشؤون السياحة والآثار وعملت أيضا كمدرب تنمية بشرية بعد أن حصلت على شهادة (تي أو تي) الدولية و أعمل في برنامج تجذير الهوية الرافدينية في نفوس الشباب الاطفال وما زلت مستمرا فيه. والعضو الرئيسي لعمليات مسح المواقع الأثرية في وسط وجنوب العراق، عضو تنقيب بعثة تل اللحم السومرية في العام ٢٠٠٥، عضو تنقيب في موقع ام العقارب في العام ٢٠٠٨ _ ٢٠٠٩، وعضو البعثة التنقيبية في موقع ابو الذهب البالي للعام ٢٠١١ _٢٠١٢.، عضو البعثة الإيطالية العراقية المودة من جامعة روما في مدينة نينا في العام ٢٠١٢ _٢٠١٣، و المشرف العام على رحلة المتحف البريطاني مدينة كرسو تلو مع د. سبستيان، كما اشتركت في دورات عالية المستوى منها : دورة العرض المتحف في المملكة العربية الهاشمية في العام ٢٠١٣، وحصلت على شهادة خاصة بعمليات الصيانة الخاصة بالآثار من جامعة روما، كما اشتركت في دورة عالية المستوى في الحفاظ على الآثار العراقية في بكين /جمهورية الصين الشعبية في العام ٢٠١٩، ودورةفي إعادة الآثار والحفاظ عليها في الولايات المتحدة الأمريكية في العام ٢٠١٨، وأنا متحدث في منصة (تيدكس) العالمية في الموصل حيث تم اختياري في العام ٢٠٢١ من بين ٧٥٠ قصة نجاح حصلت على عدة شهادات تقديرية وكتب شكر منها شهادة تقديرية من مكتب الأمم المتحدة في العراق، وكتاب شكر وتقدير من يونامي منظمة حقوق الانسان العالمية التابعة للامم المتحدة، ولدي كتب شكر من رئاسة الوزراء العراقية ورئاسة البرلمان ومن وزارة الثقافة.

* متى بدأ شغفك بالأثار؟

مذ كنت في المتوسطة والاعدادية و الأثار تشغلني وبدأت الرحلة عندما قبلت في خقسم الآثار، تشغلني أخبار الأمم القديمة وغرائبها وعجائبها ولعل حضرة الاهرام وشعوب الآنكا و الحضارة في بيرو و المكسيك لذلك عشقت الماضي بكل غرابته وعظمته و اسراره كل الأخبار والتقارير عن الأمم الماضية شدتني، لذلك رغبتي في الأثار كبيرة وقد تحققت حين قبلت في جامعة بغداد /قسم الآثار في العام 1995/1996 وكان هذا القسم هو الأقرب لروحي ولنفسي التي تعشق كل عريق شدني ذلك الزمن فكنت أتخيل نفسي أعمل و اتنقل وأعيش فيه و أكثر ما شدني في ذلك الزمن هو الابداع و الطموح و حبهم لأرضهم و حبهم إلى طين بلدهم وبحثهم عن الخلود فلم يسعوا إلى تخليد أنفسهم بقدر ما سعوا إلى تخليد بلدهم وأعمالهم التي خلدتهم.

* ماذا تطمح أن تحقق في هذا المجال؟

لدي الكثير من الأمور التي أطمح إلى تحقيقها سيما أن هذا البلد يمثل طفولة العالم و أبوته بداية الاشياء كما تقول إليزابيث ستون أستاذة الآثار في جامعة ستون بنيويورك (إن العراق جدة العالم ونحن جميعا شرق العالم وغربه احفاد لهذه الجدة) أطمح أن تصبح هذه الآثار معالم سياحية عالمية وأن تصبح مواقع لأقتصاد عظيم للعراق أن يستثمرها أطمح أن تقام بجوارها مدن سياحية عظيمة و أن يسوق لها إعلاميا بشكل احترافي كما في الحضارات الاخرى، حضارتنا مظلومة إعلاميا، وأن تقام نصب تذكارية لعظماء العراق أورنمو وكلكامش وكوديا واشوربانيال و نبوخذ نصر في ساحاتنا ومياديننا ليعرف؛ أطفالنا إن العراق ليس بلد الحروب الحصارات والاحتلالات فقط العراق بلد ابداع بصروحه وعظمائه الذين خطوا اسمائهم بماء الذهب.

 * لو عثرت على آلة الزمن إلى أي زمن تحب أن ن تعود وتعيش فيه؟

لو عاد بي الزمن أو عثرت على آلة الزمن فسأعود إلى العصر السومري بلا شك أختار العصر السومري فهم شعب مترف انا نقبت في عشرات المواقع الأثرية لم أجد لوح أو ختم لجلسة سومرية جلسة طعام أو نقاش أو سواها إلا والآلات الموسيقية ترافقها، شعب يعشق الموسيقى بكل حذافيرها، إذن أي ذوق مترف يمتلكون فضلا عن عشقهم للقوانين فهذا البلد هو من وضع أولى الاصلاحات اروكاجينا وعرف اول القوانين وهو قانون أور القديمة قبل ٤٠٠٠ سنة من الميلاد ويصف السومريون الهمج بإنهم : أولئك الذين لا يسيرون إلا والسلاح بيدهم فهم يكرهون الدم، الشعب مسالم. *

 *أي الشخصيات التاريخية تتمنى أن تقابلها؟

 شخصيات كثيرة أتمنى أن أقابلها وأحاورها حوارا طويل وأولها : كلكامشْ ، أتمنى أن أحاور كلكامش هذا العظيم الذي بكث عن الخلود فوجده في العمل وقال: (لذكر الإنسان عمر ثان) أتمنى أن أجلس معه وافيد من تجربته الحياتية.

 * هل لديك مؤلفات في مجال الاثار؟

 لدي بحوث ومقالات منشورة المجلات العلمية و العالمية الرصينة منها مقالات عن الطب العراقي القديم عن الرعاية الصحية للمرأة في العراق القديم وهو بحث منشور في مجلة الملوية في سامراء كما قمت بتأليف دليل الأثار في محافظة ذي قار وبحث عن حقوق الحيوان في العراق القديم، الفكر الديني والقانوني لحقوق الحيوان في العراق القديم، الفكر الديني والقانوني لحقوق الحيوان في العراق القديم، ولدي بحوث عن طروز الهندسة في العراق القديم وهي موزعة النشر بين المجلات العالمية والعربية والمحلية.

  * كيف تقييم دور وسائل التواصل الاجتماعي وتفاعل الجمهور العراقي معها بالنسبة لمجال الأثار؟

 هو جيد الآن لكن سابقا كان دون الطموح، فقد عانيت كثير في حملات التثقيف حول الأثار لأن هناك من يصفني بالميل والعبادة لمثل هذه التماثيل وهم يسمونها الاصنام وإن السومريين من الاقوام الكافرة بعدها شيئا فشيئا بدأ الناس يتأقلمون ويكتشفون مالم يكونوا يعوفونه وبدؤوا يحبون أثارهم ويبحثون عن معالمها رسالتي هي أن أثقف العالم عن أثارنا أن أوصل لهم رسالة تقول أن العراق وصل إلى أوج الحضارة في تلك العصور و أقدم محاضرات عن في الجامعات العالمية عن حضارتنا في جامعات نيويورك وواشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية، قدمت محاضرات تعرف بتاريخنا في خمس ولايات وكذلك في الصين وقطر والأردن ولبنان كما استاذا محاضر في جامعة القادسية وجامعة الموصل وبغداد والمثنى وذي قار عن دور الأثار القديمة عن الريادة في بلاد ما بين النهرين وتأصيلها كما قدمت وما زلت أقدم هذه المحاضرات التعريفية بحضارتنا في المقاهي والحدائق العامة والميادين والشواع وبرفقة الأطفال الذين أقوم بتبسيط الشرح لهم عن الأثار وتحويل المعلومات الى قصص تتناسب ووعيهم لكي يفهموه بسهولة ويحبوه من أجل نشأ يحب العراق لأني بصراحة أحس بالأسى والأسف أن يعرف الاجانب أكثر منا عن حضارتنا و أن يحبوها ويقيموها أكثر منا فأطفالهم يدرسون الوركاء وآشور وبابل في المدراس والجامعات ولديهم ساحات وميادين باسماء سومرية ورافدينية مثل : ميزوبوتاميا سافرت لما يقارب ال15 دولة كل يعرف إني من العراق ينبهر و يقول لي أنتم موطن القانون الأول المدرسة الأولى والمدرس الأول والمشفى الأولى والحكمة الأولى فالكتابة بدأت من هنا والهندسة بدأت من هنا العراق جدير بأن يقف العالم أجمع له وقفة امتنان فهو أول من أرسل بشعاع المعرفة و أول من أرسل نور العلم

*ما رأيك بمن يقول بوثنية السومريين وسكان الحضارات القديمة في بلاد ما بين النهرين؟

هم أصبحوا جزءا من التاريخ حتى لو كان لهم معبودا آخرا فهي أصبحت أرث لا علاقة لهم بالعقيدة فبعدهم أتت أديان أخرى وأجيال اخرى لا علاقة لهم بها ثانا من قال إنهم لا يعبدون الله لا نستطيع أثبات ذلك فأحد النصوص السومرية يقول: إنهم يصلون بلسان واحد لإله واحد) كما يقول صموائيل حكرمل هذا النص يكفي لنقول أن العراقيين الآوائل كانوا موحدين و أنا أؤمن بهذا الشيء فهم يذهبون الى المعبد لعبادة هذا الإله مرة يسموه مردوخ ومرة يسموه انليل ومرة يسموه انكي ومرة أخرى الله جل جلاله لكن العفيدة واحدة برأيي هي عقيدة واحدة ربما أختلاف الترجمة واخطاوها جعلتنا نعتقد بوجود أكثر من إله عند القدماء لكن في الحقيقة هي اسماء لإله واحد أو هي اسماء للملائكة مثل اسم وهو كبير الآلهة وله تسعة وتسعين اسما تتطابق مع أسماء لله الحسنى جل جلاله

* على قبر من من الأثاريين تضع باقة من الورد؟

 أضع الورد على قبور كل الأثاريين الاجانب والعراقيين وأكثر شخص أتمنى أن أضع له باقة ورد هو استاذي طه باقر، فالاثاريين العراقيين يبذلون جودا كبيرة وخبراتهم غاية في الأهمية والفرادة سيما الجيل القديم فهم علماء على مستوى عال مثل فوزي رشيد و طه باقر وفاضل عبد الواحد، و الكثير الكثير تقي الدباغ، بهنام ابو الصوف، فؤاد سفر، على مستوى عالمي أسأل الله أن يرحم الأموات منهم ويطيل بعمر الاحياء ولكن ما ينقصنا الآن هو التقنيات الحديثة المستخدمة في التنقيب أما الفكر العراقي والتنقيب العراقي فهو عال مستوى عال لا تشبه شائبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى