أدب

النمل والسكر.. قصة قصيرة

د. أحمد حسين عثمان | مصر
هناك في وسط المدنية يجلس ملك على عرشه .كان  جواد اليدين مرسلها ،وفي أسفل القصر صومعة كبيرة أبرز ما فيها أكوام السكر  التي لا تضن على  طالبيها .حتى نمل القصر لم يكن يختزن في الشتاء البارد إلا ما يكفيه لموسم الصيف .
مع حلول الشمس المحرقة خرجت جموع النمل تهرول نحو الصومعة وهي متأكدة أنها لا تزال تكتظ بالسكر  ،فاغرى هذا الوهم بعضهم بالتكاسل ريثما ينتهي الجوعى من أخذ حصتهم ،
لكن حدث ما لم يتوقعه أحد فالصومعة خالية حتى من بقايا السكر المتناثر في الجوانب . زاد الضجيج:
أحدهم : نحن لم نخزن سوى ما يكفينا لموسم الشتاء
والثاني : كيف حدث ذلك دون إنظار مسبق.
والثالث: إننا لا نسمع صوت الملك .
لم يوقف ذاك الضجيج إلا صوت قعقعة أقدام  غليظة ، ترتدي أحذية كبيرة ، وقال واحد منهم  في صوت حاد:
الحمد لله  مات ملك القصر وعلينا أن نفتح النوافذ للحرية
فقالت نملة بصوت ضعيف : أين السكر ؟!!
فردد الرجل الغليظ : للحرية ثمن  ،فإما الطعام وإما الحرية .
فحوقلت جموع النمل وتفرقت في الطرقات تبحث عن مصيرها
وحتى هذه اللحظة لم تجد الحرية أو حبات السكر، كل ما وجدوه جسورا منثورة على الطرقات تقودهم للقبور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى