طلاق ثلاث بين موريتانيا وكورونا

د. يحيى عبد الله | أكاديمي موريتاني

طلاق الثلاث بين موريتانيا وكورونا:
في زمن يسر انتشرت جائحة عاليمة مخلفة أضرارا نفسية واجتماعية واقتصادية وسياسية في مستويات عدة ما جعل حديث الناس وتمتماتهم ولقاءاتهم المتباعدة يطبعها غالبا مجريات كورونا لتكاثر أخباره وتوالدها ما جعلها تفوق في ظني عدد جينيات الفيروس المنتشر والمخيف.
إلا أن تناول الناس في لكل جديد يختلف من بيئة لأخرى ومن مجتمع لغيره وهنا كان المجتمع الموريتاني بطبيعته العفوية واستصحابه لبقايا الصحراء البدوية مذاقا آخرا لآخبار كورونا حيث انطبعت الأمور بطابع الشعر المحلي والتغزل في بعض الأحيان ما ولد جانبا من الفكاهة والتسلية في ظل الخوف المرير ولم يكن ذلك إلا نوعا من التزاوج والتداخل بين المجتمع وما يسمعه من اخبار هنا وهنالك عن حديث الساعة.
إلا أن الحالة هذه لم تدم ردحا من الزمن حيث المشاغل معطلة والمصالح متوقفة والآذان تصطك بالتحذير والترهيب من كورونا ما جعله عدوا الكل ومبغوضه المطلَّق طلاقا عاديا.
فلم تؤل حكومة جهدا في مراجعة أسباب الطلاق مع كورونا حيث سلكت في ذلك إغلاق المنافذ والحدود برها وجوها في سابقة مبكرة مانعة بذلك انتقال الفيروس إليها عبر القادمين والمسافرين ما جعل جزئا من المجتمع يعلق في المنافذ وتم إلغاء التجمعات والجمعات لتقي من خلال هذه الإجراءات انتقال العدوى والفيروسات وكل ذلك في إشارة تمهيدية ليظل الوضع تحت السيطرة ويتم بذلك إعلان خلو موريتانيا من حالات مكتشفة الإصابة حسب البيان المختص وهو ما جعل البلاد تستعد لفك بعض الإجراءات الضرورية المتخذة سلفا في مواجهة كورونا وهنا تبدأ مرحلة الطلاق بشكل نهائي
بين تلجمهورية الإسلامية الموريتانية وجاحة كورونا متمثلة في السيطرة على الموجود وإغلاق الحدود فلا موريتانيا تستحق كورونا.
حفظ الله الجميع وبارك فيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى