محاربة التغيير في القناة الأمازيغية: لمصلحة من؟
محمد بلال
أصبح من المألوف أن تنطلق، بعد إعلان نتائج طلبات العروض في القطب العمومي للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، موجة انتقادات ونقاشات يتغير ايقاعها وحدتها حسب طبيعة المتدخلين في هذا النقاش ودوافعه.
كما عهدنا في نفس السياق أن ترتفع حدة الانتقاد لبرامج رمضان التي لا تكاد ترضي أي أحد، بسبب اختلاف الأذواق والمرجعيات. لكن هذه السنة عرفت تحولا جديدا في منحى النقاش وخلفياته، خاصة بالنسبة للقناة الثامنة الأمازيغية التي نالت حظا وافرا من النقد والهجوم المجاني الذي تحكمه خلفيات مغايرة.
لنبدأ القضية من بدايتها لكي يفهم القارئ ما يحدث بالضبط، فمنذ أن تغيرت قيادة القناة وتم تعيين مدير جديد من صلب العاملين بالقناة والاذاعة الامازيغية وعارف بكواليسها، السيد عبدالله الطالب علي بديلا للسيد محمد مماد، قرر المدير الجديد كسر الاحتكار الذي كانت تعرفه القناة على مستوى بعض البرامج سواء الرمضانية وفق طلبات عروض أو التي يتم التمديد لها خارج طلبات العروض، وأصر على تنويع شبكة المستفيدين من طلبات العروض وخاصة إعطاء الفرصة للمقاولات الشابة حتى تبرهن على فعاليتها وقدرتها وتضخ دماء جديدة في الأعمال التي يتم تقديمها، خدمة للقارئ وتفعيلا للمبادرة الملكية في تشجيع المقاولات الشابة، وقد وافقت عليه لجنة الانتقاء على مقترحات مدير القناة الأمازيغية وانخرطت بدورها في حملة التشبيب والتنويع وتشجيع المبادرات الشابة من أجل النهوض بالقطاع على المستوى التقني والفني والابداعي. وهو ما تجسد في نتائج طلبات العروض.
لكن ما حدث هو أن شبكة المستفيدين من ريع البرامج السابقة بادروا إلى توجيه أصبع الاتهام لمدير القناة ولجنة الانتقاء، مشككين في مصداقية قرارات الانتقاء، رغم ان الجميع نوه بقيام القناة في شخص مديرها الجديد بإعطاء الفرصة للمرة الأولى لشركات ناشئة قدمت بالفعل أعمالا ناجحة، وهو ما كسر هيمنة شركات معينة لسنوات عديدة على الفضاء السمعي البصري للقناة الأمازيغية.
الحملة المسعورة ضد القناة الامازيغية ومديرها الجديد، ومن خلفها لجنة انتقاء البرامج، ليس في الحقيقة إلا محاولة لوضع العصا في عجلة التغيير، لأن أذناب الفساد داخل القناة ومحيطها من المتعاملين معهم، يرون بأن هذا التغيير يشكل خطرا على مصالحهم، ولعل الدعم اللامشروط للمدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، للحملة الاصلاحية التي يقوم بها الطالب علي مدير القناة الأمازيغية، ليس إلا دليلا على رغبة المدير العام في تنقية فضاء القناة الأمازيغية من الفساد والمفسدين الذي توغلوا في دواليبها وكونوا شبكة مناهضة لكل إصلاح.
الحملة ضد القناة الأمازيغية جعجعة بلا طحين لأنها تؤكد بأن ما يقوم الطالب علي مدير القناة، هو الصواب وأنه فعلا وضع يده ف يعش دبابير الفساد ومن المنطقي أن يجندوا كل أذيالهم وأتباعهم لمهاجمته لكن القاعدة المنطقية تقول بأنه لا يصح إلا الصحيح وستبدي الأيام كثيرا مما خفي. ولنا عودة للموضوع .
وشوم الذاكرة باكورة محي الدين الوكيلي
عن مطابع الرباط نت، صدر للكاتب محي الدين الوكيلي مجموعة قصصية تحت عنوان “وشوم الذاكرة”.
الكتاب يقع في 135 صفحة من الحجم المتوسط و يشمل 38 قصة قصيرة مع تقديم للمجموعة القصصية قام به الطبيب الروائي عبد النور مزين.
و يصنف الكاتب مجموعته القصصية كمزيج بين السيرة الذاتية و القصة القصيرة حيث تتميز المجموعة القصصية بكونها مجموعة من القصص القصيرة التي تجد منطلقا لها محطات فارقة من حياة الكاتب سلط عليها الضوء من خلال اعتماد اسلوب حكي يعتمد على معجم لغوي متداول و حكي بطيء يعطي كثيرا من الإهتمام للتفاصيل الصغيرة.
للإشارة فقد سبق للكاتب محي الدين الوكيلي أن نشر مجموعة من القصص القصيرة على صفحات بعض الجرائد الورقية و الإلكترونية على مستوى المغرب و كذلك بعض الجرائد العربية.
ينتمي الوكيلي محي الدين إلى عالم القصة القصيرة التي يعتبر أنها تتماشى و مشروعه في الكتابة خصوصا و أن أغلب كتاباته تحاول أن تسلط الضوء على التفاصيل الصغيرة التي لا يعيرها الإنسان اهتماما بالمقابل يرى الكاتب أن لها تأثيرا كبيرا على الحياة الفردية و المجتمعية.
تجدر الإشارة أن الوكيلي محي الدين و بالإضافة لاهتماماته الأدبية فهو فاعل جمعوي و مختص في الهندسة الإجتماعية.