مجتلى النور
شعر : هلال السيابي| عُمان
دبلوماسي عُماني سابق
خذا بي على هذا الصراط الممهد
ولا تنيا، إن الخطوب بمرصد !
***
وحثا إليها السير دون هوادة
لعمركما أو تشهدا خير مشهد!
***
لنلمس من ذاك الحمى جذوة الهوى
بوادي طُوى تحتَ المقام المُمَرٌَد
***
فإنٌَ وراءَ الضَْفتَينِ أكلة
مُمَنٌَعةُُ من كلٌّ أحورَ أغيَد
***
فثمة رايات الهيولى منيفة
مُشيٌَدةُُ فوقَ الجلال المُشيٌَد
***
تضيء لعين المبصرين، وإنما
أشعٌَتُها تهدي لها كل مهتد
***
بحيثُ يكِلٌُ الطرفُ أو يقِفُ النٌُهى
جلالاً لذيٌَاكَ الطٌّرافِ المعمٌَد
***
وحيثُ تبوحُ النٌَفسُ مالم تَبح به
وتلمَسً ما لم تبصر العين من يد!
***
فثمٌَ خيامُ العزٌّ مورقةُ السٌَنا
على أنٌَها من لؤلؤ و زَبرْجَد
***
تَجلٌَت بعالٍٍ من سناها مجلٌَلٍ
وسالت بألطافِ المقام المُمَجٌَد
***
فلو أبصَرَتها العينُ رنٌَحها الضٌَيا
و أدمى كلاها أن ترِفٌَ بمَورِد
***
حقائق لمٌَا تدركِ الطٌَرفُ كنهَهَا
ولو أنٌَها مثل الضٌّيا المُتَوَقٌّد
***
وثمةٌَ من أنوارِ أحمدَ مشهدُُ
يقصٌّرُ عنه في الهوى كلٌُ مشهد
***
من الملإ الأعلى عليهِ أعنٌَة
تطاردُ عن ألاٌَفِه كلٌَ مَطرَد
***
وتًحرٍسُه من كل من يكن له بأهل،
وترعى كلٌَ أروعَ أصيَد
***
فما كلٌُ من قد راح يوما أو اغتدى
بمزدلف نحو المقام المؤيد
***
ولا سَُيما والفرقدانِ حدودُه
وأبناؤه – يا للهدى – كلٌُ فَرْقد
***
وثمَْةَ للرٌُسل الكرامِ مقاصِرُُ
من العزٌّ لم تُفتًح لمَن لَم يُسَدٌَد!
***
يلوحُ على آفاقِها كلٌُ أروعٍ
ويُشرِقُ من ساحاتِها كلٌُ أصيَد
***
بَهاليلُ، أمٌَا نورُهم فمتَمَْم
وأمٌَا شَذاهُم فهوَ كالعَنبرِ النٌَِدي
***
صحابُُ، وأنصارُُ، تلوحُ بروقُهم
مولهةً منهم بطهرٍ ومَحتد!
***
من النفر الغر الألى رمقتهم
عيون الإله من مَسودٍ وسيٌّد
***
فيا هلْ لنفسي أن تفيءَ لنَحوِهِ
وتشهدَ من أنوارهِ نورَ أحمد
***
وهلاٌَ لنفسي أن تبوءَ بمثلِه
ولمٌَا تزلْ تحتَ الرٌّغام المُحَدٌَد
***
ولمٌَا تزلْ من طَبعِها تحتَ ظُلٌَةٍ
مٌسدٌَدة المَرمى بِسْهمٍ مُسدٌَد
***
ودونَ مقاماتِ العُلى مَطلعُ السٌُها
على أنٌَها أدنى من الكفٌّ لليَد!
***
فكمْ سائرِ بالأرضِ وهوَ على السٌَما
يروحُ بزاهٍ من ذُراها ويَغتدي
***
تَرى ضوأه والشٌَمسُ في حُجُرِاتِها
فيكسفها منه بأنورَ أمجد
***
وثمٌَ مَقاماتُُ مُمنٌَعة الحِمَى
يمورُ سناها بالسٌَماءِ الممدٌَد
***
رعاها من “الصٌدٌّيق” بعدَ “محمد”
ومن “عُمَر” أسمى جَلالٍ وأسعد
***
ولما تزل وَضَاءٌَةً مُطمئٌّنةً
يَسيرُ اليها في الدٌُجَى كلٌُ أرشد
***
تلوحُ لعينِ القَاصِدينَ منارةً
وتسطع نُوراً بين قَصدٍ ومَقصَد!
***
كأنٌَ بها ممن يحاول أمرها
نفوراً ، فلا ترنو لمن لم يُجدٌّد!
***
على أنٌَها هيمانةُُ مشرئبةٌُ
لكلٌّ فتى ماضي العزيمةِ أيٌّد
***
خليليٌَ لو أنَْ الهوى طوعُ أصبعي
لبتٌُ بوادٍ كاللًٌجين المنُضٌَد
***
أسيرُ كما سارَ الهداةُ إلى التٌي
إليها دعا الدٌَاعي ولم أتردٌَد!
***
أشيدُ بوادي النيٌَرينٍ منازلي
وأبني بساحٍ الفرقدين تفردي
***
وأحملٍ سيفي مُعلَماً، ومجنَْتي
لأدفعَ عنٌّي كلٌَ عادٍ ومُعتَد
***
فلا بد للساري بمشتجر القنا
وعرض الشرى -ياذا الهدى- من مهند!
***
دِلاصي دِلاصُُ لا يتاحُ لبائسٍِ
وسَيفيَ لم يُحمَل بكفٍ ولا يَد
***
ولكن بميراثٍ النبٌَيينَ يُنتَضى
غداةَ زحامِ المسبكّْر المُعَربِد
***
ولكن أنٌَى للكسيرِ بمنُيةِِ
معلٌَقة فوق السٌّماك المٌشيٌَد!
***
وماهو إلا الحلم يفرضه الهوى
وإن كان أسمى م الثريا وأبعد!
***
رويدكِ نفسي كيف لي بذُرَى السُْها
ولمٌَا أزل مثلَ البعيرِ المُصَفٌَد
***
ينازِعُني وَجدِي إذا اللٌَيلُ جَنٌَني
وأصبِح مَثنياً على ضَحوةِ الغَد
***
وهل تُدرَكُ الغاياتُ، أو تُورِقُ المنى
سوى لصليبِ العُود طلٌَاعِ أنجُد
***
عفاء على الدنيا اذا هيَ لم تُضىء
لعيني بإشراقِ الكمال المؤبٌَد!
______
١٠ من ذي القعدة ١٤٤٥ هجرية – ١٨ من مايو ٢٠٢٤