أدب

يراع المغْرور والْممْحاة الفقيرة

قصة قصيرة

الكاتبة: رسل العبيدي| العراق

في يَوْم مِن الأيَّام اِلتقَى يراع والْممْحاة فِي دار حِكْمَة قَالَت الممْحاة: مَا أُبهاك أيها اليراع الجميل.
– قال اليراع: لماذا؟
– قالت الممحاة: لأنّك تدقن التعبير أَتمَنى أن أكون مثْلك. أنَا أَجمَل مِنْك ولن تَكُون مَثلِي فِي يَوْم مِن الأيَّام، أنَا مَرغُوب لَدى اَلجمِيع ومتوَفِّر فِي الأسْواق بِجميع الألْوان، أَمَّا أَنْت يَا مِمحَاة متَكُونة بِشَكل واحد.
– قَالَت مِمحَاة: أَنْت مَغرُور يا يراع وشكْلك شَكْل المسْطرة سُمعَت المسْطرة اِسمهَا وجاءتْ مُسْرِعة.
– قالت المسطرة: أنَا غضْبانة مِنْكِ يَا مِمْحاة- على الأقَلِّ- لَدى أَشكَال هَندسِية مُنَوعَة ومختلفة تمامًا.
– قَالَت الممْحاة: أَنتُما أشد حقدًا أنا شَكلِي كُرَوي ومدوَّر وَتَكوَّن مَعِي زخْرفَةً.-
– قال اليراع: أَسمَعي يَا مِمحَاة لا تُقْنِعي نَفسَك لا أحد يحبكِ والناس لا تقترب منكِ نَزلَت الدموع من عيناها وهمت بالخروج لِماذَا النَّاس لَا تَقتَرِب مِنِّي؟.
جاء حِكْمَة توقفي لا تَبكِي يَا مِمحَاة النَّاس تَكتُب بِهَذا اليراع وتتْرك بصماتهَا قد تَكُون صَائِبة أو خَائِبة أن كَانَت صَابِئة تَركَت أَثرَها وأنَّ كَانَت خَائِبة تَحْتاج إِلى الممْحاة مِن أَجْل أن تُمْحيها. والنَّاس تَمسُّك المسْطرة وقد تُخْطِئ فِي الرَّسْم والتَّخْطيط وَتقَع فِي الخطأ أَيْضًا، لِذَلك كُلٌّ وَاحِد مِنَّا يَحْتاج الآخر وَضحِك الجميع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى