آدابُ الوليمة
نرجس عمران | سورية
في تمامِ ساعةِ الهجر
جَلسنا حولَ مائدةِ الحُبّ
على شرفِ الأيّام
تقاسمنا رغيفَ الأشوَاق
لقمةَ فرحةٍ
لقمةَ غصَّةٍ
وأيّضًا احتسينا
شاي الذِّكريات
تبادلنا الأكوابَ بعبثيةٍ تارة ً
وعلى ميلة القلبِ تارةً أخرى
قادنا صوتُ فيروز
في موكب الرُّجوع
إلى حيث البدايات
يُخالُ لي أنَّ الزَّمن
واقفٌ على قدمٍ واحدةٍ
في لحظةِ الصَّفا هذه
وأنَّ الهوُّة جداً عميقةٌ
بين ماضِيه وغَدِهِ
وسَاقُه هذه قد سرى فيها
خَدَرُ اليأسِ
كنا نعومٌ كأمواجٍ
على بحر السَّعادة
وكم حلقتْ بنا أجنحةُ الأمان ؟!
وكم اعترضَتْنا غيومُ حسدٍ وغِيرةٍ ؟!
وكنا بفضلِ جسرٍ من وفاء
نصلُ سويَّا
إلى مفرقِ البقاء
على نافذةِ هذه اللحظة
المطلَّة على عالم ٍ
ضَبابيُ اللون
هُلاميُ الملامح
وقف عصفورُ المبادىء
يراقبُ آداب َالوليّمة
وكيف أن َّيده الغارقة
بزيت الحنان ؟!
ناولتي
لقمةً
من حلاوة الرُّوح
فاضطربتْ مشاعري
على حين غرَّة
ودبَّتِ الحياة
فيها وكأنَّها بُعثتْ من جديد
لم أعرفني حينها !
فأنا لم يسبقْ لي أن
رأيتني سعيدةً هكذا
نظرتُ إلى مرآتي
رأيتُ وجهاً مُشرقاً
يشعُ احمراره حروفاً
مفادها الخجل
أسرعتْ يَدِيَّ إلى يَدِهِ
أمسكتْها ضَمتْها
هناك دفءْ اتقد في صدري حينها
تركتُ يده
وهرعتْ يدي إلى
يدي الأخرى قرصتْها
فصرختُ من شدّة الألم
ومن شدّة ألمي استيقظتُ
بحثتُ عنه
عن الوليّمة
عن المرآة
لم أجد إلَّا أثار سعادةٍ مارقة
تكاد تتلاشى
وقد أصابتْها خيبةُ الأحلام
هي ساعةُ اللقاء
ساعةُ الهجر
وفي كلتا الحالتين
كانت ساعةً ناطقةً بالجنون
وكم راقني ؟!
فأعِدْهُ لي وأدِمْهُ
يا هاجري