مقال

الفنان محمد رمضان في معرض الكتاب

بقلم: علي جبار عطية
كمؤذنٍ في مالطا كانت زيارة الممثل والمغني محمد رمضان لمعرض الكتاب الدولي بالرباط في دورته التاسعة والعشرين وأحدثت ضجةً عند المؤيدين والمناوئين له.
أما المؤيدون لمحمد رمضان فرأوا أنَّ هذه الزيارة تشير إلى أهمية الكتاب عند هذا الفنان الأكثر تأثيراً في الوسط الفني حالياً خاصةً بعد رحيل عمالقة الفن المصري في عصره الذهبي الذين واكبوا السينما المصرية من زمن أفلام الأبيض والأسود وحتى أفلام الذكاء الاصطناعي فضلاً عن أنَّ في هذه الزيارة اعترافاً صريحاً بدور معارض الكتب في التواصل الثقافي والمعرفي وإعادة الاعتبار للكتاب الورقي .
أما المناوئون له فيرون أنَّ المسألة لا تعدو أن تكون دعايةً متفقاً عليها للمعرض وللجناح المصري تحديداً، وقد تحدث بهذا الشأن الكاتب المغربي عبد العزيز كوكاس صاحب رواية (في حضرة الإمبراطور المعظم كوفيد التاسع عشر) إلى جريدة (آشكاين) المغربية قائلاً :(لا نريد أن تتم سرقة لحظة المعرض ونحولها إلى مجال فرجوي واستعراضي ونستقدم إليها وجوهاً تزكي ثقافة البهرجة، خارج مجال المعرض الدولي للكتاب). مضيفاً (أنَّ هذه الفئة من الفنانين لهم العديد من المهرجانات لا يشاركهم فيها لا الكُتاب ولا المثقفون ولا غيرهم) ، مشيراً إلى (أنَّ الأسماء التي وقع عليها الاختيار بين هؤلاء الفنانين تحمل بعداً تجارياً تسويقياً) .
واستدرك قائلاً: (لا يعني أننا ضد الفن، لسنا ضد محمد رمضان أو أي فنان، لكن يجب أن نجعل لكل مجال اختصاصه، وأن يبقى معرض الكتاب في مجال اختصاصه وهو مجال الثقافة).
أما محمد رمضان فقد نشر الجمعة الماضية، على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي (إنستغرام) و(فيسبوك) و(X) خبراً عن مشاركته في مهرجان (موازين) أكبر مهرجان موسيقي أفريقي في المغرب، مشدداً حسب موقع (إيلاف) على أهمية الثقافة بوصفها العمود الفقري الذي يسهم في نهوض الشعوب، كما عبر عن سعادته بزيارة معرض الرباط والإقبال الكبير الذي يعرفه من قبل الشباب، الشيء الذي يؤكد حرصهم على القراءة، مضيفاً أنَّه فخور بالشعب المغربي، وحرصه على القراءة والثقافة. كما وجه نصائح للشباب، تتمثل في دعوتهم إلى الاهتمام بصحتهم والابتعاد عن أي شيء مضر بها، كالسجائر، والاهتمام بالرياضة والصلاة، ثمَّ الثقافة بوصفها هي التي تعلي من نسبة الإدراك، وتساعد على النهوض وتحقيق الطموحات.
يُوصف محمد رمضان بـ(الملك) و(البرنس) و(العمدة) و(الأسطورة) و(نمبر ون) نسبةً إلى عناوين بعض أعماله الفنية، وهو ممثل ومغنٍ من أصل سوداني من مواليد سنة ١٩٨٨بمحافظة قنا بمصر .
كان صعوده الصاروخي مثار اهتمام الكثيرين ،حتى وُصف بـ(الظاهرة الفنية) وبدا للمختصين أنَّه يقلد الفنان أحمد زكي، وهو لم ينكر ذلك فقد عده سنة ٢٠٠٤ مثله الأعلى، ومنهم مَن فسر الصعود لموهبة الفنان، ونجاحه في تسويق نفسه حتى لو كان ذلك على حساب مصير الآخرين فقد تسبب قبل أربع سنوات بتحطيم مستقبل طيار مصري شهير مما أدى إلى وفاته كمداً وحزناً. وفي تفصيل الحادثة أنَّ محمد رمضان استغل ذهاب مساعد الكابتن الطيار أشرف أبو اليسر إلى دورة المياه، فاتجه محمد رمضان إلى مقعده، وطلب من الطيار أبو اليسر التقاط صور تذكارية من أجل أولاده؛ لكنَّه بث ما صوره في ما بعد ضمن أغنية ؛ مما تسبب في إيقاف أبو اليسر من عمله،وسُحبت منه رخصة مزاولة المهنة مدى الحياة؛ لانتهاكه معايير السلامة أثناء الطيران، وتعرض لأزمة قلبية تسببت في احتجازه داخل الرعاية المركزة لمدة تقارب شهر حصل بعدها على حكم قضائي ضد محمد رمضان تلزمه بتعويضه مبلغاً قدره ستة ملايين جنيه مصري (٣٨٢ ألف دولار أمريكي) لكنه توفى بعد الحكم أسابيع، وصار مبلغ التعويض من حصة الورثة !
كما يُتهم محمد رمضان بتقديم أعمال هابطة، وإشاعة مفاهيم العنف والانحراف والشقاوة.
دافع محمد رمضان عن نفسه في مقابلة تلفزيونية فقال إنَّه بسبب تمثيله لدور (البلطجي) أكثر من مرة، اتهمه بعضهم بأنَْه كذلك في الحياة الواقعية. وذكر أنه أبعد ما يكون عن شخصية (عبده موتة) في حياته.
كما عدت الإعلامية لميس الحديدي شخصيته في فلم (عبده موتة) شرارةً غرس ثقافة العنف في الأطفال.
مع كل الضجة التي يُحدثها محمد رمضان أينما حل يحصد المزيد من المتابعين والمعجبين حتى زاد عدد متابعيه على الإنستغرام إلى أكثر من ثلاثين مليون شخص، وعلى الفيس بوك ستة ملايين وعلى اليوتيوب أربعة ملايين، والأرقام مرشحة للزيادة.
والسؤال الذي يطل بعنقه: هل نجحت الاستعانة بمحمد رمضان في معرض الكتاب الدولي بالرباط في الترويج للكتاب المعروض، أم أنَّ هذا المعرض كان سبباً آخر في الترويج للفنان؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى