أدب

دموع الذكريات (٥)

شرين خليل| المنصورة مصر

لم أكن أعلم أن هذه الزيارة ستتغير حياتي وتأخذني إلى عالم آخر .. لم أتوقع أنني سأبدأ حياة جديدة.. عندما دخلت عند صديقتي وجدت عندها رجل وامرأة .
شعرت بالخجل وقررت الخروج وأن أعود لزيارتها مرة أخرى ولكنها رفضت وأخبرتني أنهم أقاربها وجلست معهم جلسة تعارف.
وأثار فضولهم ملابسي السوداء فأنا أرتدي ملابس الحداد على زوجي .. سألتني المرأة عن سر ارتدائي هذه الملابس وأنا في هذا السن الصغير .. أخبرتها بوفاة زوجي.. وانتهت الزيارة وبعد عدة أيام طلبت مني صديقتي أن تقابلني لأمر ضروري وكان هذا الأمر هو أن قريبها يريد الارتباط بي وما دفعني للإهتمام بهذا الموضوع هو أنه سيسافر إلى المملكة العربية السعودية..
أيقنت وقتها أنه قد حان وقت الفرار من زوجة أبي ومن هذه الحياة المرهقة .. رحبت زوجة أبي بالموضوع وفرحت بشدة أما أبي فالحزن يبدو عليه فلقد اعتاد على وجودي أنا وابنتي يستأنس بنا ويجد فينا الراحة والملاذ من الخلافات المستمرة مع زوجته..
وتم عقد القران وبدأت في تجهيز أوراق السفر وأول خطوة هي إضافة ابنتي على جواز السفر فأنا لا أستطيع السفر بدونها وللأسف الشديد جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن فلابد من موافقة ولي الأمر لسفر ابنتي وولي الأمر هنا العم أو الجد واشتعلت الحرب بيني وبينهم .
أرسلوا لي تهديدات بأنهم لن يتركوا ابنتهم .. وجدت نفسي في دائرة مغلقة تدور بي وكأنها رُحى تطحن قلبي وتقتل أفراحي .. كأنني في بحر عالي الأمواج كلما حاولت الخروج إلى الشاطئ  ألقى بي الموج مرة أخرى في ظلمات البحر.. فلولا عقد القران لكنت رفضت الزواج وبشكل نهائي. لذا اتفقت مع زوجي أن أسافر له وقت أداء الحج فقط.
سافرت وعُدت مسرعة من أجل ابنتي وطلب مني أن أسافر أكثر من مرة وكنت أرفض بسبب ابنتي ولولا وجود طفل في أحشائي لما استمر هذا الزواج. واستمرت الخلافات بيننا طيلة وجوده في الخارج ورجع بعد عامين وبدأ في إلقاء اللوم عليّ ويقول لي أنني السبب في تركه للعمل وانقطاع مصدر رزقه ..
أما ابنتي ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى