أدب

شاهد عبدالرزاق الربيعي في ورقة مدسوسة في كتاب حرب البسوس

 

لِمَ لا تُصالحْ يا أخي؟
لِمَ لا تُصالحْ؟
وكليبُ مدّ الى البَسُوسِ
يدا يصافحْ
صالحْ فإنّ الوقتَ جارح
وإذا أدارَ لك الرفاقُ ظهورَهم
ومضوا
إلى هشٍّ سواكَ
فمن مكانِك لا تبارحْ
وإذا علتْ لغةُ الخصامِ
على الكلامِ
ومزّقوا الصورَ القديمةَ
نظّفوا الشاشاتِ
من عينيك
وابتدأوا الحصارَ
عليكَ
وانهالوا
على الماضي
بأنيابِ الجوارحْ
ورموكَ
في بئرِ السفاهَةِ
والتفاهةِ
تقضمُ الباقي من الأيامِ
محظورا
ومنبوذا
فليس سواكَ
في الدنيا يسامحْ
وإذا هجوكَ فلا تردّ
ولا تنافحْ
صالحْ
فهذا عالمٌ
من أول التكوين
أول نفخة في الطين
حتى آخر التكوين
يا مسكين
تحكمُه المصالحْ
صالحْ
ودعْ عنك الضميرَ
إلى الجحيمِ
وسرْ معي
في رحلةِ الإذلالِ
واقطعْ
راشدا
دربَ السقوطِ
بلا كوابحْ
صالحْ أخي
لِمَ لا تُصالحْ؟
حتى إذا ما سدّدوا الطعناتِ
للأمواتِ
لا ضيرٌ
فهم موتى
ولا تحزنْ على الأحياءِ
لا تعبأً بأطفالٍ يشرّدهم
إلى الفقدانِ أولادُ الأفاعي
فالنساءُ هناك
ولّادات
بل لا وقت
حين يزغردُ البارودُ
في الجلّى
لأحزانِ الثكالى والنوائحْ
صالحْ أخي
لِمَ لا تُصالحْ؟
وتظلّ طعنةُ يوسف الصدّيق
في سِفْر الأخوّة لعنةً
والجرمُ فادحْ
صافحْ
وإن جنحوا لها
فاجنحْ إلى السلمِ العضوضِ
لتربحَ العيشَ الرغيدَ
وهل لنا في الحربِ يا خسران رابح؟
صالحْ
ودعْ ما أوصتِ الأجيالُ
للأجيالِ
أنّ دمَ المهلهلِ
لم يزلْ لليومِ جامحْ
فانهضْ
ولا ترخ الأعنّةَ
من يديكَ هنا
ولا تأوِ إلى جبل
فطوفانُ الدمِ المسفوحِ
كاسحْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى