( لَيليّات )…

أجود مجبل-العراق

أخي أيها الليلُ الذي كم صَحِبْتُه
إلى العالَمِ السُّفليِّ والنورُ ظامِئُ

مَشَينا طريقَ الكشفِ لم تلتفِتْ لنا
خُطانا ، ولم يعبَأْ بنا فيه عابِئُ

هنالكَ للحزنِ المُعَمِّرِ فُتِّحَتْ
كهوفٌ وفُكَّتْ للنحيبِ مَخابِئُ

فقلتُ لكَ : اكتُبْني حضوراً مؤكّداً
فإنّي على الفقدِ المؤزَّرِ ناشِئُ

ومنفايَ هذا الطينُ منذُ افتتاحِه
لذا أنا من طيني لكَ الآنَ لاجِئُ

…………………………

أخي أيها الليلُ الذي ليَ عندَهُ
أحاديثُ غرقى مارَوتْها الشواطِئُ

إلى حزنِهم ياليلُ خُذْني سفينةً
لها في أقاصي اللاهناكَ مَوانِئُ

أتذكُرُنا تلك المحطّاتُ صِبْيَةً؟
وأيلولُ مِن أحلامِنا البِيضِ هازِئُ

أتذكرُ ؟ والحربُ احتفاءُ مدينةٍ
بآثامِها ، والأرملاتُ لآلِئُ

تَقاسمَهُنَّ المؤمنونَ وأجمعوا
على أنَّ أحضانَ الجواري مَرافِئُ

إذا ما اكفهرَّ البحرُ لاذوا بدفئها
وينسَونَها دوماً إذِ البحرُ هادِئُ

…………………………

تَرَفَّقْ بظلّي فهو يا ليلُ شاحبٌ
عليه لأقدامِ الرياحِ مَواطِئُ

هنا سُطِّحَتْ أيامُه ذلك الفتى
وظلَّ به صوتٌ غريبٌ وناتِئُ

به وطنٌ جَمُّ الأغاني ترعرعَتْ
على أرضِه للواعظينَ مَساوِئُ

لديه رصاصٌ مِن حروبٍ قديمةٍ
برَغمِ جليدِ العُمْرِ هاهو دافِئُ

تؤجِّلُ كفّيهِ السماءُ خفيضةً
ومِن تحتِه يغتاظُ رملٌ مُناوِئُ

عشيرةُ أصفارٍ تُنادِمُ وقتَه
ويبكيه عصفورٌ على الحقلِ طارِئُ

يُربّي صِغارَ الغيمِ ثمَّ يُعيرُهم
كتاباً ، لعلّ الماءَ للأرضِ قارِئُ

ويُدهشُه لونُ النهارِ بلَوحةٍ
كما أدهشَ الصحراءَ نهرٌ مُفاجِئُ

تساقطتِ البُلدانُ مِن جَيبِ حُلْمِه
ولمْ يبقَ إلّا صَحوُه المُتواطِئُ
…………………

أخي أيها الليلُ ، اصطحبْني خطيئةً
فكلُّ هواءٍ حولَنا الآنَ خاطِئُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى