أدب

غير المأسوف عليهم -2-

شعر: مصطفى مراد | العراق

أَنَا لَسْتُ مِمَّنْ خِلْتِ قَالَ: وَتَسْمَعُ

أَنَا مَحْضُ عِرْبِيْدٍ يَصُبُّ وَيَكْرَعُ

^^^
هُمُوْمَ ، نِهَايَاتِ الفُرَاتِ وَشِحَّةٍ

تَأسَّى بِهَا الصَّيْهُوْدُ وَالحَرُّ يَلْفَعُ

^^^
أَمُزُّ “ونينَ السُّوگِ ” فِي كُلِّ رَشْفَةٍ

وَانْهَضُ نَحْلَانَاً وَمِنْ ثَمَّ اركَعُ

^^^
وَلَيْلِي يَنُثُّ البُؤْسَ مَا جَاءَ صُبْحُهُ

وَلَم أكُ ارْجُو رَأدَ شَمْسٍ سَتَطلَعُ

^^^
فَكُلِّي تَعَرَّى دُوْنَ أيِّ تَحَفُّظٍ وَلَا

شَيءَ اخْشَى مِنْهُ صِرْتُ وَافْزَعُ

^^^
مَرَتْنِي حُرُوْبُ النَاسِ فِي الأرْضِ

وَانْتَهَى مَصِيْرِي كَغَيْرِي مِنْ أُلُوْفٍ تَبَزَّعُوا

^^^
بِكُلِّ احْتِلَالٍ لَو تَصَفَّحتِ وَجْهَهُ

وَفَصْلٍ مِنَ التَأرِيخِ قَد بِتُّ اخْنَعُ

^^^
وَفِي كُلِّ حِينٍ مَيِّتٌ وَابْنُ مَيِّتٍ

وَكَفُّ يَدُّ الأيَامِ بِالْذُلِّ تَصْفَعُ

^^^
بَقَايَايَ وَالأوْغَادُ لَمَّا تَنَاهَشُوا

رِيَاعِي فَهَافَت هِيَ الآنَ بَلْقَعُ

^^^
أَرَدتُ لَهُم أن لَا يَكُوْنُوا وَخَالَفُوا

فَمَالُوْا عَلَى بَعْضٍ وَهَا هُم تَطَبَّعُوْا

^^^
نَزَفْتُ لَهُم أزكَى الدِمَاءِ وَاسْفَرَت

مَعَالِمُنَا شَرْخَاً فَهَل نَحنُ نَرْقَعُ ؟

^^^
وَطِحتُ وَغَيْرِي مَا رآنِي مُوَفَّقَاً

عَلَى عِلَّةٍ وَالحَالُ بِالْحَالِ يَتْبَعُ

^^^
أخَذتُ مِنَ ” المَاغُوطَ ” مَا لَا يَهُّمُنِي

وَخُنْتُ كَثِيْرَاً وَالتَفَاصِيلُ تَجْمَعُ

^^^
هَنِيئَاً لَهُم هَٰذا وَتَعْسَاً لِغَايَتِي

فَهُم أنْبِيَاءٌ وَالسَّهَارِيُّوْنَ تُبَّعُ

^^^
عُرُوبِيَّةٌ رُوْحِي وَكَونِيَّةٌ اتَت

تُصَارِعُ تَنْوِيهَ المَسَارِ وَتَقْطَعُ

^^^
سُكُونَاً وَفُقْدَانَاً اذَا الوَعيُّ جَاسَهَا

لِذَالِكَ مَجْبُولٌ عَلَى الوَعيِّ ازمَعُ

^^^
بَأنَّ وُجُودي هَا هُنَا قِيمَةٌ لَهُ

وَلَا قِيمَةً يُمهِي الفَرَاغَ وَيَنْزَعُ

^^^
تَسَلَّمْتُ مِيلَادِي مِنَ المَوْتِ آيِسَاً

وَعَن سَأمٍ بِالْرُوحِ مَا عُدتُّ انفَعُ

^^^
بِشَيءٍ وَلَا حَتّى الحَيَاةِ لَفَظْتُهَا

وَازَحُ فِي سَقْفِ الجُحُوْدِ وَاقبَعُ

^^^
وَجِئْتُكِ مِن عَينِ النِهَايَاتِ عُنوَةً

أُخَاطِبُ فِيكِ مَا أُرِيدُ وَاطمَعُ

^^^
بَأكثَرَ مِمَا ظَنُّكِ فِيْهِ شَائِهٌ

وَلَيْتُكِ مِنْ أهْلِ القَبُولِ فَأخْلَعُ

^^^
لَكِ سِرَّ هَٰذا البَوْحِ يَا بِئرَ نِيَّتِي

لَعَلَّكِ يَومَاً تَخضَعِينَ وَاخضَعُ

^^^
أ يَا زَهرَةَ التِّينِ العَجِيبِ وَغُصنَهُ

يَدُّرُ حَلِيبَ التِّينِ مِنهُ وَارضَعُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى