‎رحلةٌ في المجاز…(إلى شهداء ثورة تشرين..)

حسين هليل-العراق

‎سيبحثونَ
‎بلا شكٍ عن المعنى
‎لكي يصيروا مجازيينَ أو أدنى

‎هم الذينَ
‎بنوا للموتِ أضرحةً
‎لتستريحَ بها أرواحنا الحزنى

‎هم صبغةُ الخيرِ
‎لم تهفِتْ ملامحُهمْ
‎كانوا يصلّونَ من أجلِ الذي غنّى

‎هم كلُّ نهرٍ
‎بجسمِ الأرضِ مكتنزٍ
‎قد خانَهم ألفُ عطشانٍ وما خُنّا

‎بالأمسِ
‎كانوا يقيناً للذينَ على
‎أكتافهم حطّ طيرٌ يأكلُ الظنّا

‎كانوا
‎إذا القبحُ ألقى ما لديه على
‎محاسن الناس ألقوا عمرَهم حصْنا

‎حتى إذا اشْتجرتْ
‎في الناس معضلةٌ
‎فتىً تدلّى عليها دونَ أنْ يُحْنى

‎فتأمنُ النفسُ
‎والدنيا تصيرُ فماً
‎مكلّماً عاشقاً بالمحتوى جُنّا

‎هو الفتى وحده
‎فاحْمل فتوّته
‎إنِ اسْتطعتَ إلى تشرينك المضنى

‎في سجنِ تشرين
‎أحرارٌ معلّمُهم
‎عليُّ لمْ يتركوا في عزفِهم لحنا

‎عليُّهم
‎كانَ مفتاحاً وبوصلةً
‎سيفتحونَ إذا شاؤوا به السجنا

‎ويعلنون
‎وصولَ الله بعد دمٍ
‎مُعتّقٍ وزكيٍّ لم يغبْ عنا

‎إلى البلاد
‎الى من كانَ يحملها
‎على يديهِ بحرصٍ قبلَ أنْ يَفنى

‎هو الفتى
‎حاملاً أبوابَ آلهةِ المعنى
‎على رأسهِ كي تدخل المتنا

‎كانَ الوحيد
‎الذي محرابُه بدمي
‎ووحدهُ كانَ قِدّيساً وما كنّا

‎لا تنتظرْ
‎قدماً تجري بصاحبها
‎فقبلكَ انْتظروا أقدامهم قرنا

‎عن وجههِ
‎حدّثتنا ألفُ فاتنةٍ
‎فعدّهُ الحسنُ من أسمائهِ الحسنى

‎ستهجرُ
‎الفرحَ العشبيّ حين ترى
‎إنسَ النبوءةِ في أرجائنا جِنّا

‎وتخبرُ الليلَ
‎عنْ نجمٍ تُخبئهُ
‎في أضلعِ امْرأةٍ مملوءةٍ حزنا

‎فينتهي فجأةً
‎ما كانَ أسودهُ
‎مُهيْمناً في عيونٍ خارجَ المبنى

‎سيخرجُ الآنَ
‎من أعماقِ شاعرةٍ
‎نصٌّ بهِ قبلَ بدءِ الخلقِ آمنّا

‎فلا تكنْ كافراً
‎يا نصفَ رؤيتِهِ
‎ببعدِهِ, ويداً تجتاحهُ طعنا

‎أركض بعينيكَ
‎صوبَ الشمسِ محتفلاً
‎بأهلها, ولْتكنْ من صلبِها إبنا

‎واترك وراءكَ
‎ألواناً بلا شرفٍ
‎وعشْ بلوحةِ أشرافِ الهوى لونا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى