إنحناءة لـ” نزار قبّاني ” في ذكراه

محمد أحمد الأعرج |شاعر سوري

.
دُم للبيان مدى الزمان نزار

…………… والقِ عصاك فكلّهم سحّار ..
دُم للكعاب من القصائد مبدعاً

……….. واسلَم فإنّك للنجوم مدار ..
يا سيّد الشعراء يا وطن الهوى

…….. يا من بشعرك غنّت الأطيار ..
شُعب الحياة إذا عصت ذلّلتها

…………. بعزيمةٍ كالماس لا تنهار ..
تأتيك أطلال الشّقيّ ورسمه

…………….. فتعود زاهيةً به الأفكار ..
يتهافت المسكين مَن سلك الهوى

.. يشكوك ما فعلت به الأقدار ..
يشكو عصيّ الداء في أعماقه

………. تشفيه منك قصيدةٌ وحوار ..
ما إن تغُص إلّا وترجع غانماً

…………. وحصاد جهدك للبديع فخار ..
بحر القوافي هل تراك رشفته

……. حتّى قضى ظمأ لها الشُّعّار ..
ماذا يقول الشعر في ربّانه

……….. أيضيء في عين المهاة فنار .؟
لم يصفُ لي بالشّعر بعدك مبدع

…. سكنت مفاتن نطقه الأبصار ..
إن ينحرالشعراء ألف قصيدة

…………….. فعلى نزارٍ ضعفهنّ نزار ..
أو ينسج الشعراء ألف عباءةٍ

……… فجميعهنّ على الأشمّ قصار ..
مَن أسكر الخمّار في أقداحه

……….. لا الخمر يسكره ولا الخمّار ..
مَن أطرب الألحان في أوتاره

…………….لا البوق يُطربه ولا الزّمّار ..
بالشِّعر مضمار القصائد شعره

………….. ولكم ترجّل فارسٌ ثرثار ..
عذر المشاعر أنّها فوّاحةٌ

…………….. لم تمتلك إخفاءها الأزهار ..
فإذا تعذّرت الفصاحة عذرها

…………….. أنّ العقول يُكمّها الإبهار ..
إن يرتعش قلمي مهابة شاعرٍ

…… من شاعرٍ سجدت له الأقمار ..
بلسانه نطقت مشاعر أمّةٍ .

…………….. وتغزّل العشّاق والسُّمّار ..
في شعره للياسمين مواسمٌ

…………… وخلاخلٌ وقلائدٌ وسوار ..
دُرر الشّآم وتبرها إعجازه

………………. وبصدر بُردته هي الأزرار ..
فيه الشّآم بيادرٌ شعريّةٌ

…………………… وعرائشٌ وزنابقٌ ونُوار ..
ونساؤها أوّاه يقتله الهوى

……………. شهدٌ وخمرٌ والعيون جِرار ..
نار الحنين بشعره لم تنطفي

……. و أُلو الحنين شرابهم مصطار ..
يا سيّد الشعراء مَهْلَكَ إنّنا

………………. بشرٌ وأنت مهابةٌ ووقار ..
يا نبتة الشمس الّتي بقلوبنا

……….. منها العطاء سنابلٌ وثمار ..
تأبى الظّلال فلا تعيش بأرضها

………. إنّ الظّلال لفرعها منشار ..
هل ماردٌ ركب المخاطر دونها

……….. ليقول إنّ عروبتي عشتار ..
إلّاك في زمن الخطابة فارسٌ

………………. ما راعه قلمٌ ولا بتّار ..
فلكم ظهرتَ مدافعاً ومهاجماً

………في موقفٍ عنه الرّجال تواروا ..
لم تُغرِك النّعمى بلذّةِ جاهلٍ

…………….. لم تُثنِك الأنواء والتيّار ..
لم تستكن للظلم يوماً واحداً

………. لم يُعيِك التّرحال والأسفار ..
قلمٌ يجرّد للحميّة سيفها

………. في الحرب حتّى يهدأ الإعصار ..
سحرٌ يسدّد للقلوب عتاده

……….. فتهون دون سهامه الأسوار ..
لليعربيّ دليله بعروبتي

…………………. وجوازه وجناحه الطّيّار ..
للرسم بالكلمات شعرك معرضٌ

…….. يغشى رؤى نقّاده الإكبار..
صورٌ تسرّ النّاظرين بحسنها

………تفشي بها أسرارها الأسرار..
للعبقريّة صحوةٌ سكريّةٌ

……………….. فيها العروبة لوحةٌ وإطار ..
للحسّ والوجدان كَرُّ دائمٌ

………….. فيها وليس من البيان فرار ..
أثريتَ مكتبة العَروض نفائساً

…………….قد زُيِّنَت بحِليّها الأشعار ..
غطّت على كلّ العيوب كأنّها

……………… أمٌّ وكلّ النائمين صغار ..
عضّت على الشفتين حين تخاصموا

.. وبدا على نظراتها استنكار ..
إن ينحرف أحد تصوّب بعده

…………. لكأنّ شعرك عنهمُ استغفار ..
وإذا الحروف تحجّرت برويّهم

………. كَرُمَت بحلية شعرك الأحجار ..
بُح لي بسرٍّ لن أبوح بسرّه

………… فهل استضافك عنده العطّار .؟
قُل لي فكم من شاعرٍ في عصرنا

.. من أجلهم هجَر الغصون كنار .؟
هجَر القصائد سحرها وبريقها

……….. ضاقت بقرصنة البديع بحار ..
فهل الغموض أو الشرود قصائد

……. وهل السّطوع لنفسه تكرار .؟
أيَحار في هدي المنارة مُبحِرٌ .؟

………..قُل لي بربّك إنّني محتار ..
بحُصيّةٍ تصطاد ألف مُجنّحٍ

……………… وبألف خائبةٍ سواك يغار ..
أبمدخل الحمراء كان لقاؤها .؟

…………….. أم أنّه التاريخ والآثار .؟
القلب يخذلني وأنت طبيبه

…………. ألديك للقلب الحزين عقار .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى