أرْجُوْ الشَّفَاعَة، مِنْكَ يَا طَهَ

رهيف حسون-لبنان

فـي كُلِّ أَمْـرِكَ، رَاقِـبِ الله
واقْصِدْ بِمَشْيِكَ، واتَّبِعْ طَهَ

مَاحِي الظَّلامَ، بِهَدْيِهِ اكْتَمَلَتْ
نِعَمُ الحَيَاة، وطابَ سُـقْيَـاهَـا

يَا رَبُّ أَكْـرِمْنَا بِهِ، وأَنِرْ
لِلأمَِّة العَثْرَاءِ، مَسْرَاهَا

صَلَّى عَلَيْكَ الله، مَا فَتِئَتْ
مُـهَـجٌ تَهيُٓم بِذِكْـرِ مَـوْلاهَـا

لَوْلاكَ لانْدَثَرَتْ حَـقيقَتُنَـا
وتَآكَلَ النِّسْيَـانُ ذِكْـرَاهَـا

يَا أيُّهَـا الـمُـضْـنَـى بِـغُـرْبَـتِـهِ
أُنْسُ النُّفُوْسِ، بِهَجْرِ دُنْيَاهَـا

ضَمِّخْ فُؤادَكَ في هَـوَى طه
وانْثُرْ مِنَ العَبَـرَاتِ، أَشْجَاهَا

واخْشَعْ لِذِكْرِ الله، مُنْشَرِحاً
فالنَّفْسُ بِالأذْكَارِ، مَـحْيَـاهَـا

واهْجُرْ مِنَ الأصْوَاتِ، مُنْكَرِهَا
واقْطُفْ مِنَ الكَلِمَـاتِ، أنْـدَاهَـا

واقْنَعْ بِحَظِّكَ في الحَيَاةِ، تَجِـدْ
أَثَـرَ الـحُـبُــوْرِ، عَلـى مُـحَـيَّـاهَـا

وإذَا أتَتْـكَ تَمُـوجُ ضَاحِكَـةً
لا تَمْشِ فَوْقَ الأرْضِ تَيَّاهَا

أَوْ أَدْبَرَتْ، فَانْظُرْ لِـمَيْسَـرَةٍ
فاليُّسْرُ بَعْدَ العُسْرِ سِيْمَاهَا

ولَئِنْ أرَتْكَ الـعَـيْـنُ مَـنْـقَْـصَـةً
في مَنْ سِوَاكَ، فَكُفَّ طَغْوَاهَا

وانْظُرْ لِنَفْسِكَ، أَيَّ مَنْزِلَةٍ
أنْزَلْتَهَا، واعْقِـلْ مَطَايَاهَا

فَوْقَ الصِّـرَاطِ غَداً، تَزلُِّ بِهَا
قَدَمٌ، فبِئْسَ الـوِرْدُ عُـقْبَـاهَا

فالمَرْءُ إنْ كَثُرَتْ مَسَاوِئُـهُ
لَمْ يَلْقَ في الميزَانِ إلَّاهَـا

أوَّاهُ مِمَّا قَدْ جَنَتْهُ يَدِي
في غَيِّهَا، ظُلْمَاً تَغَشَّاهَا

يا رَاحِمَاً رَحَمَـاتُـهُ وَسِـعَـتْ
كلَّ الوُجُودِ، وفَاض َنُعْمَاهَا

يا سَيِّداً عَـنَـتِ الــوُجُــوهُ لَـهُ
مَنْ لم يُطِعْكَ، يَجِئْكَ إكْـرَاهَا

أَعْصِيْكَ تَغْفِرُ زَلَّتي كَرَمـاً
والنَّفْسُ مُوْلَعَةٌ بِشَقْوَاهَـا

أنَا طَامِـعٌ بِـالـعَـفْـوِ مِنْـكَ، وإنْ
ضَلَّتْ خُطايَ، وخَابَ مَسْعَاهَـا

حَسْبِي بِـوَحْـدَانِيَّـةٍ غُرِسَتْ
في القَلْبِ، والإيمَانُ رَوَّاهَـا

إن لَمْ يَكُنْ ليْ شَافِعٌ عَمَلي
أرْجُوْ الشَّفَاعَة، مِنْكَ يَا طَهَ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى