العائدونَ مِنْ تمائمِ الأولاد

سجاد الحجي-العراق بابل

مِثلي …
العائدونَ مِنْ تمائمِ الأولاد
مٍنْ نظراتهم إِلى القُلوبِ
ومِنَ الصّراحةِ إلى أنَاشيدِ الغِناء
ومِثلهُم الزُّهُور
بِهذَا حَدَّثتُها مَساءً وهيَ تنظرُ إلى شَريطِ الذِّكريَات
إِلى ثَوبِ اللّيلِ الأسودِ
تنظرُ إلى إبتسامتِهَا الَّتِي تُشبِهُ طفلةً يَتيمةً تجلسُ وحيدةً
تُشبهُ الوَافِدينَ لِشَجرةِ التُّفاح عَبر الظِّلال
الوَردُ الذي افتدتْ به روحِي
بِهذَا حَدَّثتُها مساءً وأنا أغلقُ سَتائِر الصَّيف
أغلقُ الأبوابَ التي تتعرّقُ كثيرًا وهي تُلامسُ يَدها بخوفٍ
الخُصوبةُ
عِطرُ المَلابسِ
حقائبُ اليَدِ
حُمرَةُ الشِّفاهِ
الصٌُراخُ الّذي تَذرفهُ ليلاً
ونَهدُها الّذي يشك
بِهذَا حَدّثتُها وأنا أُعْطي لِنَفسِي فراغًا نَرجسيًا
لغةً تحملُ العُذوبة
تحملُ الأنهمارِ بلطفٍ
بهذا حَدّثُتها مساءً عن الأنهُر الصغِيرةِ
والنساءِ اللَّواتِي على ضفافِ الأَملِ
يجلسنَ وَحيدَات أمَام قَدرهِن يَنتظرنَ العُبور
يَنتظرنَ فارساً يجيء
بفراغٍ نَجرسِي
حلمًا مصنوعًا من فقاعاتِ الهواءِ
مِنَ جذورِ الغبطةِ كطُرقات اللّيلِ
أو ما يُشبه الهُدوءَ
يشبهُ المارّينَ مِنَ أطرافِ عَينيهَا إلى
الخَريف
إلى تَحياتهم الوَدودةِ
بعدَ زخَّات مطرٍ كثيفٍ
بعدَ ألمٍ ممكنٍ
بهذا حَدّثُتها مساءً عن قصائدِ الحبّ
وعن صراعِ الوُحوشِ في جوفِ الرأسِ
عَنِّي أنا
وأشياء تَتذكرني بوضوحٍ
بقليلٍ من العطشِ
أو
الجوعِ
بهذا حَدثُتها مساءً عن الكواكبِ
عن العَائدينَ مِنَ نظراتهم إلى القلوبِ
إلى صوتٍ يعرفُ النهاية
وكم شجرة أرهقهَا الذُّبولُ
بهذا حَدّثُتها مساءً عن سَكراتِ الموتِ
وعن لحظاتٍ تشبهُ الكُنوز .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى