تجاعيد الماء (29)

سوسن صالحة أحمد | كاتبة وشاعرة سورية تقيم في كندا

بم أتغلف؟ ! . .
ذاك الناضج في كان حلماً، لطالما استدركته ولم أدركه، مجازا يعبر سقف اللغة إلى تكوينه كما تراه عين روحي، بل كما تشتهيه، عليا شهيا طيب الريح والأثر.
هو أنا لما أنجلي مني ولما أرمي بأوزار الكون الملقاة على عين الحقيقة تصرخ وجعها آن وعيٍ تشكل بعيداً عن الفرض وعن الواجب، كانت قد أخفته عين الوجود فيها كي لا أدركه فأكون أنا كما قبل القبل لما بعد البعد.
أنا. . امرأة العري، أختار صومي وصلاتي وأتدبر طقوسي ونسكي كما تسكبها الصور في كلي حين تراها عين بصيرتي بي ألوان فراشة لاتعترف إلا بالضوء سُكنى حياة وممات.
بل. . أنا العري لما يتجلى، لا يرى من الوجود شيئا، استوت فيه البراقع والمكاحل والعين الجرداء إلا صليبها، تمنح القيامة لكل ما تقع عليه، تتوضأ بالعشق دماً مسفوحاً على مذبح التجلي الأعظم، لا تدري أي أوصالها أسبق إلى الوصل.
الفروض تربك الروح، فبم أتغلف وقد انفكت عرى القلب لذاك القادم من القيامة يًخْبِرُ عن الفردوس الأعلى؟ ، أتطلع إليه من شقٍ صغير في ثوب الحزن. .
بم أتغلف؟ ! وقد عراني ذاك الحنين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى