نصٌّ ولوحة: إلى أين؟

حياة البوسالمي | تونس – لوحة: الفنان التونسي لطفي الراجحي

منذ بدأت كرونا كلنا نخاف مرة ونضحك مرة واخذنا الأمر هكذا كقردة تقفز هنا وهناك ولم نقف على الاستعمار الذي خططوه لنا وسياسة التجويع التي يريدوننا ان نصل إليها… لم نفكر كيف نرد على من يدبرون انقراضنا من الأرض… لم نسأل يوما كيف نتجاوز وان لم يدروا علينا بلقاح… لم نتعود للأسف على تدبير أمورنا بأنفسنا كما كان يفعل اجدادنا… نجحوا في وأد الفكر فينا… دعموا سراقا وتجار دين ليحكمونا… شجعوا الفساد في قناتنا وزكوها… هل وقف أحدكم وفكر ان يكون مثل ابن سينا وابن رشد وابن الهيثم… من كانوا يلهثون وراء حلول لمشاكلهم….لا تقولوا انهم يحبطوكم… ابن النفيس قام بعملية التشريح سرا وفي الخفاء…. نحن الآن في ما يسمى بالضياع الفكري والزهيمر الانتمائي… نحن بين الهوية واللاهوية… بعن كل شيء وبقينا كعانس يرجمها المجتمع بل عاهرة اجهضوا كل مافيها ومنحوها بطاقة العهر وموت القضية…. حتى أزمة كرونا لم ننتبه فيها الي مساءلة الذات… نتزاحم على الاكل والشرب… نتصارع ونرمي لبعضنا التهم…. نقارن بيننا كدول من اسمها سيرصع بالذهب في المديونية والتسول من تلك الدول…. الي اين؟ بالله عليكم يا أمة محمد إلى أين؟

لن ابكي الطلل وأذكركم بعلماء العرب لانه قل لمن يبكي على رسم درس ماضره لو جلس… ماضركم شيئ… اجلسوا وواصلوا في الجلوس ليقوم الآخر ويقتلك من مكانه دون أن يأتيك وبدون سلاح… لن أغازل وضعكم فعيونكم جاحظة ولا حور فيها حتى اصفه… العمي يسكنها والرمد يرقيها… لن امدحكم وكل مواطن المدح انتحرت فيكم فلا فارس بينكم ينجينا ولا فرس عاشرتكم وتحملت مآتمكم التي تضنيها… حتى الرثاء هرب منكم هروب المغتربين من أوطانهم…. إلى أين بالله عليكم؟… نجحوا في وضعنا في سجون دون قضبان وهلوسة… الصين نعم هي المسؤولة… لا… أمريكا…. لا.. لا… الفيروس هرب في تجربة…. ليت فيروسات وطني وأمتي يهربون بل بالأحرى يندثرون  لنفكر من جديد في صنع ذواتنا ونلتفت التفاتة صادقة لأنفسنا ونعي اننا أمام خيارين إما الوجود وإما الموت… إما ان نفعل وبذلك نحقق مركزية الذات في هذا الكون…. وإما أن نئد أنفسنا بأنفسنا وندفن عارنا بأيدينا ولا نسأل بأي ذنب قتلنا لأن الذنب ذنبنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى