أثر الإيمان في تزكية النفس

د. يحيى عبد الله | أكاديمي موريتاني

هذه دراسة تناولت أثر الايمان في تزكية النفوس فنحن في خضم شؤون الحياة المعاصرة، وكثرة مشاغلها وتعدد متطلباتها، قد ننسى أن نتعاهد أنفسنا بالتربية والتزكية، ومن ثم تقسو القلوب، ونتثاقل عن الباقيات الصالحات، ونركن إلى متاع الدنيا وزخرفها.

أهداف الدراسة
1. تنوير المسلم المعاصر بأهمية التزكية الروحية
2. الفرق بين سلوك المسلم الذي يسوقه الايمان والمسلم المنفلت
3. تقوية الوازيع الايمانية من خلال تزكية النفس
4. تشخيص الواقع المتدني لفقه السلوك لدي المسلمين اليوم
أما بعد:
فإن السلوك الصحيح وتزكية النفوس من أعظم أمور الدين، وأجل خصاله، حيث اهتم سلفنا الصالح بالسلوك الشرعي علماً وعملاً، فالسلوك الظاهر ملازم للإيمان الباطن، وصلاح الظاهر ناشئ عن صلاح الباطن، وكذا العكس.
ومع شدة الحاجة إلى فقه السلوك علماً وعملاً، فإننا قد لا نجد كتابات معاصرة تعالج الجانب السلوكي وإن وجد منها شيء فهو قليل وغم أهمية الموضوع .
“فهناك تلازم بين السلوك والاعتقاد، فالسلوك الظاهر مرتبط بالاعتقاد الباطن، ومن ثم فإن الانحراف الواقع في سلوكنا وأخلاقنا الظاهرة إنما هو ناشئ عن نقص في إيماننا الباطن” .
يقول الشاطبي في هذه المسألة:” الأعمال الظاهرة في الشرع دليل على ما في الباطن، فإن كان الظاهر منخرماً، حكم على الباطن بذلك، أو مستقيماً حكم على الباطن بذلك أيضاً، وهو أصل عام في الفقه، وسائر الأحكام العاديات، والتجريبيات، بل الالتفات إليهما من هذا الوجه نافع في جملة الشريعة جدا”.
{ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ }
يقول الغزالي والمقصود تزكية النفس وتطهيرها عن صفة البخل وتزيينها بجمال التعظيم لله عز وجل.
الإيمان المطلق يتضمن فعل ما أمر الله به عبده كله، وترك المحرمات كلها، فإذا قال الرجل: أنا مؤمن بهذا الاعتبار فقد شهد لنفسه بأنه من الأبرار المتقين، القائمين بفعل جميع ما أمروا به، وترك كل ما نهوا عنه، فيكون من أولياء الله، وهذا من تزكية الإنسان لنفسه، وشهادته لنفسه بما لا يعلم، ولو كانت هذه الشهادة صحيحة، لكان ينبغي له أن يشهد لنفسه بالجنة إن مات على هذه الحال، ولا أحد يشهد لنفسه بالجنة؛ فشهادته لنفسه بالإيمان كشهادته لنفسه بالجنة إذا مات.
أهمية الايمان التزكوية
تزكية النفس بالإيمان واليقين، وتربيتها بالأخلاق الحسنة كالصبر والحلم، والشفقة والرحمة، والمحبة والتواضع، والصدق والإخلاص، ونحو ذلك. وأعمال الجوارح: العبادات، والمعاملات، والمعاشرات.
ولا تجد هذه العلوم كلها مفصلة إلا في القرآن الكريم.
كما قال سبحانه: { وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا}.
فهو كتاب عظيم كثير خيره دائم عطاؤهكثيرة بركته يبشر بالثواب والمغفرة ويزجر عن القبيح والمعصية.
حقيقة التزكية
التزكية في اللغة: من الزكاة، وأصل الزكاة: الطهارة والنماء والبركة والمدح
وهذا المعنى اللغوي هو المقصود من التزكية اصطلاحاً، فهذه المعاني الثلاثة مرتبة: التطهير، النماء، الصلاح.
فالتخلية أو التطهير لازم أولاً؛ لأننا نعيش في عصر كثر فيه الخبث، وما من أحد يعيش في المجتمع إلا أصابه من هذا الخبث بقدر اختلاطه ومعاشرته لأهل … مجتمعه، فإذا أذَّن مؤذن الفلاح، وسمع العبد داعي النجاح ” حي على الفلاح ” وأذن الله له بتوبة، وبدأ طريق الالتزام، وعرف طريق المسجد، ودله أهل الخير على طلب العلم، فلا بد من التطهير للتخلص من رواسب الجاهلية التي مر بها في أوليات حياته، لا بد من تطهير قلبه أولا.
{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} قتادة: من عمل خيرا زكاها بطاعة الله” .وقال أيضا: “قد أفلح من زكى نفسه بعمل صالح”.
من أهم آثار أسلوب الموعظة تزكية النفس، وتطهيرها وهو من الأهداف الكبرى للتربية الإسلامية، وبتحقيقه يسمو المجتمع، ويبتعد عن المنكرات وعن الفحشاء، فلا يبغي أحد على أحد ويأتمر الجميع بأمر الله، بالمعروف والعدل والصلاح والبر، والإحسان.
وقد جمعت هذه المعاني في قوله تعالى:
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} ثم لا بد من تنمية جوانب الخير فيه، قال صلى الله عليه وسلم: ” إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق” فبعد تطهير جوانب الإثم والضلال تتميم جوانب الخير والبر والأخلاق فتكون النتيجة الصلاح الدائم.
الفلاح إنما هو تزكية النفس، وجميع الأعمال الصالحة من صلاة وغيرها إنما هي لزكاة النفس وتطهيرها، حتى قضايا التوحيد كلها خلقية، فالاعتراف بأن الله إله واحد هذا من الخلق الرفيع، وهو الاعتراف بفضل الله سبحانه، ورد الجميل له بالشكر.
يقول الغزالي: “الطريق إلى تزكية النفس اعتياد الأفعال الصادرة من النفوس الزكية الكاملة، حتى إذا صار ذلك معتادا بالتكرار مع تقارب الزمان، حدث منها للنفس هيئة راسخة ، تقتضي تلك الأفعال وتتقاضاها، بحيث يصير ذلك له بالعادة كالطبع، فيخفف عليه ما يستثقله من الخير .
التوحيد تزكية للنفس عن الشرك:
{وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ } أي أنا بريء من هذا متنزه عنه؛ مزك لنفسي منه فإن الشرك أعظم ما تنجس به النفس وأعظم تزكية النفس وتطهيرها تزكيتها منه وتطهيرها منه. فما أنا عابد قط ما عبدتم في وقت من الأوقات. وأنتم مع ذلك ما أنتم عابدون ما أعبد بل أنتم بريئون مما أعبد. وأنا بريء مما تعبدون مأمور بالبراءة منه وطالب زيادة البراءة منه ومجتهد في ذلك. وأنا أخبر عنكم بأنكم بريئون مما أعبد إما لكونكم تأمرون بذلك وإما لكونكم تعبدونه فلا أخبر به فإنه كذب. وإما لكونكم تجتهدون في البراءة وتبالغون فيها فبها تختلف فيه أحوالكم.
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا }.
أى يعتقدون زكاءها ويخبرون به، كما يزكى المزكى الشاهد، فيقول عن نفسه ما يقول المزكى فيه.
كمافي الاية :أى هو الذى يجعله زاكيا، ويخبر بطاعة الله فيصير زاكيا، وهذا بخلاف قوله:
{ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} فإنه من باب قوله: {فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى} أى تعمل بطاعة الله تعالى، فتصير زاكيا، ومثله قوله: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} .
أى تقبل تزكية الله تعالى لك، فتتزكى؟ قالوا: وهذا هو الحق. فإنه لا يفلح إلا من زكاه الله تعالى. قالوا: وهذا اختيار ترجمان القرآن ابن عباس.قال قتادة وابن عيينة وغيرهما: قد أفلح من زكى نفسه بطاعة الله وصالح الأعمال. وقال الفراء والزجاج: قد أفلحت نفس زكاها الله وقد خابت نفس دساها الله.
قد أفلح الشخص الذي زكاها كان ضمير الشخص في زكاها يعود على (من) هذا وجه الكلام الذي لا ريب في صحته كما يقال: قد أفلح من اتقى الله وقد أفلح من أطاع ربه.
والمقصود هنا كما يقول بن تيمية أمر الناس بتزكية أنفسهم والتحذير من تدسيتها فلو قدر أن المعنى قد أفلح من زكى الله نفسه لم يكن فيه أمر لهم ولا نهي؛ ولا ترغيب ولا ترهيب. والقرآن إذا أمر أو نهى لا يذكر مجرد ” القدر ” فلا يقول: من جعله الله مؤمنا. بل يقول: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} إذ ذكر مجرد القدر في هذا يناقض المقصود ولا يليق هذا بأضعف الناس عقلا فكيف بكلام الله ألا ترى أنه في مقام الأمر والنهي والترغيب والترهيب يذكر ما يناسبه من الوعد والوعيد والمدح والذم وإنما يذكر القدر عند بيان نعمه عليهم: إما بما ليس من أفعالهم وإما بإنعامه بالإيمان والعمل الصالح ويذكره في سياق قدرته ومشيئته وأما في معرض الأمر فلا يذكره إلا عند النعم. والمقصود ” ذكر التزكية ” قال تعالى: { فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } وقال: { الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ }
وقال: { وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى } وأصل ” الزكاة ” الزيادة في الخير. ومنه يقال: زكا الزرع وزكا المال إذا نما. ولن ينمو الخير إلا بترك الشر والزرع لا يزكو حتى يزال عنه الدغل فكذلك النفس والأعمال لا تزكوا حتى يزال عنها ما يناقضها ولا يكون الرجل متزكيا إلا مع ترك الشر.
قال ابن قتيبة: أي أخفاها بالفجور والمعصية فالفاجر دس نفسه؛ أي قمعها وخباها وصانع المعروف شهر نفسه ورفعها وكانت أجواد العرب تنزل الربى لتشهر أنفسها واللئام تنزل الأطراف والوديان فالبر والتقوى يبسط النفس ويشرح الصدر بحيث يجد الإنسان في نفسه اتساعا وبسطا عما كان عليه قبل ذلك؛ فإنه لما اتسع بالبر والتقوى والإحسان بسطه الله وشرح صدره. والفجور والبخل يقمع النفس ويضعها ويهينها بحيث يجد البخيل في نفسه أنه ضيق.
مفهوم التزكية الايمانية
فقه التزكية: يري الغزالي
أن “طالب فقه النفس لا ييأس من نيل هذه الرتبة بتعطيل ليلة ولا ينالها بتكرار ليلة فكذلك طالب تزكية النفس وتكميلها وتحليتها بالأعمال الحسنة لا ينالها بعبادة يوم ولا يحرم عنها بعصيان يوم وهو معنى قولنا أن الكبيرة الواحدة لا توجب الشقاء المؤبد ولكن العطلة في يوم واحد تدعو إلى مثلها ثم تتداعى قليلا قليلا حتى تأنس النفس بالكسل وتهجر التحصيل رأسا فيفوتها فضيلة الفقه وكذلك صغائر المعاصي يجر بعضها إلى بعض حتى يفوت أصل السعادة بهدم أصل الإيمان عند الخاتمة وكما أن تكرار ليلة لا يحس تأثيره في فقه النفس بل يظهر فقه النفس شيئا فشيئا على التدريج مثل نمو البدن وارتفاع القامة فكذلك الطاعة الواحدة لا يحس تأثيرها في تزكية النفس وتطهيرها في الحال ولكن لا ينبغي أن يستهان بقليل الطاعة فإن الجملة الكثيرة منها مؤثرة”.

مهمة الرسول:
فإن تزكية النفوس مهمة الرسل. وإنما بعثهم الله لهذه التزكية وولاهم إياها. وجعلها على أيديهم دعوة، وتعليما وبيانا، وإرشادا، لا خلقا ولا إلهاما. فهم المبعوثون لعلاج نفوس الأمم . قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } وقال تعالى: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ}.
وتزكية النفوس: أصعب من علاج الأبدان وأشد. فمن زكى نفسه بالرياضة والمجاهدة والخلوة، التي لم يجئ بها الرسل: فهو كالمريض الذي عالج نفسه برأيه، وأين يقع رأيه من معرفة الطبيب؟ فالرسل أطباء القلوب. فلا سبيل إلى تزكيتها وصلاحها إلا من طريقهم. وعلى أيديهم، وبمحض الانقياد، والتسليم لهم. والله المستعان تزكية النفس عن العيوب وتكميلها بالمحاسن حق في نفسه
حكمة تزكية النفس .
تطهير العبد ومداواته وإخراج المواد الردية عنه بتلك الآلام ما تشهده العقول الصحيحة وفي ذلك من تزكية النفوس وصلاحها وزجرها وردع نظائرها وتوقيفها على فقرها وضرورتها الى ربها وغير ذلك من الحكم والغايات الحميدة ما لا يعلمه إلا الله ولا ريب إن الجنة طيبة لا يدخلها إلا طيب ولهذا يحاسبون إذا قطعوا الصراط على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا ذهبوا ونفوا أذن لهم في دخول الجنة ومعلوم إن النفوس الشريرة الخبيثة المظلمة التي لو ردت إلى الدنيا قبل العذاب لعادت لما نهيت عنه لا يصلح إن تسكن دار السلام في جوار رب العالمين فإذا عذبوا في النار عذابا تخلص نفوسهم من ذلك الخبث والوسخ والدرن كان ذلك من حكمة احكم الحاكمين ورحمته ولا يتنافى الحكمة خلق نفوس فيها شر يزول بالبلاء الطويل والنار كما يزول بها خبث الذهب والفضة والحديد فهذا معقول في الحكمة.
فلا تغفل عن تزكية النفس، فالنفوس تتفاوت، فلكلٍ منها ما يصلحها، فانظر إلى ما يُصلح قلبك فاعمل به، وسل الله العافية.
مظاهر سلبية في التزكية :
إظهار فضلك علي الناس
-إظهار الفضل فهو من قبل تزكية النفس وهي من مقتضى ما في العبد من طغيان دعوى العلو والكبرياء وهي من صفات الربوبية .
-تنقيض الآخر فهو من مقتضى طبع السبعية فإنه يقتضي أن يمزق غيره ويقصمه ويصدمه ويؤذيه وهاتان صفتان مذمومتان مهلكتان وإنما قوتهما المراء والجدال فالمواظب على المراء والجدال مقو لهذه الصفات المهلكة وهذا مجاوز حد الكراهة بل هو معصية مهما حصل فيه إيذاء الغير.
طرق تزكية النفس.
1. طمأنينة القلب تنتج عن: تزكيته بالإيمان الصحيح القوي، القائم على معرفة الله بأسمائه وصفاته وأفعاله، واعتقاد تفرده بذلك وإخلاص العبادة له وحده، واستشعار القلب بأن الله خالقه ومدبره وإليه مرجعه، وأن سعيه سوف يرى ويجازى عليه، وتوكل العبد على ربه وحده والإيمان بالقدر القائم على التمييز بين الأمر الشرعي المكلف به العبد، والأمر الكوني الجاري على العبيد ومعرفة الاستجابة الصحيحة المناسبة لكل منها وإذا اطمأن القلب استغنى بالإيمان والعلم المُتلّقى من الوحي، وسكن واستأنس بربه، واشتغل بما يرضيه. وفتح له بابُ الرضى عن ربه، الأملَ بمعونته وتوفيقه له في الدنيا، والرضى عليه وإكرامه في الآخرة.
2. تزكية النفس تزكو بترك المحرمات مع فعل المأمورات قال تعالى {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا } معنى التزكية قال قتادة وابن عيينة وغيرهما قد أفلح من زكى نفسه بطاعة الله وصالح الأعمال
3. تسبيح الرب فيه تزكية للنفس قال تعالي {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ} فالتسبيح يجلب تقوي الله التي تؤدي إلي محاسبة النفس.
4. ما ذكره بن القيم من طرق لتزكية النفس فقد ذكر هذه الطرق الثلاثة هي
صون النفس، وتوفير الحسنات، وصيانة الإيمان – هي أرفع من باعث العامة على الورع؛ لأن صاحبها أرفع همة، لأنه عامل على تزكية نفسه وصونها، وتأهيلها للوصول إلى ربها. فهو يصونها عما يشينها عنده. ويحجبها عنه. ويصون حسناته عما يسقطها ويضعها؛ لأنه يسير بها إلى ربه. ويطلب بها رضاه. ويصون إيمانه بربه بحبه له، وتوحيده، ومعرفته به، ومراقبته إياه عما يطفئ نوره. ويذهب بهجته، ويوهن قوته. ” وهذه الثلاث الصفات: هي في الدرجة الأولى من ورع المريدين.
5. التورع عن كل داعية تدعو إلى شتات الوقت. والتعلق بالتفرق فالنضباط سر قوي من أسرار تقوية الايمان والتركيز.
6. قيام الليل نوع من أنواع التزكية؛ لأن التزكية عند أهل السنة والجماعة بكثرة العبادة؛ لأن الإيمان يزيد بالطاعات، وينقص بالمعاصي، وما تزكية القلب إلا بزيادة الإيمان.، فقيام الليل تزكية للقلب استعدادًا لتلقى العلم والجهد (القول الثقيل)
7. مطالعة سير الصالحين والعلماء العاملين، فإنَّ لها فضلاً في بعث الهمَّة على تزكية النفس.
8. قراءة القرآنفي الصلاة يقول منهاج القاصدين اعلم أن قراءة القرآن في الصلاة قائما مع التدبر يجمع الجميع، ولكن ربما عسرت المواظبة على ذلك، والأفضل يختلف باختلاف حال الشخص، ومقصود الأوراد تزكية القلب وتطهيره، فلينظر المريد ما يراه أشد تأثيراً فيه فليواظب عليه، فإذا أحس بملل انتقل عنه إلى غيره. قال أبو سليمان الدارانى: فإذا وجدت قلبك في القيام فلا تركع، وإذا وجدته في الركوع فلا ترفع.
9. الانقياد المطلق لله يقول الغزالي الانقياد وعلى مقتضى الاستعباد كان ما لا يهتدي إلى معانيه أبلغ أنواع التعبدات في تزكية النفوس وصرفها عن مقتضى الطباع والأخلاق مقتضى الاسترقاق يعني العبودية لله
درجات التزكية
• تزكية المرء لنفسه تزكية النفس قال الله سبحانه وتعالى{فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} قيل لحكيم ما الصدق القبيح فقال ثناء المرء على نفسه وهذا إذا كان الثناء بما هو متأكد من
• غيبة القراء المرائين، وهو أن تفهم المقصود من غير تصريح فتقول: أصلحه الله فقد ساءني وغمني ما جرى عليه، فنسأل الله تعالى أن يصلحنا وإياه؛ فإن هذا جمع بين خبيثين، أحدهما: الغيبة إذا حصل به التفهم، والآخر: تزكية النفس والثناء عليها بالتجريح
• تزكية الأشرار لك هجنة بك وحبهم لك عيب عليك وهان عليك من احتاج إليك.
• المغرور من الفقهاء من فقد التزكية ” اقتصروا على علوم الفتاوى فى الحكومات والخصومات.. وتفصيل المعاملات الدنيوية الجارية بين الخلق لمصالح المعايش.. وخصصوا اسم الفقيه.. وسموه: الفقيه وعلم المذهب.. وربما ضيعوا مع ذلك علم الأعمال الظاهرة والباطنة ولم يتفقدوا الجوارح.. ولم يحرسوا اللسان من الغيبة والبطن عن الحرام.. والرجل عن السعى إلى السلاطين.. وكذلك سائر الجوارح.. ولم يحرسوا قلوبهم عن الكبر والرياء والحسد.. وسائر المهلكات.. وهؤلاء مغرورون من وجهين:
احدهما: من حيث العمل وقد ذكرت وجه علاجه فى الإحياء، وأن مثالهم كمثل المريض الذى تعلم الدواء من الحكماء ولم يعلمه أو يعمله وهؤلاء مشرفون على الهلاك حيث أنهم تركوا تزكية أنفسهم وتخليتها.. فاشتغلوا بكتاب الحيض والديات والدعاوى والظهار واللعان.. وضيعوا أعمارهم فيها.. وإنما غرهم تعظيم الخلق لهم وإكرامهم ورجوع أحدهم قاضيا ومفتيا.. ويطعن كل واحد فى صاحبه.. وإذا اجتمعوا زال الطعن.
والثانى: من حيث العلم وذلك لظنهم أنه لا علم إلا بذلك وأنه المنجى الموصل.. وإنما المنجى الموصل حب الله.. ولا يتصور حب الله تعالى إلا بمعرفته.
بم تتحقق معرفة الله؟ ومعرفته ثلاث: معرفة الذات، ومعرفة الصفات.. ومعرفة الأفعال. وكان الإمام الشافعي يقول: ” ينبغي للعالم أن يكون له خبيئة من عمل صالح فيما بينه وبين الله تعالى، فإن كل ما ظهر للناس من علم أو عمل قليل النفع في الآخرة، وما رؤى أحدٌ في منامه فقال: غفر الله لي بعلمي إلا قليلٌ من الناس. فاقبل ـ أيها المتفقه ـ على تزكية نفسك وتطهير قلبك؛ لكى يزكو علمك وتنتفع به فـمن من أحوج الناس الي الله .
قد يكون الأوجب في هذا الزمان أن يتواكب الأمران، التزكية مع التعلم؛ لأن غالب أهل الزمان يبدؤون الطلب متأخرين، والعمر قصير؛ فلذلك اطلب العلم، واحرص على التزكية معه، وليسيرا في خطين متوازيين.
ميزان التزكية كما يعرف عند علماء السلوك
يقول الجنيد “المريد لله بصدق، إذا أراد الله به خيرا: أوقعه على طائفة الصوفية، يهذبون أخلاقه. ويدلونه على تزكية نفسه، وإزالة أخلاقها الذميمة. والاستبدال بالأخلاق الحميدة. ويعرفونه منازل الطريق ومفازاتها، وقواطعها وآفاتها”. وهذا كلام سليم صحيح وقد كان السلف يقتدون بالمشائخ المربين ليتعلموا منهم فقه السلوك ومنهج التربية الايمانية.
شوائب التزكية اليوم يقول عنها الجنيدي أيضا
وأما القراء: فيدقونه بالعبادة من الصوم والصلاة دقا. ولا يذيقونه شيئا من حلاوة أعمال القلوب، وتهذيب النفوس. إذ ليس ذلك طريقهم. ولهذا بينهم وبين أرباب التصوف نوع تنافر، كما تقدم.
آثار ضعف التزكية علي المسلم
• توفيق الله للعبد
العبد إنما يزكي نفسه بعد تزكية الله لها بتوفيقه وإعانته، ويدسيها بعد تدسيه الله لها بخذلانه والتخلية بينه وبين نفسه حينما أعرض عن ربه والله عز وجل هيأ الإنسان لقبول الكمال، بما أعطاه الله من الأهلية والاستعداد
• طلب العلم
لا بد من تزكية القلب وتطهيره في البداية؛ لتحصيل العلم النافع والعمل الصالح، أو مواكبة التزكية مع الطلب فهما من المهمات الخطيرة في عصرنا
• تعليم الناس الخير{كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ}
1) يتلو عليهم آياتك.
2) يعلمهم الكتاب والحكمة.
3) ويزكيهم.
ولم يتخلف هذا الترتيب في آية واحدة من الثلاثة، ولا رابعة من جنس هذه الآيات في القرآن كله.، وهذا يدل ـ إنْ دل ـ على شيء واحد، وهو أهمية تزكية القلب قبل التعلم، وتوحي بشيء من هذا أوائل سورة المزمل: قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (}
وحتى يؤدي العلم مهمته في تزكية النفس لا بد من أن يتحقق فيه شرطان:
الأول: العمل الصالح مع الإخلاص لله تعالى.
فالعلم النافع هو العلم الذي يتبعه العمل الصالح، ويحمل صاحبه على الأدب
الثاني: أن يتجنب المسلم المراء والخصام في مسائل العلم.
وهذا الشرط يجنب العاقل قسوة القلب، ويجعله يسير على نور من أمره، فالجدل والمراء مذمة؛ ولهذا حذر السلف منه.
قال ابن حزم:”منفعة العلم في استعمال الفضائل عظيمة، وهو أنه يعلم حسن الفضائل، فيأتيها -ولو في الندرة، ويعلم قبح الرذائل، فيجتنبها- ولو في الندرة-، ويسمع الثناء الحسن فيرغب في مثله، والثناء الردي، فينفر منه، فعلى هذه المقدمات يجب أن يكون للعلم حصة في كل فضيلة، وللجهل حصة من كل رذيلة، ولا يأتي الفضائل من لم يتعلم العلم؛ إلا صافي الطبع جدا، فاضل التركيب، وهذه منزلة خص بها النبيون -عليهم السلام-؛ لأن الله تعالى علمهم الخير كله دون أن يتعلموه من الناس” .
فوائد تزكية النفس
• معرفة طريق تزكية النفس تفيد استعداد النفس لقبول الهدايا إلى معرفة الله سبحانه وتعالى كما قال تعالى قد أفلح من زكاها وقال عز وجل والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا فتكون جملة هذه المعارف كالوسائل إلى تحقيق معرفة الله تعالى وإنما الكمال في معرفة الله ومعرفة صفاته وأفعاله
• ومن أثر التمسك بالقرآن الكريم القدرة بعون الله تعالى على إقامة صرح الدولة الشامخ المبنى على تقوى من الله تعالى ورضوان فلا يتزعزع بناؤها، ولا يتهلهل أساسها ما دام أهلها متمسكين بالقرآن الكريم وذلك لأن القرآن الكريم وضع للمسلمين أسس إقامة الدولة من حيث المحافظة على دينها الذي هو عصمة أمرها، ودنياها التي فيها معاشها، وآخرتها التي إليها معادها.
الإيمان يتضمن فعل الواجبات، فلا يشهدون لأنفسهم بذلك، كما لا يشهدون لها بالبر والتقوى، فإن ذلك مما لا يعلمونه وهو تزكية لأنفسهم.
خاتمة
الأوجب في هذا الزمان حسب الدراسة أن تواكب التزكية التعلم؛ لأن غالب أهل الزمان يبدؤون الطلب متأخرين، والعمر قصير؛ فلذلك اطلب العلم، واحرص على التزكية معه، وليسيرا في خطين متوازيين.
يقول ابن الجوزى ـ رحمه الله تعالى “رأيت الاشتغال بالفقه وسماع الحديث لا يكاد يكفي في صلاح القلب، إلا أن يمزج بالرقائق والنظر في سير السلف الصالحين؛ لأنهم تناولوا مقصود النقل، وخرجوا عن صور الأفعال المأمور بها إلى ذوق معانيها والمراد بها، وما أخبرتك بهذا إلا بعد معالجة وذوق لأني وجدت جمهور المحدثين وطلاب الحديث همة أحدهم في الحديث العالي وتكثير الأجزاء وجمهور الفقهاء في علوم الجدل وما يغالب به الخصم، وكيف يرق القلب مع هذه الأشياء وقد كان جماعة من السلف يقصدون العبد الصالح للنظر إلى سمته وهديه لا لاقتباس علمه؛ وذلك أن ثمرة علمه هديه وسمته، فافهم هذا، وامزج طلب الفقه والحديث بمطالعة سير السلف والزهاد في الدنيا؛ ليكون سبباً لرقة قلبك”.

النتايج
• فلابد من علم وعمل ودعوة، لابد من تزكية للنفوس وشحذ للعقول، والمنهج الذي لا يراعي هذه الجوانب الثلاثة منهج يجانب الصواب.
• شدة الحاجة إلى فقه السلوك علماً وعملاً، فإننا قد لا نجد كتابات معاصرة تعالج الجانب السلوكي من خلال منهج القرآن الكريم.
• هناك تلازم بين السلوك والاعتقاد، فالسلوك الظاهر مرتبط بالاعتقاد الباطن، ومن ثم فإن الانحراف الواقع في سلوكنا وأخلاقنا الظاهرة إنما هو ناشئ عن نقص في إيماننا الباطن.
قائمة المراجع والمصادر
1. القرآن الكريم.
2. اين الجوزي،جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي،ت: 597هـ، صيد الخاطر،الناشر: دار القلم – دمشق،الطبعة: الأولى.
3. ابن حزم، أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي القرطبي الظاهري،ت: 456هـ، الأخلاق والسير،الناشر: دار الآفاق الجديدة – بيروت،الطبعة: الثانية، 1399هـ – 1979م.
4. بن تيمية ، تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني (المتوفى: 728هـ)، مجموع الفتاوى،الناشر: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة النبوية، المملكة.
5. ابن تيمية، تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد ابن تيمية الحراني،ابن تيمية،الحنبلي الدمشقي، 728هـ، الإيمان ،الناشر: المكتب الإسلامي، عمان، الأردن،الطبعة: الخامسة، 1416هـ/1996.
6. ابن قيم ،أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية ،ت691 – 751، إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان ط عالم الفوائد،الناشر: دار عالم الفوائد – مكة المكرمة،الطبعة: الأولى، 1432 هـ.
7. ابن قيم، محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية،: 751هـ، مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين،دار الكتاب العربي – بيروت،الطبعة: الثالثة، 1416 هـ – 1996م.
8. ابن قيم، محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية،ت: 751هـ، حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح،الناشر: مطبعة المدني، القاهرة.
9. بن قدامة، نجم الدين، أبو العباس، أحمد بن عبد الرحمن بن قدامة المقدسي،ت: 689هـ، مختصر منهاج القاصدين،ص: 65، الناشر: مكتَبَةُ دَارِ البَيَانْ، دمشق،عام النشر: 1398 هـ – 1978 م.
10. أبو العلاء محمد بن حسين بن يعقوب السلفي المصري،منطلقات طالب العلم،الناشر: المكتبة الإسلامية، القاهرة الطبعة: الثانية، 1422 هـ – 2002 م.
11. الشاطبي، أبو إسحاق الشاطبي، الموافقات، الناشر: دار ابن عفان،الطبعة: الطبعة الأولى 1417هـ/ 1997م.
12. الغزالي،أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي،ت505ه، إحياء علوم الدين،دار المعرفة بيروت.
13. الغزالي،أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي،ت: 505هـ، بداية الهداية،الناشر: مكتبة مدبولي، القاهرة،الطبعة: الأولى، 1413 هـ – 1993 م.
14. الغزالي، أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي،: 505هـ،أصناف المغرورين،الناشر: مكتبة القرآن للنشر والتوزيع، القاهرة – مصر .
15. القشيري،عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري،ت: 465هـ، الرسالة القشيرية،الناشر: دار المعارف، القاهرة.
16. خالد بن جمعة بن عثمان الخراز، موسوعة الأخلاق،الناشر: مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع، الكويت،الطبعة: الأولى، 1430 هـ – 2009.
17. محمد بن إبراهيم، بن عبد الله التويجري، موشسوعة فقه القلوب،الناشر: بيت الأفكار الدولية.
18. عبد الله بن عبد الرحمن الجربوع، أثر الإيمان في تحصين الأمة الإسلامية ضد الأفكار الهدامة، الناشر: عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية،الطبعة: الأولى، 1423هـ/2003م.
19. خالد بن جمعة بن عثمان الخراز، موسوعة الأخلاق،الناشر: مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع، الكويت،الطبعة: الأولى، 1430 هـ 2009 م.
20. عبد العزيز، بن محمد بن علي آل عبد اللطيف، معالم في السلوك وتزكية النفوس الناشر: دار الوطن، الطبعة: الأولى 1414هـ.
21. عبد الله بن عمر محمد الأمين الشنقيطي، التمسك بالقرآن الكريم وأثره في حياة المسلمين، ا لناشر: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة.
22. عبد الرحمن النحلاوي، أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع،الناشر: دار الفكر،الطبعة: الخامسة والعشرون 1428هـ-2007م.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى