سياسة

فلاح يهزم نابليون!

من هنا تبدأ الهزيمة

د. أحمد الطباخ
الغرب من طبيعته أنه يحب السيطرة ومحو هوية غيره فهم يعدون أنفسهم من طبقة أخرى ولذلك صنفوا العالم إلى عالم متحضر وٱخر متخلف وأول وثالث ولم يسمحوا لأحد غيرهم أن يصنع أو يتقدم وإنما هم المنتجون وغيرهم المستهلكون والنوابغ وغيرهم الخوامل واستقطاب العلماء والعباقرة من الدول واستوطانهم في بلادهم أمر معلوم حتى يظل العالم الذي يستحق أن يعيش خانعا ذليلا ضائعا سائرا في ركابهم وكل ما رفعوه من رايات التحرر والانعتاق والحرية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة شعارات مضللة تخدم مصالحهم وتنسجم مع أغراضهم وأهدافهم فمن يسعى إلى استعمارك ونهض ثرواتك وإذلالك لن يقدم لك سوى العسل المدسوس في السم ولن يتواني عن فعل كل أمر يجعلك في ذيل ركابه وتلك حقيقة تغيب عنا وننبهر ببهرجته وننسى أنه العدو اللدود الذي لا يدخر جهده ومكره وخبثه في سبيل إطفاء أية شعلة وإماتة أي حلم والقضاء على أي بارقة أمل في تحرر أو تقدم أو نهضة .
إن تاريخ الغرب معنا يفيض بالعبر والدروس التي تلهمك أنهم العدو فاحذرهم فكم اغتالت أيديهم أحلام البسطاء وكم قتلوا عددا من العلماء وحاصروا بجيوشهم بلادا كانت تريد أن تنهض وتتقدم وتتحرر من ربقة استعمارهم وتذكر ما فعله نابليون بونابرت عندما جاء إلى مصر ما الذي فعله بجيشه وما الذي فعله في غير بلادنا فبعد أن أكمل نابليون سيطرته على أوروبا ، وقرر غزو روسيا .. وكان نابليون عندما يمر في طريقه في المدن اﻷوروبية وقراها متوجهٱ نحو روسيا كان الناس يخرجون من بيوتهم لمشاهدة موكب نابليون المهيب .. وعند دخوله أطراف اﻷراضي الروسيه كان فلاحٱ روسيٱ منحنيٱ وبيده منجله يحرث أرضه بنشاط لايعرف الملل والكلل .. ، ولم يعر موكب نابليون إنتباهٱ وشجنٱ .. فقال نابليون لحراسه وقادته : ألاترون هذا الفلاح الروسي الحقير لم ينظر إلى موكبي وبنات أوروبا يخرجن من غرف نومهن شوقٱ وشجنٱ لمروري أمام منازلهن .. فأوقف نابليون الموكب وأمر بإحضار الفلاح .. فأتوا به مكتفٱ ، فقال نابليون: لماذا لم توقف الحراثه وتنظر إلى موكبي ..
فقال الفلاح: انا مالي ومال موكبك فأرضي أولى بإهتمامي .. فقال نابليون : ألا تعرف من أنا ؟
فقال الفلاح: لايهمني أن أعرف من أنت ..
فقال نابليون : عليك أن تعرف أنا نابليون الذي سأحتل بلدك ..
فقال الفلاح: أنت غازي حقير وأحقر من تحتل بلدي ..
فقال نابليون: يجب أن تحمل إسمي معك دائمٱ لكي تذكرني في كل وقت ..
وقال لجنوده: أحموا سيخٱ من الحديد واكتبوا إسم نابليون على يده ليكون وشمٱ لايستطيع نزعه .. فما كان من الفلاح الروسي إلا أن قام ببتر يده بمنجله فقطعها ورمى بها نابليون وسط ذهول جنوده وضباطه .. قائلٱ : خذ إسمك معك فعار علي ان أحمل إسم غازي حقير مثلك .. فنظر نابليون إلى من حوله ..
وقال كلمته .المشهوره: من هنا تبدأ الهزيمة .. فكانت بالفعل هزيمته النكراء من روسيا …
فكم من أناس باعوا أرضهم وشعبهم وقضيتهم بثمن بخس .. فالنتيجة بلدهم يحصد ثمرة خيانتهم ..!!
الغرب لا يخطط ويدبر وينفذ إلا لمصالحه هو فعداوته متجذرة ولا يمكن له أن ينسى ما بينه وبين غرمائه من تلك الدول التي احتلها واستعمرها ولذلك عينه عليها يريد أن يعيد الأمجاد ويسطر تاريخا جديدا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى