اجتماع.. قصة قصيرة

عمر حمّش | فلسطين

شاخ الأسدُ، حتى انثنى، ولم يقوَ على مغادرةِ عرينَه، فاجتمعت الحيوانات ترمقه.
كانت عينا الذئبِ ترميان شررا؛ وقد تذكر فرائسه التي سُلبت، أمّا الضبع فلم يكُن يفكّر في غير ما يفكّر فيه الذئبُ، ووقف على قُربٍ يحكُّ بجذعِ شجرةِ أنيابه، أمّا الفيلُ فقد تفقد بقايا نابه العاجيّ الذي تبقى له من آخر مشاجرة ..
فقط الثعلبُ اقترب.. مشى مختالا؛ حتى كاد يلامس الجسدَ الهرم، ثمَّ توقف، وابتسم.
كان الثعلبُ فقط المالكَ لفنِّ الابتسام، حتى أنّه قال وهو يرفع ذراعه إلى بطن الأسد؛ ليتحسسها:
لا بأس عليك مليكنا.
ثم قال: غدا أصطادُ، وآتيك بالطعام.
كانت المرة الأولى التي يلامس فيها ثعلبٌ بطن أسد.
وكان في نفسه قد قال: كم هذه البطن قد التهمتُ..
وكان الأسد يعلم ما يدور .. فهم نظرات الذئب، والضبع، والفيل..
وسخرية الثعلب كادت تقتله.
وكانوا كلهم يرقبون ..
وكان الأسدُ يبكي في داخلِه ..
بكى الأسدُ مدرارا؛ لكنْ في داخلِه ..
بكى’ ونسور السماء من فوِقِه بدأت تحوم، وشرعت تهبط، ثم تقترب ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى